أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يتحمل المسئولية الكاملة تجاه الإخفاق في منع محاولة تفجير طائرة ديترويت يوم عيد الميلاد, بصفته رئيسا للبلاد ومسئولا عن حماية كل مواطن. وكشف أوباما في كلمة ألقاها في البيت الأبيض عن سلسلة إصلاحات في أجهزة الاستخبارات وأمن المطارات للتصدي لتنظيم القاعدة, وطالب جميع الادارات بتطبيق هذه الاصلاحات, وهدد بمعاقبة من يقصر في تطبيقها. وتعهد بوضع استراتيجية جديدة تهدف إلي التصدي لجهود القاعدة في اجتذاب جيل جديد من المجندين بين الشبان المسلمين, وذلك بالتعاون مع الدول الإسلامية الحليفة والمجتمعات الإسلامية. وأكد أن الغالبية الكبري من المسلمين ترفض القاعدة, وتنبذ الإرهاب. وقال نقول بكل وضوح للمسلمين في العالم بأسره إن القاعدة لا تقدم سوي رؤية مفلسة من البؤس والموت, بما في ذلك قتل أشقاء مسلمين, بينما تقف الولاياتالمتحدة إلي جانب الذين يبحثون عن العدالة والتقدم. وتعهد بتوظيف استثمارات ضخمة في أمن الطيران, وقرر أوباما رصد مليار دولار لتعزيز إجراءات الأمن في المطارات, واتهم أجهزة التجسس الأمريكية بعدم إبداء شراسة في مطاردة مجموعة القاعدة في جزيرة العرب التي خططت للعملية, وعدم تحليل المعلومات التي تم جمعها بالشكل المناسب. وقال إن محاولة التفجير لم تكن نتيجة إخفاق شخص معين أو منظمة معينة, بل إخفاقا عاما علي النظام عبر المنظمات والوكالات, وأوضح أن النظام الأمني الأمريكي وأجهزة المخابرات أخفقت علي ثلاثة مستويات, مما سمح للإرهابي بالصعود علي متن الطائرة, وقال إنه يتعين تقاسم التقارير المخابراتية بين مختلف الأجهزة السرية بسرعة أكبر وتحليلها بشكل أفضل وإدخال تعديلات وتحسينات إلي إجراءات إدراج الأسماء علي قائمة الإرهاب. يذكر أن المواطن النيجيري, عمر فاروق عبدالمطلب23 عاما اتهم رسميا بمحاولة تفجير الطائرة الأمريكية التي كانت تقل278 راكبا علي متنها. في الوقت نفسه, ذكر تقرير نشره البيت الأبيض, أن المخابرات الأمريكية فشلت في تكريس موارد كافية لمعالجة خطر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية, وقال التقرير إن الادارة الأمريكية كانت لديها معلومات كافية يمكن أن تحبط المحاولة يوم عيد الميلاد. من جانبها, أعلنت وزيرة الأمن الوطني الأمريكي جانيت نابوليتانو, عن سلسلة من المجالات المحددة التي تعتزم الادارة الأمريكية إدخال تحسينات تكنولوجية فيها, لمنع المزيد من الهجمات الإرهابية علي المطارات, إضافة إلي تشجيع المطارات عبر العالم علي تطوير وتقوية تجهيزاتها وإجراءاتها الأمنية, بينما أعرب جيل دي كورشوف المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب عن معارضته تعميم استعمال أجهزة المسح الضوئي في المطارات الأوروبية. وقال المسئول الأوروبي لصحيفة فايننشال تايمز دوتشلاند الألمانية, إن الاتحاد ليس مضطرا إلي استعمال الأجهزة في شكل منتظم مع جميع الركاب وعلي جميع الخطوط الجوية. وكانت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي قد طالبت باتخاذ موقف موحد حيال استعمال أجهزة المسح الضوئي. وقررت هولندا وبريطانيا تجهيز مطاراتهما بأجهزة المسح الضوئي, في حين أعربت ألمانيا وإسبانيا عن تحفظهما. وأعلنت فرنسا وإيطاليا أنهما ستختبران قريبا أجهزة مسح ضوئي في بعض مطاراتهما. من جهة أخري, طالب كيرشوف بتعزيز مساعدة الاتحاد الأوروبي لليمن, وقال إنه يجب تعزيز الدعم الحالي لليمن لمساعدته في تطوير أداء الشرطة والقضاء وأجهزة الاستخبارات. وطالب أيضا بتعاون أفضل بين المراكز الوطنية لمحاربة الإرهاب وبتعزيز تبادل المعلومات بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. في الوقت ذاته, أعلنت لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ الأمريكي, أنها ستستمع إلي شهادات كبار المسئولين الأمنيين حول التقصير حيال إطلاق النار الذي وقع في نوفمبر بقاعدة فورت هود العسكرية والاعتداء الفاشل علي طائرة ليلة عيد الميلاد. وستدلي وزيرة الأمن الداخلي ومدير المخابرات ورئيس مركز مكافحة الإرهاب بشهاداتهم في20 يناير المقبل. علي صعيد آخر, أعلنت الحكومة الكينية أن سلطات الهجرة رحلت داعية مسلما من جامايكا لاعتقادها بأن له صلات بالإرهاب. وقال وزير الهجرة الكيني إن الشيخ عبدالله الفيصل اختار الذهاب إلي دولة جامبيا, ووافقت تلك الدولة علي استقباله. وكان الفيصل في كينيا في زيارة دينية لكن مسئولي مخابرات أبدوا تخوفهم من أن تشجع خطبه علي التشدد. وكانت بريطانيا قد رحلت أيضا الفيصل عام2007 بزعم حثه علي الكراهية العنصرية ودعوته الحاضرين لقتل اليهود والهندوس والغربيين.