في واقعة مثيرة لا تخلوا من انعكاسات سياسية واضحة طرح حزب الوفد الليبرالي نفسه كبديل آمن للقوي غير الشرعية بعد أن حمل قياداته المسلمة مصحفاً وقياداته القبطية إنجيلاً في افتتاح لجنة الحزب الجديدة بروض الفرج! وكان المصحف قد تم إهداؤه إلي رئيس الحزب محمود أباظة والانجيل تم إهداؤه لكل من سامح مكرم عبيد عضو الهيئة العليا ومنير فخري عبدالنور سكرتير عام الحزب أثناء فعاليات الافتتاح. الأمر أثار بدوره عدداً من التساؤلات بين العديد من أعضاء الحزب الذين رأوا أن الليبرالية لابد أن تتعامل مع الأشخاص من منطلق بعيد عن الانتماءات الدينية ما دام الوضع داخل إطار العمل الحزبي وليس العمل الاجتماعي حتي لو كان تقديم الكتب المقدسة قد تم علي سبيل المجاملة. وقارن البعض بين ما حدث في لجنة روض الفرج وأسلوب الإخوان في خلط الدين بالسياسة خاصة أن توزيع هذه الكتب المقدسة حتي لو كان الأمر للتأكيد علي أن الوفد هو حزب الوحدة الوطنية استناداً لثورة 1919 التي رفعت شعار الهلال والصليب مستدعين كذلك الهجوم الذي شنه عبدالنور علي د.فتحي سرور لأنه قال إن الأقباط لا يضطهدون في مصر ولا يميز ضدهم بشكل منهجي فضلا عن عدد المرشحين الأقباط الذين خاض بهم الحزب الانتخابات السياسية السابقة وهو قليل مقارنة بالوطني وكذلك حول الأعداد التي سيرشحها تحت رايته؟! لكن اللافت أن التحرك الوفدي وتوزيع الكتب المقدسة قبل إلقاء الخطاب السياسي نجح في خلق حالة من التصفيق الحاد بين أعضاء الحزب وترديد شعارات يحيا الهلال مع الصليب وعاش الوفد ضمير الأمة وهو ما دفع بدوره قيادات الحزب للقول بأن الوفد هو البديل الآمن في واجهة أي تيار غير شرعية! الجدير بالذكر هو أن لجنة الوفد بالإسكندرية كانت قد شهدت حالة من الاحتقان الطائفي مؤخراً بين عدد من أعضائها إلا أن بولس حنا لم يحقق في الأمر واكتفي بتمريره دون تأكيد يذكر علي أن الأعضاء ينتمون إلي حزب ليبرالي يجب أن يتعالي عن مثل هذه التصرفات غير المسئولة!