الصعيد سوهاج - خالد سليمان وأسيوط - إيهاب عمر رصدت "روز اليوسف« الايام الصعبة التي عاشها العاملون في شق قلب الصحراء راح خلالها عدد من الشهداء حتي يصبح هذا الطريق ممرا للتنمية ومستقبلا للأجيال القادمة. يروي المهندس رمزي لاشين المدير التنفيذي لشركة حسن علام حكاية الطريق من أول يوم عمل حتي اليوم ويقول بدأ العمل في طريق سوهاج - البحر الأحمر في شهر يوليو 2007 ومنذ أول يوم عمل فوجئنا بمناطق أكثر وعورة وكيفية الصعود أعلي الهضبة الشرقية للبدء في أعمال الحفر والردم والتمهيد خاصة في وادي جردي وفكرنا في عمل مدقات بطول أكثر من 20 كم للوصول إلي الصخور لتفجيرها واستغرق العمل في تفجير هذه الصخور في وادي جردي ستة أشهر كاملة وواجهتنا مشكلة توفير المياه وكيف ترفع مواسير المياه إلي أعلي الهضبة وكيف توصل الخرسانات والمدقات من الكوثر حتي أعلي الهضبة الشرقية، وكيف يمكن للسيارات والمعدات أن تصعد إلي أعلي الهضبة وهي محملة بالأطنان من المواد الخام للعمل بالطريق، وكانت نسبة الميل في الطريق الصاعد لأعلي الهضبة يتراوح بين 19 و20 مترًا، وذلك للمدقات والسيارات كانت تحمل حمولات تزيد علي 5 أطنان وبالصبر والإرادة والعزيمة وصلنا إلي أعلي الهضبة وأوصلنا خط المياه النقية وأقمنا 4 أحواض سعة الحوض 500 م2 لأعمال التشغيل. ويؤكد المهندس رمزي لاشين المدير التنفيذي للشركة المنفذة في طريق البحر الأحمر أن العمل كان شاقًا وصعبًا فقد استشهد 10 عمال إثر انقلاب سياراتهم ومعداتهم أثناء حفر الطريق ستة من سوهاج و4 من أسيوط وأصيب حوالي 11 عاملاً والحمد لله تماثلوا للشفاء وواجهنا مقاسي كبيرة خلال العمل وقمنا بحفر 36 مليون م3 من الأتربة و4 ملايين حفر صخري وواجهتنا مشكلة أكبر هي وجود كتلة صخرية ضخمة في وادي الكيمان ومازلنا نقوم بتقصيرها بواسطة القوات المسلحة باستخدام الديناميت وهي آخر مرحلة في المشروع بأكمله ونقوم حاليا بعمل تفجيرتين ومشكلة هذه الصخرة أنها عطلت المشروع عدة أشهر وارجأت افتتاحه طبيعتها بأنها كتلة صخرية منفثة وليست كتلة صماء لأن التفجير فيها يسفر عنه تفجير كاذب ومازلنا نقوم بضرب هذه الصخرة، وكانت بارتفاع 45م وبطول 400 م وبعرض 14.5 م ويبقي في الصخرة 6 أمتار سيتم نسفها خلال أيام قليلة. وعن الخسائر المادية أضاف: لقد دمرت 8 معدات ثقيلة بلدوزرات وجريدارات وهراسات و6 قلابات وعربات صغيرة وتم استخدام 917 معدة خلال المشروع وبلغ عدد العمال 5750 عاملاً عمالة مباشرة ومن بينهم مهندسون وفنيون و15 ألف عاملاً غير مباشر وبلغ عدد العمال من الصعيد بنسبة 65٪ و35٪ من الوجه البحري وتم عمل معسكرات في جميع المواقع لإعاشتهم إعاشة كاملة وتم توفير المياه النقية لهم بواسطة التنكات ومولدات الإنارة وتركيب التليفزيونات والدشات للترفيه عن العمال، ونعمل يوميا حتي يوم الجمعة كنا نعمل بعد صلاة الجمعة وكل فترة من الفترات نقوم بذبح عجل وغدًا سوف نقوم بذبح عجلين واحدًا في قنا والآخر في سوهاج بمناسبة الانتهاء من الطريق وبلغ عدد العجول التي تم ذبحها منذ بداية العمل حوالي 30 عجلاً للعمال، وعن انطباعه ومشاعره. يقول المهندس رجب محمد امين المدير التنفيذي لطريق البحر الاحمر في قطاع اسيوط: ان الطريق طوله حوالي 112.775 كيلو متر ويبدأ من طريق "اسيوط - سوهاج« الشرقي وينتهي عند نقطة p1 بوصلة "سوهاج/قنا« ومنها حوالي 105.775 كيلو متر مفرد بعرض 12 مترا وحوالي 7 كيلو مترات مزدوج بعرض 26 مترا وذلك في مناطق النسف والردم ذات الارتفاعات العالية ويتم وضع حماية جانبية باستخدام أنواع من التكاسي ب "الدبش« طبقا لمواصفات الهيئة العامة للطرق والكباري ووضع مواسير و"برابخ« لحماية أسفل الطريق من ارتفاع منسوب مياه الأمطار وتنفيذ اعمال تأمين سلامة المرور والتي تشمل الحواجز المعدنية والعلامات الارشادية واضاف انه بلغ عدد المعدات المستخدمة في فرع اسيوط ما يقرب 280 معدة وتدمر منها 20 معدة اثناء الحفر وتمهيد الطريق وبلغ عدد العاملين فيه بفرع اسيوط 1745 عاملا منهم 1285 من أبناء الصعيد و460 من محافظات الوجه البحري لقي منهم 4 عمال مصرعهم اثناء العمل وكان من أهم المصاعب التي واجهتنا التبات الصخرية وعملية تفجيرها حيث قمنا بعمل 33 عملية تفجير بالاضافة الي الرمال الناعمة التي كانت تتسبب في غرس السيارات والتي أدت الي انقلاب عدد كبير منها وندرة المياه رغم أننا قاربنا علي الانتهاء من الطريق إلا أننا نأخذ المياه من النيل وهذا كبدنا وقتاً كثيراً. وقال: من أهم الأشياء التي لا أنساها في هذا المشروع خور 47 وخور 94 فهما منطقتان منخفضتان جدا وتم ردمهما ب 3 ملايين متر مكعب رمل كنا لا نتوقع القدرة علي ردهما وخلال زيارة اللواء نبيل العزبي لنا قال عنهما إنهما يذكرانه بالصراط يوم القيامة فهو فعلا "سد عالي جديد« علي يد أبناء الفراعنة. ويروي المهندس أحمد أمين من النوبة: إنني شاركت في طريق سوهاج البحر الأحمر وكأنني أشارك في سد عال آخر أو قناة سويس أخري، فالطريق لا يقل أهمية عن المشروعات القومية فهو طريق محوري تنموي سيسهم في تحقيق التنمية الشاملة.