بانجيلا - خاص روزاليوسف والقاهرة - ياسر صادق كانت ليلة أمس الأول التي عاشتها بعثة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في بانجيلا والجماهير في مصر ليست مثل كل الليالي فالفرحة كانت عارمة بعد الفوز الكبير الذي تحقق بدور الثمانية علي الكاميرون بثلاثة أهداف مقابل هدف أحرز أحمد حسن الهدفين الأول والثالث وناجي جدو الثاني في حين سجل أحمد حسن هدف الكاميرون الوحيد في مرماه وصعود الفريق القومي للدور قبل النهائي لمقابلة منتخب الجزائر الشهير بالخضر في مواجهة حاسمة من العيار الثقيل حيث انهالت الاتصالات الهاتفية من القاهرة ويأتي علي رأسها مكالمة الرئيس مبارك والسيدين علاء وجمال مبارك علي حسن شحاتة المدير الفني وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة واللواء صفي الدين بسيوني رئيس البعثة وعضو مجلس الإدارة.. فالمباراة كانت عصيبة بكل المقاييس نجح فيها المنتخب في تحويل الهزيمة بهدف إلي فوز بثلاثة أهداف وهو نفس ما حدث في لقاء نيجيريا بالجولة الأولي بالدور الأول واثبت حسن شحاتة حنكته العالية في إدارة المباراة وتأمين الدفاع بشكل جيد ثم الاعتماد علي الهجمات المرتدة بالاضافة إلي تغييراته التي يدفع بها في الوقت المناسب والتي يكون لها أكبر الأثر في تحويل الدفة لصالحنا وتحديدًا مع محمد ناجي جدو والذي دائمًا لا يخذل المعلم ليحرز الهدف الثاني مستغلاً ضعف خط دفاع المنافس والأخطاء الفادحة للاعبيه وكان حسن شحاتة قد طلب مكافأة استثنائية للفريق بالكامل من سمير زاهر.. وقد ارتفع عدد الأهداف التي سجلها المنتخب في البطولة حتي الآن إلي عشرة أهداف وعليه هدفان وتصدر جدو هدافي الفريق برصيد ثلاثة أهداف بالرغم من أنه لم يلعب أساسيا في أي مباراة حتي الآن.. وقد أغلق حسن شحاتة أحداث لقاء الكاميرون علي الفور وأكد للاعبين انتهاءها في ليلة أمس الأول حيث بدأ اعتبارًا من أمس الثلاثاء في الأستعداد لمباراة الجزائر المهمة والتي ستقام غدا الخميس ولا يتبقي وقت للاستعداد لها حيث تم أمس إجراء تدريبات علاجية وعمليات استشفاء للاعبين لإزالة حالة الإرهاق الشديدة من مباراة الكاميرون والتي استمرت 120 دقيقة بالنسبة للاعبين الذين شاركوا في اللقاء مع إجراء تدريب خفيف علي عكس الآخرين الذين أدوا تدريبًا قويا.. وقد أعلن حسن شحاتة حالة طوارئ قصوي استعدادًا للجزائر لتعويض الخروج أمامها بتصفيات كأس العالم بهدفين مقابل هدف في مباراة أم درمان الشهيرة وأن الخسارة كانت لأسباب أخري خارجة عن فنيات كرة القدم. ومن المقرر أن يصل حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة لحضور مباراة الجزائر غدًا والاجتماع مع اللاعبين والجهاز الفني لتحفيزهم ومساندتهم.. كما تصل طائرتان اليوم تحمل 400 فرد إلي أنجولا من جماهير الألتراس لتشجيع الفريق علي حد قول حازم الهواري عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة من شركة بيبسي وكامل أبو علي رئيس النادي المصري والذي أضاف أن تنسيقًا كاملاً بين المجلس القومي للرياضة واتحاد الكرة في هذا الشأن لعدم تكرار أحداث أم درمان مرة أخري لا سيما أن الجزائر تنوي إرسال 1000 مشجع إلي أنجولا وأشار الهواري إلي أن ما فعله حسن شحاتة يعد انجازًا بكل المقاييس حتي الآن واقترابه من اللقب الثالث ويكفي إنه حقق الفوز علي منتخين من الذين صعدوا لكأس العالم حتي الآن وهما نيجيريا ثم الكاميرون وبإذن الله الجزائر في الطريق.. وأشار إلي أن بعد المسافة بين مصر وأنجولا والتكلفة العالية في الإقامة هناك هي السبب وراء الاكتفاء بطائرتين فقط حتي الآن.. واختتم الهواري تصريحاته لروزاليوسف بأنه يطالب الفضائيات بالصمت والكف عن مهاجمة حسن شحاتة الذي يثبت يوما بعد يوم إنه الأصلح لقيادة المنتخب الوطني في الفترة المقبلة. وفي نفس السياق يؤدي الفريق القومي تدريبه الرئيسي والوحيد اليوم - الأربعاء في نفس موعد المباراة الثامنة والنصف بتوقيت انجولا والتاسعة والنصف بتوقيت القاهرة ويقوم فيه الجهاز الفني بعلاج الأخطاء التي وقعت في لقاء الكاميرون وأهمها إهدار الفرص السهلة أمام المرمي والتمريرات غير المتقنة وتضييق المساحات لاسيما أن عددًا من لاعبي الجزائر يجيدون التسديد علي المرمي من خارج منطقة الجزاء سواء من كرات متحركة أو ثابتة وسيقوم شحاتة ورفاقه بمشاهدة مباريات الجزائر بالبطولة خاصة أمام كوت ديفوار بدور الثمانية والتي فاز فيها الخضر بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة ماراثونية مثيرة ارتفع فيها مستواهم بشكل كبير عن الدور الأول والذي تطور مستواه ويضم لاعبين علي أعلي مستوي أمثال كريم زياني وكريم مطمور وعنتر بو يحيي ونذير بلحاج ورفيق حليش ومجيد بوقرة وعبد القادر غزال.. كما أن لديهم الطموح لاسيما أنها المرة الأولي التي يصعدون فيها للدور قبل النهائي منذ عشرين عاماً عندما فازوا بالبطولة للمرة الوحيدة في تاريخهم بالجزائر عام 90 وقد اثبت الخضر أن لديهم اللياقة البدنية العالية في المباراة التي استمرت 120 دقيقة والإرادة والإصرار والعزيمة خاصة عندما كانت كوت ديفوار تتقدم عليهم مرتين وينجحون في التعادل حتي فازوا بالمباراة وقدم الثعلب رابح سعدان المدير الفني للجزائر فكراً تكتيكياً وخططياً علي أعلي مستوي وأدار اللقاء بخبرة عالية وقام سعدان بعلاج حارس المرمي فوزي شاوشي والذي كان قد أصيب في ظهره خلال لقاء كوت ديفوار وتم نقله للمستشفي بعد المباراة وتم الاطمئنان عليه كما أجري زيان فحوصات طبية وسيتحدد خلال الساعات المقبلة امكانية لحاقه بالمباراة وكل ذلك وغيره يعلمه الجهاز الفني للمنتخب الوطني وأن الفريقين كتابان مفتوحان لبعضهما ويعلمان كل كبيرة وصغيرة عن الآخر خاصة أنهما تقابلا ثلاث مرات خلال الشهور الأخيرة سواء في البليدة والتي فازت بها الجزائر بثلاثة أهداف مقابل هدف أو في القاهرة وفاز بها الفريق القومي بهدفين مقابل لا شيء بالإضافة إلي اللقاء الفاصل بأم دورمان الذي فاز به المنتخب الجزائري بهدف نظيف. في إطار الاستعدادات لمباراة الجزائر الحاسمة قام السفير أحمد طه نائب مساعد وزير الخارجية بالاجتماع مع مسئولين أمنيين من أنجولا في حضور اللواء صفي الدين بسيوني رئيس بعثة المنتخب الوطني وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة أمس الأول الاثنين وعقب مباراة مصر والكاميرون مباشرة لتأمين بعثة الفريق القومي بشكل قوي في ظل التوتر بين مصر والجزائر وحتي لا تتكرر أحداث المباراة الفاصلة بين المنتخبين بتصفيات كأس العالم في أم درمان 18 نوفمبر الماضي وتقرر زيادة قوات الشرطة الأنجولية حول فندق البعثة، كما تم الاتفاق علي نزول الجماهير الجزائرية بإحدي المدن القريبة من بانجيلا لمنع الاحتكاك بالجماهير المصرية والتي ستقيم في بانجيلا. وفي نفس السياق تمت اتصالات بين مصر والجزائر لعدم تكرار أحداث أم درمان، وأكد سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة أن أحداث السودان لن تتكرر، في حين أكد محمود الشامي عضو مجلس إدارة الاتحاد أن التأخر كان من الجانب المصري في مسألة منح تأشيرات دخول الجماهير المصرية لأنجولا علي حين أن الجزائر خططت مبكراً لذهاب جماهيرها. علي الجانب الآخر أكد أحمد سليمان مدرب حراس مرمي المنتخب الوطني أننا لن نفرط في الفرحة، كما حدث في القاهرة خلال تصفيات كأس العالم وأننا جاهزون لمباراة الجزائر والصعود إلي نهائي البطولة.