سيظل هذا الجيل علامة فارقة في تاريخ كرة القدم المصرية بعيداً عن أي مهاترات أو مزايدة، فلغة الأرقام لا تتجمل والتي تشير لكم البطولات والألقاب التي حصدها هؤلاء اللاعبون طوال مشوارهم فرغم النجاح الأفريقي الرهيب والإخفاق المونديالي الذي جاء بشق الأنفس إلا أن هذا الجيل بات يستحق منا الكثير من التقدير والاحترام علي جهوده وإخلاصه.. حتي علي مستوي مدربه لم يحدث في تاريخ كرة القدم المصرية أن تعرض مدرب لهجوم مثلما يتعرض له حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني بالرغم من الإنجازات والبطولات التي حققها علي مدار تاريخه التدريبي سواء عندما صعد بأندية السويس والمنيا والشرقية والمقاولون العرب للدوري الممتاز والأخير فاز معه ببطولة كأس مصر والسوبر وتغلب علي أكبر الأندية في مصر وعلي رأسها الأهلي والزمالك والإسماعيلي ثم اتجه لتدريب المنتخبات وقيادة منتخب الشباب عام 2003 وفوزه ببطولة الأمم الأفريقية لنفس المرحلة السنية ثم إنجازاته مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم التي حدث عنها ولا حرج ولم يحققها أي مدرب آخر في مصر ولا حتي في أفريقيا بالفوز ببطولتين متتاليتين الأولي بمصر عام 2006 والثانية بغانا 2008 بل إنه حقق نتائج باهرة في البطولة الثالثة علي التوالي المقامة حالياً بانجولا ولم يخسر مباراة واحدة في بطولات أفريقيا منذ عام 2004 ول16 مباراة متتالية قبل لقاء الجزائر الذي أقيم بالأمس في الدور قبل النهائي وتغلب علي أكبر المنتخبات الأفريقية والتي وصلت لكأس العالم وهي نيجيريا والكاميرون بثلاثة أهداف مقابل هدف والأخيرة لم تستطع الفوز علي المنتخب في عصر حسن شحاتة وفاز بها في البطولتين الماضيتين بأربعة أهداف مقابل هدفين بالدور الأول بغانا ثم في النهائي بهدف نظيف بنفس البطولة وثلاثة مقابل واحد في أنجولا وهو ما انطبق علي كوت ديفوار في بطولتي 2006 بالدور الأول وفي النهائي ثم في 2008 بأربعة أهداف مقابل هدف واحد بالرغم من أن هذه المنتخبات تضم لاعبين علي مستوي عال يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية وعلي رأسهم صامويل إيتو لاعب انترناسيونال الإيطالي وبرشلونة السابق وديديه دروجبا لاعب تشيلسي الإنجليزي والاثنان فازا بلقب أفضل لاعب أفريقيا خمس مرات.. وكذلك فوزه بالبطولة العربية عام 2007 وتغلبه علي إيطاليا حاملة لقب كأس العالم في بطولة العالم للقارات بهدف نظيف وأداؤه المبهر أمام البرازيل أفضل فريق في العالم وإحرازه ثلاثة أهداف في مرماها.. وخوضه البطولة الحالية بدون لاعبين مؤثرين أمثال محمد أبوتريكة وعمرو زكي ومحمد بركات ومحمد شوقي وبالرغم من ذلك يحقق نتائج وإنجازات وبطولات فلا وجود للاعب النجم وإنما أهم ميزات المنتخب هي جماعية الأداء ولدرجة أن صحيفة ليفجارو الفرنسية قالت عنه إنه غير معايير اختيار أفضل مدرب في أفريقيا بالإضافة إلي فوزه بجائزة الإبداع للأمير راشد آل مكتوم كأفضل مدرب عربي وقيام الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء باختياره ضمن أفضل مدربي العالم في آخر 14 سنة واحتلاله المركز ال85 من بين 120 مدرباً.. ويكفي أنه المدرب الوحيد الذي جعل فئات الشعب بمختلف طبقاتها وثقافتها وانتماءاتها تجتمع وراء المنتخب. الطريف والغريب وبالرغم من كل هذه الإنجازات والبطولات ولأن حسن شحاتة بينه وبين الإعلام فجوة عميقة وأنه لا يجيد التعامل معهم ولا يعرف أن يعبر عن رأيه وفكره ولديه بعض العصبية وأنه يعمل فقط وفي صمت فإن بعض الجهلاء أو الحاقدين أو أصحاب الإعلام الأحمر يتهمونه بالحظ وأنه رجل بركاوي ومحظوظ وكأن هذه البطولة والإنجاز قد حققها الحظ وحده! ولا يوجد شيء اسمه العمل أو الاجتهاد والتخطيط ودراسة المنافس والإعداد له.. كما أن التوفيق لا يأتي إلا للمجتهد والمخلص وليس عيبًا أن يصاحب العمل التوفيق فإذا فاز حسن شحاتة قالوا إن الأداء كان سيئًا ولم يكن علي المستوي المطلوب وإنه فاز بالحظ والبركة والجماهير وإذا خسر وأدي بشكل جيد يقولون النتائج أهم! ومن الطبيعي أن تكون هناك أخطاء وأن يقوم حسن شحاتة وجهازه المعاون ولاعبوه بعلاجها ولكن لأن هؤلاء بالفضائيات أو السابقين باتحاد الكرة فشلوا في أن يجعلوا حسن شحاتة يسير علي هواهم فقاموا بشن حروب عليه وفي كل مرة يخسرون لنواياهم السيئة.. من المدير الفني بدأ مسيرته الكروية بنادي كفر الدوار ومشاهدة محمد حسن حلمي رئيس نادي الزمالك الأسبق في مباراة ودية بين منتخب بحري والزمالك وأعجب به وضمه للقلعة البيضاء عام 1966 وسجل ثلاثة أهداف له في أول مباراة مع فريقه الجديد ثم اندلعت حرب يونيو 1967 وانضم لنادي كاظمة الكويتي عام 1968 واستمر معه إلي 71 وانضم للمنتخب الوطني عام 69 ولعب 70 مباراة دولية و157 لقاء مع الزمالك وشارك في أربع دورات أفريقية وحصل علي أفضل لاعب في آسيا عام 1970 وهو اللاعب الوحيد الذي حصل عليها من خارج قارة آسيا وأفضل لاعب في كأس الأمم الأفريقية عام 1974 وثالث أفضل لاعب في أفريقيا لنفس العام من مجلة فرانس فوتبول وأفضل لاعب في مصر عام 1976 وهداف الدوري موسمي 77 و1980، وحصل مع الزمالك علي بطولة دوري واحدة عام 78، وثلاث بطولات كأس مصر أعوام 75 و76 و78 وهو اللاعب الوحيد الذي لعب مع منتخب الكويت العسكري.. وأحب الألقاب إلي حسن شحاتة يا معلم خلي الشبكة تتكلم، وحسن شحاتة يا حبيبنا وحياة كريم أوعي تسيبنا، المدير الفني للمنتخب الوطني مواليد 19 يونيو 1947 محافظة البحيرة عنيد يعشق التحدي ولا يقبل الهزيمة ويرفض الاستسلام ويرفض أن ينتقده أحد وعصبي المزاج إلا أنه طيب القلب في معظم الأحوال.