لم تكن فتحية تتوقع أن يغدر بها صديقها السباك الذي أحبته ومنحته كل شيء بعد أن وعدها بتوثيق زواجها العرفي وفي غمرة فرحتها سرق الورقة واختفي وتركها. حتي القانون الذي اعترف بالزواج العرفي المشروط لم يستطع أن يؤكد لها حقها أو يثبت نسب الصغير لأبيه للعرفي بعد أن وقفت عاجزة عن اثبات زواجها، وكانت نتيجة ذلك رفض نسب طفلها إلي السباك.. فتحية لقيطة وتربت داخل ملجأ أيتام وعندما كبرت عملت بالملجأ وتعرفت علي سعيد السباك وتعددت اللقاءات بينهما ومرت الشهور وبدأت خريجة الملجأ تضيق ذرعاً بهذا الزواج السري والذي تحتفظ بورقته في نفس الشقة أخذت تطالبه بإشهار زواجها بعد أن تحرك الجنين في احشائها لم تشعر وقتها أنها تدق مسماراً للنهاية في زواجها وانتظرته لم يحضر وفوجئت بصاحب العقار يخبرها بأن السباك أنهي عقد الإيجار وأخذ ورقة الزواج وفر هارباً... فما كان منها إلا أقامت دعوي اثبات نسب لطفلتها أمام محكمة أسرة السيدة زينب. وبعد تداول القضية أمام هيئة المحكمة أكدت فتحية أن سعيد سرق العقد العرفي وكانت المفاجأة رفض دعوي ثبوت نسب ابن فتحية للسباك وأكدت المحكمة في حيثياتها أن عدم استطاعة اثبات الزواج العرفي يجعل فراش الزوجية غير صحيح حيث إن الزني لا يثبت النسب وقد أجاز القانون في قضايا اثبات النسب سماع الشهود والزوجة لم تحضر شهوداً ولا ورقة الزواج عرفي وبالتالي لا يمكن أن تأتي سيدة من الشارع لتقيم دعوي إثبات نسب طفلها إلي الرجل الذي تريده دون أن يكون هناك دليل علي زواجها أو شهود يؤكدون صحة أقوالها.