أقر الرئيس الأمريكى باراك أوباما مجددا بإخفاق الأجهزة الأمنية الأمريكية فى الحيلولة دون المؤامرة التى استهدفت تفجير طائرة ركاب يوم عيد الميلاد الماضى، وأكد أن هذه الإخفاقات غير مقبولة، وأنه يتحمل مسؤولية تصحيحها لتفادى وقوع مثل تلك الهجمات فى المستقبل، وتعهد بالتحرك بأقصى سرعة لتشديد إجراءات أمن المطارات ووعد بتغييرات على وجه الخصوص فى نظام الحكومة لقوائم مراقبة الإرهابيين بعد تعرض النظام لانتقادات لاذعة من قبل الجمهوريين لفشله فى التعرف على التهديد الذى شكلته محاولة تفجير طائرة ديترويت. وقال أوباما فى مؤتمر صحفى بعد لقائه كبار المسؤولين الأمنيين ورجال إدارته مساء أمس الأول «هناك بعض الأشخاص من العاملين فى أجهزتنا الاستخباراتية كانوا يعلمون أن عمر الفاروق عبدالمطلب الذى حاول تفجير الطائرة عشية أعياد الميلاد ذهب إلى اليمن وانضم إلى متطرفين هناك، وأن أجهزتنا الاستخباراتية كانت على علم بإشارات أخرى تدل على أن تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب كانت تريد الاعتداء ليس فقط على أهداف أمريكية فى اليمن بل فى الولاياتالمتحدة»، وتابع «خلاصة الأمر أن الحكومة الأمريكية كانت تملك ما يكفى من المعلومات لإفشال هذا المخطط وربما منع الهجوم، إلا أن أجهزتنا الاستخباراتية لم تنجح فى جمع المعلومات وهو ما كان سيؤدى لو حصل إلى وضع المشتبه به على لائحة الأشخاص الممنوعين من السفر» إلى الولاياتالمتحدة. وتابع ما حصل ليس إخفاقا فى جمع المعلومات بل فى فهم وتحليل المعلومات التى لدينا»، وأضاف «عندما يتمكن مشتبه به إرهابى من الصعود إلى طائرة وبحوزته متفجرات يوم الميلاد فهذا يعنى أن النظام فشل بشكل كان يمكن أن يكون كارثيا». وذكر مسؤول أمريكى شارك فى الاجتماع طالبا عدم الكشف عن اسمه أن أوباما استخدم لهجة قاسية خلال الاجتماع، محذرا المشاركين من أى محاولة للبحث عن كبش فداء لهذا الإخفاق وقال «إذا كان هناك من اتجاه لتوجيه أصابع الاتهام فلن أتسامح مع هذا الأمر»، بينما حدد 3نواب جمهوريين شروطهم لكيفية تعزيز الإجراءات الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب، مطالبين بإعادة النظر بالقواعد المعمول بها حاليا لتحديد الممنوعين من السفر لأمريكا، وبإحالة أى إرهابى يعتقل «إلى القضاء العسكرى»، وهو ما رفضه وزير العدل. وفيما يتعلق بمعتقل جوانتانامو وعد أوباما مجددا بإغلاقه رغم التأخير الذى نتج بفعل قرار تعليق نقل 91 معتقلا يمنيا من إجمالى 200 معتقل إلى بلدهم فى الوقت الحالى إثر حادث طائرة ديترويت، بينما أعلن البيت الأبيض أن مكتب التحقيقات الفيدرالى (اف بى آى) حصل على معلومات «مفيدة» من عمر الفاروق بعد استجوابه لفترة طويلة، وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولى أن السلطات ألغت تأشيرات نحو 1700 شخص كانت منحتهم للراغبين فى السفر للولايات المتحدة ومن بينهم عمر الفاروق، بينما أعلنت النيابة الهولندية أن عمر كان يحمل المتفجرات قبل وصوله إلى مطار شيبول فى أمستردام ومع تشديد الإجراءات الأمنية فى شتى المطارات الأمريكية بعد حادث الطائرة وإغلاق السلطات مطار كاليفورنيا بعد العثور على سائل مريب بحقيبة أحد الركاب كشفت السلطات أن السائل هو عسل وليس متفجرات أو مواد خطرة، بينما تجرى اختبارات فى ولاية آلاسكا لنظام إنذار طوارئ يستخدم التليفزيون والراديو لإبلاغ الجمهور حالة حدوث حالة طوارئ على المستوى القومى. ورغم الانتقادات الموجهة إلى استخدام نظام الماسح الضوئى فى المطارات كونه غير قانونى ويكشف عورات الأشخاص وأجسادهم وسط مطالب فى بريطانيا بعدم تطبيقه على الأطفال دون ال18 من أعمارهم، بدأت إسرائيل تشغيل منظومة الفحص الأمنى للمسافرين وأمتعتهم عبر أجهزة الكمبيوتر فى مطار بن جوريون، بينما أعلن وزير الداخلية البريطانى آلان جونسون أنه سيتم تجهيز مطار هيثرو باجهزة المسح الضوئى خلال 3 أسابيع، مؤكدا تعزيز الإجراءات الأمنية وتفتيش الركاب جسديا وحقائبهم يدويا فى المطارات، نافيا وجود أزمة مع الولاياتالمتحدة، أو تقديم أى معلومات مهمة كانت بحوزة بلاده على واشنطن كانت كافية لتفادى وقوع حدث طائرة ديترويت.كما أعلنت كندا تجهيز مطاراتها ب44جهاز مسح ضوئى لتعزيز أمن المسافرين. وعلى صعيد متصل، استدعت كوبا رئيس قسم رعاية المصالح الأمريكية فى هافانا وسلمته مذكرة احتجاج على وضعها على اللائحة السوداء للمسافرين للولايات المتحدة، ووصفت الإجراءات بأنها عدائية وحيلة ذات دوافع سياسية لتبرير استمرار الحظر التجارى المفروض عليها منذ 47عاما، كما أبلغ وزير الخارجية النيجيرى اوجو مادوكوى السفيرة الأمريكية فى أبوجا روبن ساندرس بأنه «من غير المقبول» إدراج نيجيريا على اللائحة الأمريكية للمسافرين الموضوعين تحت المراقبة مطالبا واشنطن بإعادة النظر فى القرار غير البناء. وفى اليمن، أعادت سفارتا بريطانيا وفرنسا فتح أبوابهما بعد إغلاق دام 3 أيام للأولى ويومين للثانية على خلفية تهديدات وجهها تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية ضد الأهداف الأجنبية رغم استمرار إغلاق خدمة منح التأشيرات والخدمات القنصلية فى السفارة البريطانية، وكانت سفارة واشنطن أعادت فتح أبوابها أمس الأول، بينما اعتقلت السلطات الأمنية خلال حملتها الموسعة ضد عناصر التنظيم 3 من أعضائه أصيبوا خلال مواجهات يوم الاثنين الماضى وبعد محاولتهم الهرب إلا أن القوات تمكنت من اعتقالهم فى العملية التى قتل فيها اثنان من أعضاء التنظيم.