أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما أمس الأول ان اجهزة المخابرات الامريكية أخفقت في عملها وأنه يتحمل مسئولية تصحيح إخفاقاتها التي ظهرت في العجز عن تحليل المعلومات المتوافرة وليس في جمعها. ورجحت بعض وسائل الاعلام الأمريكية احتمال حدوث اقالات في أجهزة المخابرات التي كانت تملك ما يكفي من المعلومات لإفشال هذا المخطط وربما منع الهجوم يوم الميلاد كما قال أوباما الا أنهم أخفقوا في فهم وتحليل المعلومات في حين أنه كان يتعين عليهم منع الهجوم. وتعهد أوباما بالتحرك "بأقصي سرعة" لتشديد إجراءات الأمن علي حركة الطيران، واعدا بتغييرات في نظام الحكومة "لقوائم مراقبة" الارهابيين الذي تعرض لانتقادات قوية لفشله في التعرف علي التهديد الذي شكلته محاولة تفجير طائرة في عطلة عيد الميلاد. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية ان الرئيس الأمريكي أمر باضافة المئات من اسماء المشتبهين الي قائمة الممنوعين من الرحلات الجوية. وقالت الصحيفة ان أوباما امر باضافة مئات الاسماء ممن تشتبه بهم المخابرات الامريكية الي قائمة رئيسية تري واشنطن انها تتضمن اسماء كبار المشتبه بانتمائهم لتنظيمات ارهابية، حتي مع عدم وجود دلائل دامغة لديها حول ضلوعهم في تلك النشاطات. وفي السياق نفسه، أكدت مصادر أمريكية رفيعة المستوي أنها تراجع المعلومات التي تلقتها من جهاز المخابرات البريطانية "ام آي5" عن الانتحاري النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، وذلك بعد أن نفت في البداية تلقيها أي معلومات من بريطانيا. واعتبرت صحيفة "التلجراف" البريطانية أن تغير موقف المخابرات الأمريكية يمثل احراجا للبيت الأبيض ويهدد باحداث توتر بين الرئيس أوباما وجوردون براون رئيس الوزراء البريطاني. في أول تصريح لها، قالت والدة الاردني الذي يشتبه بأنه نفذ الهجوم الانتحاري ضد القاعدة الأمريكية في أفغانستان، انها لم تحصل علي تأكيدات بأنه هو الانتحاري. وقالت شناره فاضل البلوي -64 عاما- لوكالة فرانس برس "لم نتأكد بعد من صحة هذه الاخبار ولم يأتنا شيء رسمي حتي الآن في هذا الخصوص". واضافت وقد بدا عليها التأثر الشديد ان ابنها "غادر الي تركيا أواخر فبراير الماضي لكي يحضر النسخة الأصلية من شهادة الطب التي كان قد حصل عليها من جامعة تركية لانه كان ينوي اكمال دراسته التخصصية في الولاياتالمتحدة"، مشيرة الي ان "اخباره انقطعت منذ ذلك الحين". وتابعت شنارة "ابني انسان معتدل ولم تكن لديه ميول دينية او أي شيء، كان يصلي ويعبد ربه ويقرأ القرآن في البيت". وبحسب والدة الانتحاري، فإن همام خليل متزوج من تركية كانت تترجم الكتب من اللغة العربية الي اللغة التركية ولديهما بنتان هما ليلي ولينا. وكشفت تقارير صحفية أن همام البلوي من مدينة الزرقاء الأردنية وهي مسقط رأي أبومصعب الزرقاوي الذي كان قائد القاعدة في العراق وتم قتله خلال غارة أمريكية علي مخبئه في يونيو 2006، عكف علي ارسال معلومات عن أعضاء في القاعدة لضابط المخابرات الأردني المشرف عليه والذي قتل في الهجوم نفسه، لكنه قرر القيام بهجومه الانتحاري في أول اجتماع له مع عملاء المخابرات الأمريكية. علي صعيد متصل، وسعت محكمة استئنافية أمريكية دوائر القواعد التي تبرر الاعتقال غير المحدود لاشخاص اعتقلوا في اطار الحرب علي الارهاب ومن بينهم معتقلو جوانتانامو مقدمة بذلك صلاحيات واسعة للادارة الامريكية في هذا المجال. من ناحية أخري، وعد أوباما مجددا بإغلاق معتقل جوانتانامو بالرغم من التأخير الذي نتج بفعل قرار تعليق نقل معتقلين يمنيين الي بلدهم. واضاف انه توجد مشاكل من الناحية الامنية بالنسبة لنقل المعتقلين لليمن تحديدا ولهذا اتفقت واشنطن وصنعاء علي عدم نقل المزيد من المعتقلين اليها في الوقت الراهن.