بعيدًا عن زحام القاهرة وتحديدًا بمنطقة المثلث بالحي العاشر بمدينة نصر يوجد أكبر تجمع للصينيين في مصر الذين اتخذوا من المنطقة سكنًا لهم لرخص أسعارها ولهدوئها.. يعيشون حياة فقيرة ويقيمون في مخازن أو شقق صغيرة ويستخدمون أثاثات مستعملة وأغلبهم يكتفي بسرير فقط فيومهم كله عمل ولا يحتاجون هذه المساكن إلا للنوم ولتصنيع وتخزين منتجاتهم. روزاليوسف ذهبت إلي منطقة تجمع الصينيين في مدينة نصر ورصدت الوجه الآخر لذوي العيون الضيقة داخل مساكنهم فداخل إحدي الشقق بالحي السويسري بمنطقة المثلث يعيش الزوجان الصينيان محمد وأندي ويمتلكان محلاً خاصًا بهما لبيع الملابس الجاهزة، اللافت أنه لا يوجد بالشقة إلا القليل من الأثاث القديم الذي كاد ألا يصلح للاستعمال رغم أن الزوجين يعيشان بالمكان منذ قدومهما إلي مصر منذ عدة سنوات. وأكد الزوجان أنهما قدما إلي مصر بعد دراستهما للسوق المصرية التي أظهرت رواج التجارة الصينية بكافة أنواعها لذلك فهما لا يفكران في العودة مرة أخري إلي الصين إلا لزيارة أهلهما ثم العودة للقاهرة. محمد الصيني الذي يتقن العربية قال: مصر بلد جميل رغم الزحام كما أن المصريين ينجذبون للبضائع الصينية لرخص ثمنها وجودتها مضيفًا: نعيش مثل أي زوجين مصريين فأنا أفضل بقاء زوجتي بالمنزل وأدير أنا المحل الذي نمتلكه وأعود ليلاً كما أننا لا نختلط بأحد حتي الصينيين الموجودين بالمنطقة. ويري محمد أن أفضل شيء في مصر هو انخفاض سعر البنزين فهو لا يصدق أن البنزين 92 ثمنه 185 قرشًا فقط. الحال لا يختلف كثيرًا عند الزوجين سهاوا الذين يعيشان في مخزن يمتلكانه لتصنيع أكلة صينية شهيرة تدعي طاهو فشقتهما عبارة عن سرير صغير بأحد أركان المخزن الذي توجد به الآلات لتصنيع الأكلة التي تصنع من الفول الصويا. الزوجان جاءا إلي مصر منذ 8 سنوات، ولا يفكران في الرجوع مرة أخري إلي بلدهما، وبلغة عربية تكاد تكون مفهومة قالت الزوجة: الشعب المصري طيب والمنطقة هنا كل شخص يعيش في حاله ويتعاملون بشكل جيد معنا، مضيفة معظم زبائن المطعم من الصينيين والأندونيسيين والماليزيين إضافة إلي مجموعة صغيرة من المصريين، موضحة أنهما فكرا في هذا المشروع بعد أن زاد عدد الوافدين من الجنسيات المختلفة إلي المنطقة وانتشار المطاعم التي تقدم المأكولات الصينية، والماليزية، والعراقية وغيرها. بينما تعيش ايماجو هي ووالداها منذ سنتين رغم زواجها من مصري فلا تراه إلا أياما محدودة في الأسبوع لأنه متزوج من أخري مصرية ولديه أبناء، وهي تعمل بعد الظهر لبيع الملابس بالتجول علي شقق مدينة نصر والمناطق المحيطة بمكان سكنها. وعن طبيعة معيشتهم قالت: نؤجر شققاً متوسطة لا يوجد بها فرش كثير فيكفي سرير وأجهزة مطبخ بسيطة كما أننا نعتمد علي الخضروات الطازجة وقليل من اللحوم في إعداد وجباتنا. أما توتاوا فتعيش في مصر منذ 12 عاما وقالت أقوم ببيع بضاعتي من ملابس المنزل والترنجات أثناء جولتي علي المنازل الموجودة بمدينة نصر. وأوضح فرج جاد سمسار شقق بالمنطقة أن الصينيين من أفضل الجنسيات الموجودة بالمنطقة ويعيشون في تجمعات مثلهم مثل باقي الجنسيات الموجودة بالمنطقة، ورغم رواج التجارة الصينية إلا أنهم يختارون الشقق الصغيرة الحجم والأقل في الإيجار، فهم لا يأتون إليها إلا ليلاً فيعملون من الصباح حتي العاشرة مساءً فمعظمهم دلالات أو يشتركون في المعارض الصينية المختلفة، وقال: ينتشرون بمنطقة المثلث لأنهم يختارون المكان الهادئ ويميلون إلي الانعزال، وعن إجراءات التسكين قال: نأخذ صورة من جواز السفر والإقامة ونقوم بإبلاغ الجهات المختصة وذلك حماية لنا في حالة حدوث أي مشكلة.