استطاع جابر القرموطي مقدم برنامج "مانشيت" أن ينافس ببرنامجه خلال فترة قصيرة برامج الصحافة المتعددة الموجودة منذ فترة طويلة وجعل للبرنامج شخصية تميزه فهو يعد أول برنامج يمثل الشارع الصحفي بشكل جاد وموضوعي ورغم أن أصابع الاتهام التي تؤكد قوة علاقته بنجيب ساويرس وأنه يتدخل في اختياره للضيوف والموضوعات إلا أن القرموطي يصر علي عكس ذلك مؤكدا عدم تدخل أي شخص في عمله وأنه فضل الحصول علي اجازة من الأهرام حتي لا يصبح منحازا لأي شخص أو أي موقف بعينه. "روزاليوسف" التقت الزميل جابر القرموطي وأجرت معه الحوار التالي: * في البداية نريد أن نعرف كيف جاء اختيارك لبرنامج "مانشيت"؟ - أعمل بالصحافة منذ خمسة عشر عاما بجريدة الأهرام وعندما رآني ذات مرة مدير قناتي "ot v و on tv" في أحد مكاتب جريدة اليوم السابع وكان قد سمع عني قبل ذلك فطلب مني التعاون معهم لتقديم برنامج عن الصحافة علي شاشة قناة "on tv" فوافقت علي الفور لثقتي بالقناة. * ألست معي أن البرنامج بدأ ضعيفا وأنت كمذيع ظهرت وكأنك غير موفق في مكانك؟ - معك كل الحق في ذلك ولكن هذا كان في البداية فقط فالشهور الثلاثة الأولي من البرنامج كنت أخاف الكاميرا وأشعر بمسئولية كبيرة كما كنت أقرأ "سكريبت لكل حلقة" أكثر من 12 مرة بالاضافة للمعاناة التي كنا نجدها في الحصول علي ضيوف للبرنامج، أما الآن فالوضع تحسن كثيرا وأصبحت أكثر جرأة أمام الكاميرا والضيوف أصبحت لديهم رغبة شديدة في حضور البرنامج والإدلاء بآرائهم في شتي الموضوعات. * ما هي أكثر ردود الأفعال التي عشتها وأغضبتك في الفترة الأخيرة؟ - اتهامي بأنني عميل لإسرائيل كان من أكثرها استفزازا وأغضبني كثيرا فقد جاء أحد المواطنين لمكتبي بالقناة واتهمني بالعمالة لصالح إسرائيل بعد مناقشتي في إحدي الحلقات لقضية مقتل الجندي المصري علي الحدود المصرية ونقلت ما قالته الصحف بخصوص اتهام حماس بقتل الجندي، فاتهمني المواطن بأنه ركزت لمدة 4 حلقات علي هذه القضية وتأكيدي علي ما نشرته الصحف بخصوصها متناسيا أن مهمتي هي طرح وجهة نظر الصحافة لا وجهة نظري. * ولكن هناك اتهاما بأنك تتعمد الإدلاء برأيك في نقل الخبر عن طريق التعليق أو السخرية فما هو رأيك؟ - هذا صحيح فليس معني طرح وجهة نظر الصحافة أن يكون دوري نقل الخبر فقط فأنا صحفي أولا ومحاور ثانيا وبالتالي يمكن أن أغير في صيغة الخبر وطريقة تناوله مع الاحتفاظ بمحتوي الموضوع ففي النهاية لدي رؤية في معالجة بعض القضايا لكن لست محللا سياسيا فأنا أعطي وجهة نظر غير مسيسة. * كيف تري برنامج "مانشيت" وسط البرامج الكثيرة المتعلقة بالصحافة كالطبعة الأولي والصفحة الأخيرة وغيرهما؟ - لو قلت إنه أقوي البرامج سيقال إني أجامل برنامجي ولكن أري أنه أصبح له شخصية مميزة وسط كل هذه البرامج واتسعت قاعدة مشاهديه ولن أكون مبالغا لو قلت إن البرنامج أصبح لسان حال جموع الصحفيين في مصر ويتحدث عن قضاياهم ومشاكلهم وحتي رغباتهم وهناك متابعة مستمرة لما يجري داخل أروقة نقابة الصحفيين. * وما الذي يميز البرنامج في رأيك؟ - الموضوعية التي نتعامل بها في مناقشة الموضوعات هي أهم ما يميزنا كما أن البرنامج ليس مع أو ضد أحد فضيوفنا من جميع التيارات والأحزاب الموجودة علي الساحة سبق وأن اتهمنا أحد المشاهدين باستضافة الليبراليين دون الإسلاميين أو حتي المعارضين إلا أن الحقيقة هي أننا نوجه دعوات لهؤلاء ولكن دائما ما نجد الرفض ولا أعلم السبب. * يتردد أنك تتبني وجهة نظر نجيب ساويرس "مالك القناة" في صراعاته الحالية سواء علي مستوي الحكومة أو الشركات العالمية؟ - هذا كلام غير حقيقي فلو كنت أتبني وجهة نظره كان سيتدخل في اختياري للموضوعات التي أناقشها والضيوف وطريقة المعالجة ولكن هذا لا يحدث، فهناك ثقة بيني وبينه، حقا هناك تنسيق منذ البداية بيننا واتفقنا علي خط عام للبرنامج وكيفية طرحي للقضايا بطريقة موضوعية وذلك لكي أعفي نفسي من الإحراج أمام إدارة القناة في أي موضوع أناقشه. * هل صحيح أن أجرك الشهري يتجاوز ال25 ألف جنيه وهل هذه العلاقة شخصية بينك وساويرس؟ - إن أجري الشهري هو 35 ألف جنيه وهذا ليس بسبب علاقتي بساويرس ولكن هذا يرجع لتقديره لي ولمجهودي ولو كان يجاملني لكان أجري أكثر من هذا بكثير بدليل أن هناك مذيعين بالقناة يحصلون علي أجر أكبر مني بكثير. * قمت بتسجيل أربع حلقات مع البابا شنودة وتمت إذاعتها علي مرتين فهل تم هذا بتوجيه من ساويرس؟ - سبق أن قلت إن مالك القناة لا يتدخل إطلاقا في اختياري للضيوف وأنا شخصيا لو استطعت تقديم حوار شهري مع البابا لفعلت ولا أنكر أن البابا تكلم في برنامجي لأول مرة عن بعض الموضوعات التي لم يتكلم فيها من قبل لأي برنامج مثل تناول الكنيسة لقضايا الدولة وغيرها. * ما التطوير الذي سيشمله البرنامج خلال الفترة المقبلة؟ - بداية من الشهر المقبل سنقوم بعمل حلقة شهرية علي غرار المائدة المستديرة تضم جميع التيارات الصحفية ونخلص من كل حلقة بورقة عمل تضم جميع التوصيات التي خرجنا بها ونقدمها لنقابة الصحفيين لبحث إمكانية تحقيقها. كما سنفسح المجال للصحافة العربية والصحافة الإسرائيلية لكي تكون ضيفا بشكل يومي علي "مانشيت".