الارض خلقها الله سبحانه وتعالي من اجل عمارة الكون، والخير، والحق،والجمال. هذه بدهية وابجدية ولايماري فيها الا كل جاحد او مكابر. والانسان الذي هو خليفة الله في الأرض هو المصلح والعالم والخبير والقيم علي قضية الدفاع عن الارض. وهذه بدهية وأبجدية اخري لاينكرها الا من ينكر نور الشمس، ودورة الفلك في مجال الجاذبية. إن ابن خلدون يؤكد ويشدد في مقدمته علي مسألة في غاية الحيوية وهي ان العمران هو اصل الحضارة والمدنية، وبدونه لا تصلح الحياة ولاتكون هناك نهضة او تقدم علي اي مستوي او صعيد. والعمران في معناه الواسع ينطوي علي كل ما يجعل الكون عامرا ومزدهرا ومتقدما.ومن ثم فإن الحفاظ علي الزرع والضرع والتربة الخصبة والموارد الطبيعية والغابات الخضراء واستثمار ما في باطن الانهار والبحار والمحيطات وصيانة التوازن الحيوي الذي يوفر عناصر الحياة لكل الكائنات الحية، وغير ذلك من العوامل والاسباب التي تكفل ازدهار الحياة في الكون ككل، وعلي سطح وباطن الكرة الارضية وفي آفاقها ومجالاتها وفضاءاتها وسماواتها المفتوحة للعلم ومنجزاته، والابداع والابتكار وادواته، ينبغي ان يكون الشغل الشاغل لاهل الحل والربط، ومن في اعناقهم امانة ورسالة التقدم والتطور البشري الخلاق القائم علي الاختراعات والاكتشافات التي تصون الحياة وتدفع الحضارة والمدنية إلي نقطة أعلي حيث الابداع لاحدود له ولانطلاقاته واختراقاته في جميع المجالات الفكرية والعلمية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية. إنها دوائر متداخلة ومتكاملة تضم : *الخبرات البشرية بمواصفاتها الاكاديمية والعملية والعملياتية حيث العلماء والخبراء والاختصاصيون الذين يملكون بوصلة الاسترشاد الي كنوز الارض. *ورعاة وحماة البيئة الذين يقفون بالمرصاد ل/ الأبعاد الشريرة في منجزاته وتطبيقاته التكنو-علمية والمتصدين بعملهم وضمائرهم الحية لرد وصد مطامع وشهوات الانسان الذي يجمع في يديه بين "سلطة العلم الشرير" وقبضة الحكم والتحكم الغاشمة التي تريد الانفراد والاستفراد ب/"الارض" والتسلط علي مقدرات الثروات والموارد الطبيعية، والضغط علي الدول والحكومات الفقيرة التي تعاني من العوز والفقر والتخلف والمرض في محاولات لاتنتهي لإغرائها وإغوائها بالميل الي النزعة الاستهلاكية المدمرة. وإذا كانت "قمة ريو"1992 و"قمة جوهانسبرج" 2002 و "كوب 15 " او "قمة كوبنهاجن" 2009وهي القمم التي تمت في العشرين سنة الاخيرة ويجمع بينها قاسم مشترك هو التنمية، وهي الكلمة التي اصبحت بمثابة كلمة السر ل"قمة الارض" فإن ذلك يعني ان المجتمع الكوني المفتوح في عصر العولمة عليه ان يضاعف من : *الفهم والتفاهم المشترك. *المحافظة علي ثلاثية الارض /التنمية/الاستدامة. *ترشيد العلم والتكنولوجيا. وهذا يعني إضفاء البعد الانساني الذي يتسم بالحكمة والرشد والتعقل وإدراك المعني العميق لمقولة ان الجنس البشري كل لايتجزأ، وبالتالي لايمكن ان يكون هناك "مصير" مختلف للدول المتقدمة عن "مصير" الدول المتخلفة والمتعثرة في المجال التكنو-علمي. ويدخل في إطار الثلاثية حسب تصورنا واجتهادنا: - علاج التصحر - مأساة قطع الغابات - التلوث البيئي - وضع حد لإساءة التصرف في ثروات وخيرات الارض - وضع نهاية ل/ "الجفاف" والمجاعات التي تهدد الكوكب الذي يعرف الان باسم "كوكب المعلوماتية" في أجزاء وارجاء واسعة و شاسعة من عدة قارات، تعاني في نفس الوقت من السيول والفيضانات المدمرة. - ارتفاع حرارة الارض (الدفء العالمي ) واسبابه. - تخفيف حدة هيمنة الدول المتقدمة تكنو-علميا علي الدول المتخلفة في مجال العلوم والتكنولوجيا الحديثة. - دفع اخطار واضرار ثقب الاوزون والمطر الحمضي. وعلي هذا فإن الميزانيات والدعم المالي والاقتصادي لتنفيذ قرارات قمة الارض يقتضي تكاتل وتكافل دول "كوكب المعلوماتية" خاصة الدول الغنية التي تنتج التكنولوجيا وتفرز ادواتها واجهزتها التكنو-علمية. وفي هذا المقام نقول إن الآفاق الجديدة في ثورة الهندسة الحيوية او البيو-تكنولوجيا في إمكانها إسداء خدمات لانهاية لها لقمة الارض منها : - زيادة منتجات التربة الزراعية - مضاعفة الثروة الحيوانية والنباتية - معالجة الانفجار السكاني الذي يبتلع الثروات الطبيعية وغير الطبيعية. - تخفيف التلوث البيئي وذلك بالاستجابة للشعار المطروح في الاونة الاخيرة وهو "تطهير البيئة الكونية من الصراعات والعمليات العسكرية التي تتسبب في زيادة التلوث والتلويث وقتل وتشويه الكائنات الحية. إن الامر يقتضي كذلك توحيد جميع الجهود والاجتهادات علي امتداد "الكوكب المعلوماتي " ويمكن ان يتبلور ذلك في تشكيل ما يمكن ان نطلق عليه اسم "الحكومة الكونية او الكوكبية لحماية البيئة"، واملنا ان تضمن هذه الحكومة، كما نحلم ونطمح، علماء وخبراء ورعاة من كافة الجنسيات لتكون حكومة كونية متعددة ومتعدية الجنسيات لحماية الارض والبيئة بالمعني الاوسع لهذه العبارة لكي يتحقق "الحلم الانساني" في ايجاد بيئة كونية نظيفة من كل الشرور، سواء اكانت هذه الشرور علي هيئة مبيدات وكيماويات واسلحة بيولوجية او جرثومية او ما شاكل ذلك من اسلحة، او كانت ممثلة في إساءة استخدام "كنوز الارض والبيئة "، او كانت هدرا للموارد والثروات من أجل تحقيق اطماع ومخططات لاتخدم إلا القوي التكنو-علمية المهيمنة التي لاتراعي الا مصالحها ومخططاتها "الشهوانية" في الانفراد بالتفوق التكنو-علمي المبني علي توسعة الفجوة بين الاطراف "الغنية" المتعالية المتغطرسة المتحكمة في مجالات الانتاج التكنو-علمي بنزعته الاستهلاكية المتفشية التي "تهمش" الانسان و"تهشم" وتلوث وتقضي علي اغلي مايملك ( الارض والبيئة وما عليهما من خيرات وكنوز وينابيع ).