النحافة والتاتو، تفتيح البشرة والشعر الصناعي.. إذا كان الجمال يشغل حيزا كبيرا من تفكير المرأة والرجل اليوم علي حد سواء، فإن رجل الكهوف في عصر ماقبل التاريخ لم يكن أقل اهتماما بشكله ومظهره. فإن السعي وراء الجمال، كان وسيظل هاجسا يشغل الانسان منذ فجر التاريخ وحتي المستقبل المجهول. ومابين اختلاف أشكال وألوان الجسم البشري، واختلاف تعريفات الجمال ووسائله من عطور وأزياء ومستحضرات تجميل باختلاف العصور والحضارات والثقافات، جمع نوعا من الغايات النفسية والاجتماعية الموحدة هذا السعي الانساني وراء الجمال. وهو مايؤكده كتاب "مائة ألف عام من الجمال"، ذلك العمل الضخم الذي يتناول رؤية الانسان للجمال عبر الأزمنة والأمكنة. وقد استغرق هذا العمل ليخرج إلي النور أربع سنوات من البحث والجهد للوصول إلي دراسة شاملة حول الجمال عبر التاريخ والحضارات 300 كاتب من 35 جنسية مختلفة شاركوا في هذا العمل الضخم الذي خرج في خمسة أجزاء، كل جزء يضم حقبة تاريخية مختلفة: ماقبل التاريخ، العصر القديم، العصر الكلاسيكي، العصر الحديث، المستقبل. وجاءت فكرة هذا العمل الأسطوري من مناقشة بين الكاتبة إليزابث زولاي المشرفة علي هذا الكتاب، والرئيسة التنفيذية لمؤسسة لوريال، في احتفال بالذكري المئوية لانشاء هذه الشركة الفرنسية الشهيرة لمستحضرات التجميل، ودارت المناقشة حول المعني الحقيقي للجمال الذي دائما مايؤخذ بطريقة سطحية وتافهة، واكتشفت السيدتان انه لايوجد أي عمل أدبي أو تاريخي يؤرخ للجمال البشري في الحضارات المختلفة. وبتمويل سخي من مؤسسة لوريال بدأت إليزابث في تنفيذ هذا الحلم ، فقامت بحشد المئات من الباحثين وعلماء الآثار والجنس البشري والفنانين من رسامين ومصورين ونحاتين وسينمائيين ،بالإضافة إلي النقاد السينمائيين وأطباء التجميل والفلاسفة وعلماء الاجتماع والصحفيين والمفكرين.. بهدف الوصول لقراءة جديدة في تاريخ السعي وراء الجمال. وقد ساعد الانترنت علي الوصول إلي باحثين وعلماء من مختلف أنحاء العالم تحمسوا لهذه الفكرة غير المسبوقة وللمشاركة في مثل هذا العمل الضخم. وتؤكد إليزابث زولاي أن الأولوية كانت لوصول الكتاب إلي كل فئات المجتمع، لذلك حرصت علي ألا تحتوي المقالات مهما كان مدي تخصصها، علي مصطلحات صعبة أو معقدة. وفي بداية كل جزء، نجد مقدمة عن الموضوع والحقبة التاريخية والحضارة لتساعد القارئ أكثر علي الاستيعاب. كما أن كل جزء يحفل بالصور للوحات وتماثيل وهياكل ومنحوتات تمثل الجمال في مختلف الأزمنة والحضارات. ولإضافة شكل جمالي علي هذا العمل الذي يتناول الجمال، تمت طباعة المجلدات الخمسة علي شكل هرمي، فكل جزء أكبر من الجزء الذي قبله، وبلون مختلف.