كتب- إسلام كمال - نجع حمادي- أيمن عبدالمجيد ومحمود فاضل وعبده محمد أدان الحزب الوطني الجريمة البشعة التي وقعت في نجع حمادي وقال صفوت الشريف الأمين العام للحزب إن المجرمين الذين ارتكبوا هذه الحادثة لا يمثلون من قريب أو بعيد قيم الدين وأنهم بعملهم وفعلتهم الشنعاء هذه اغتالوا فرحة المصريين جميعاً في عيد الميلاد المجيد وأن هؤلاء المجرمين لن يفلتوا من يد العدالة. جاء ذلك خلال اجتماع مكتب أمانة الحزب أمس والتي عقدت برئاسة وحضور كل من الدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية ود.مفيد شهاب الأمين العام المساعد للشئون البرلمانية والسيد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات والمهندس أحمد عز أمين التنظيم والدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام. قال الشريف إن قيم المواطنة المصرية هي المبدأ الحاكم في جميع العلاقات بين المواطنين وسلطات الدولة وثقافة المواطنة والمساواة الكاملة بين جميع المصريين هي الأساس، مشدداً علي أن الحزب يرفض الأفكار التي تدعو إلي التعصب والعنف والتفرقة والتمييز، كما يرفض فتاوي الجهلاء المتاجرين باسم الدين. أضاف الشريف أن أفكار الزيف ودعاوي الفتنة والعنف ترفضها أغلبية الشعب المصري وأنه في مثل هذه الأوقات تتجلي الوحدة الوطنية العميقة بين المصريين. وصرح الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام أن هيئة المكتب ناقشت التقرير الذي تقدم به المهندس أحمد عز أمين التنظيم عن زيارته لمحافظة قنا واللقاءات التي أجراها وأقرت هيئة المكتب خطة عمل تحرك أمانات الحزب في المحافظات لشرح موقف الحزب تجاه هذه الأحداث. تزامن مع ذلك انتهاء أمانة الحزب الوطني بقنا برئاسة عثمان أمين من توزيع تعويضات علي المحلات التجارية بمركزي فرشوط وأبوتشت والتي وصلت إلي 41 محلاً بواقع 250 ألف جنيه للمحلات، و85 ألفا من نقابة الصيادلة للصيدليات وتراوحت قيمتها بين 1200 جنيه و30 ألفاً حسب قيمة التلفيات التي قدرتها اللجان، وفي غضون ذلك عقد مجلس محلي مركز نجع حمادي جلسة خاصة في قرية بهجورة لبحث كيفية تعويض المضارين من أحداث الشغب التي وقعت في القرية. بينما استمع أحمد عبدالباقي رئيس النيابة الكلية بقنا لأقوال الأنبا كيرلس اسقف نجح حمادي وتوابعها حول مقتل 7 أشخاص أمام كنيسة المثال المسيحي خلال احتفالات عيد الميلاد المجيد. قال كيرلس إن المتهم الأول معروف عنه البلطجة وفرض إتاوات علي المواطنين وأن جميع أهالي نجع حمادي يعرفون ذلك جيدًا. أضاف أنه قبل صلاة القداس بحوالي 3 ساعات شاهد المتهم يجوب المنطقة بالسيارة التي استخدمها في ارتكاب الحادث مما أقلقه وزادت مخاوفه من حدوث أي أعمال شغب علي خلفية أحداث فرشوط فقرر تأخير الصلاة ساعتين وطلب من الشباب عدم التجمع أمام الكنيسة. وأوضح أن بعض الشباب شاهدوا الحادث وأبلغوه فور وقوعه. وقام فريق من النيابة العامة يضم خالد عبدالشكور مدير نيابة نجع حمادي وأحمد الأزرق ومحمد أبوكريشة وكلاء النيابة بإجراء معاينة تصويرية لأماكن الشغب والتلفيات وكشفت عن احتراق 12 منزلا بقرية بهجورة منها 6 منازل مكونة من طابقين محترقة بالكامل و6 آخرين حريقاً جزئياً و3 محلات تجارية. وفي المدينة كشفت المعاينة اتلاف 22 محلا منها 19 محلا ملكاً لمسيحيين و3 مسلمين وصيدلية لمسلمين وهي عبارة عن تكسير في الأبواب والزجاج واللافتات. وأمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار المتهمين في الأحداث وانتداب خبراء المعمل الجنائي لتحديد توقيتات الحرائق وبيان ما إذا قد تم فيها استخدام أدوات أو مواد مساعدة للاشتعال من عدمه، وندب الإدارة الهندسية بمجلس مدينة نجع حمادي لتقدير قيمة التلفيات. كانت أجهزة الأمن ألقت القبض علي 42 متهما في الأحداث منهم 48 مسلماً و14 مسيحيا من مدينة نجع حمادي وقرية بهجورة، وأكدت المصادر أن هذا العدد قابل للانخفاض بعد انتهاء التحقيقات للتأكد من مرتكبي الحادث الحقيقيين. وفي سياق متصل انتقد الأنبا كيرلس أسقف إبراشية نجع حمادي بمحافظة قنا دور الفضائيات الدينية متهماً إياها بالمساهمة في إشعال الفتن الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر، مستنكراً ما أسماه «إلباس الجرائم الجنائية عباءة الدين». وأكد كيرلس أن المتهمين في جريمة قتل 7 مواطنين مصريين بينهم 6 مسيحيين ومسلم هم أنفسهم الجناة ولا أحد غيرهم، مشيرا إلي أنه عند سماعه صوت طلقات الرصاص خرج من الإبراشية ليشاهد السيارة التي استقلوها خلال هروبهم، وأشار إلي سماعه لشهود عيان يقولون إنهم شاهدوا الكموني المتهم الأول خلال إطلاقه النيران من سلاح آلي. قال كيرلس خلال لقائه بوفد نقابة الصحفيين أمس بمقر الإبراشية الذي ضم عضوي المجلس محمد عبدالقدوس وجمال عبدالرحيم و12 صحفياً حملوا تعازي النقابة لأسر الضحايا، أن الأمن أدي دوره وإن كان هناك تقصير من جانبه فإنه لا يمكن وضع كمين أمني علي كل شارع، معتبراً أن حالة الاحتقان الطائفي تستوجب المعالجة الإعلامية الرصينة وإعادة النظر في المناهج التعليمية ورفض أسقف نجع حمادي الفصل بين المسلمين والمسيحيين في حصص التربية الدينية مطالباً بتخصيص فصول للطلاب المسيحيين أثناء حصة التربية الدينية بدلاً من جلوسهم في فناء المدرسة. وطالب كيرلس أعضاء مجلسي الشعب والشوري والقيادات المحلية بتأدية دورهم في تهدئة الأوضاع، مدعياً أن هناك استهدافاً للمسيحيين في أعيادهم الأمر الذي استنكره الوفد الصحفي، مشيراً إلي أن الحادث جنائي وكان سيحدث في حال اغتصاب مسلم لمسلمة أو مسيحي لمسيحية في مجتمع عصبي كالصعيد. ورأي كيرلس أن الأقباط لن يتحولوا للعنف ولكن سيلجأون للعزلة والهروب من المجتمع، مشيرا إلي أن المسلمين العقلاء حزاني جداً لما حدث ومنهم من ذرف الدموع حزناً علي الضحايا، داعياً للاسراع باقرار قانون موحد لبناء دور العبادة. فيما سادت أجواء الهدوء نجع حمادي وشهدت المدينة حركة سير طبيعية للغاية، وأكد وليد حامد هاشم شقيق الشهيد المسلم أمين الشرطة أيمن علي أن المسلمين والمسيحيين يعيشون في جو من الألفة، لافتاً إلي أن جيرانه المسيحيين والمسلمين يعيشون في محبة، وأن شقيقه وأصدقاءه المسيحيين قتلوا جميعاً برصاص غادر لم يفرق بين مسلم ومسيحي ودعا وزارة الداخلية إلي ترقية شقيقه لدرجة أعلي تكريماً له ومطالباً المحافظ منح أطفال الشهيد شقة تمليك كونهم يسكنون في شقة إيجار ينتهي عقدها خلال أشهر معدودة وقد حرص الوفد الصحفي الموجود بنجع حمادي علي الذهاب إلي منزل الشهيد المسيحي رفيق رفعت، لتقديم واجب العزاء الذي بكت أسرته علي رحيله متسائلة ما ذنب طفلته الصغيرة.