استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، لإسقاط مشروع قرار تقدّمت به عشر دول غير دائمة العضوية، يطالب بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، وهو القرار الذي أيّدته 14 دولة من أصل 15، قبل أن تجهضه واشنطن منفردة. مضمون مشروع القرار المعرقل طالب مشروع القرار بالإفراج الفوري وغير المشروط وبشكل كريم عن جميع الرهائن المحتجزين من قبل "حماس" وغيرها من الجماعات، والرفع الفوري لكل القيود المفروضة على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية بأمان وبدون عوائق في أنحاء غزة، بما يشمل السماح للأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين بتسليم المساعدات. كما عبّر النص عن قلق بالغ من الأوضاع الإنسانية المتدهورة، خصوصاً خطر المجاعة كما ورد في تقارير الأمن الغذائي. واشنطن: القرار يقوّض الجهود وبرّرت السفيرة الأمريكية بالإنابة لدى الأممالمتحدة دوروثي شيا، موقف بلادها، بأن مشروع القرار لا يُدين حركة حماس ولا يطالبها بنزع السلاح أو مغادرة غزة، مشيرة إلى أن القرار "قد يعطي دفعة لحماس"، ويقوّض الجهود الأمريكية المبذولة حاليًا من أجل وقف إطلاق النار يعكس الوقائع على الأرض. وأضافت: "في الوقت الذي نحاول فيه تأمين اتفاق يتضمن إطلاق سراح الرهائن ووقف القتال، فإن مشروعًا كهذا لا يحقق أي تقدم، بل يعرقل المسار القائم"، مضيفة أن "أمن إسرائيل خط أحمر ولن نوافق على أي قرار يُضعفه". جلسة بمجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزةجلسة بمجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة. عقب التصويت، سارع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى تقديم الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا الفيتو الأمريكي بأنه "دعم لا يُقدّر بثمن"، قائلاً إن القرار الذي أُحبط "لم يكن ليؤدي إلا إلى تقوية حماس وتخريب الجهود الأمريكية الجارية". سخط دولي واسع ورسائل تضامن من جانبه، قال ممثل الجزائر عمار بن جامع، إن المشروع المجهَض كان "صوت العالم"، في إشارة إلى الإجماع شبه الكامل عليه داخل مجلس الأمن، مضيفًا أن "تصويت 14 عضوًا لصالح القرار هو رسالة واضحة: أنتم لستم وحدكم"، موجّهًا كلامه إلى الشعب الفلسطيني في غزة. وأكد أن "الشعب الفلسطيني يريد فقط أن يعيش بسلام مثل باقي شعوب الأرض"، مشيرًا إلى الوضع الإنساني "الكارثي" في القطاع الذي تزداد معاناته يومًا بعد آخر.