تسبب ظهور "روز اليوسف" اليومية.. في حالة (ربكة) لدي العديد من الجرائد والمجلات سواء علي مستوي السياسات التحريرية أو علي مستوي توجهات أصحاب الآراء بها.. وهو الأمر الذي جعلها دائماً في مواجهة غيرها، كما جعل غيرها دائماً في مقارنة معها.. خاصة فيما يتعلق بالتفاعل اليومي مع معطيات الحياة السياسية المصرية سواء علي المستوي الداخلي أو علي الصعيد الخارجي. وعلي الرغم من حداثة "روز اليوسف" اليومية نسبياً؛ فإنها قد وجدت لها مكانة ثابتة يومية لا يمكن إغفالها أو تهميشها بين هذا الكم الهائل من الجرائد والمجلات اليومية والأسبوعية والشهرية والربع سنوية. يتهمون "روز اليوسف" بأنها مجلة وجريدة منحازة.. وكأنهم يطلبون المستحيل.. بأن تكون بلا معني أو موقف مع افتراض حسن النية، أو موجهة لخدمة مصالح شخصية ضيقة بسوء نية. وهو ما يأتي دائماً علي النقيض من تاريخ "روز اليوسف" التي كانت دائماً لها انحيازاتها الوطنية وتوجهاتها المجتمعية. كما يجتهدون في (التقليل) من شأنها، وفي مصادرة حقها في الوجود، وفي التشكيك في توزيعها.. رغم أن ما ينشر بها هو محل اهتمام ونقاش واتفاق واختلاف من يقفون ضدها. أو بمعني آخر.. يحاربونها، وفي الوقت نفسه يقرءونها ويرصدون جيداً ما ينشر بها ويتكلمون فيه. كما أن المتتبع جيداً لاتجاهات الجرائد والمجلات الآن سواء كانت قومية أو مستقلة أو حزبية.. يستطيع أن يلحظ تأثير "روز اليوسف" ووجودها بشكل مباشر أو غير مباشر في مقالات رؤساء تحريرها والعديد من كتابها.. فضلاً عن تحويل بعض أفكارها إلي تحقيقات وحوارات وفي أحيان كثيرة ملفات وقضايا للنقاش.. في اقتباس ملحوظ أو بنقل حرفي واضح. لا أهتم كثيراً هنا بحديث الأرقام.. لأنها ببساطة شديدة تعبر عن المعيار (الكيفي).. وهو الأهم في تقديري واعتقادي. ودليل ذلك الدور الذي تقوم به في مختلف القضايا والمواقف الواضحة في كافة المشكلات والأزمات. فضلاً عن قيمة المعلومات التي رسختها "روز اليوسف" في تعاطيها مع التفاعلات اليومية والحكم علي الأمور، وهو ما جعلها منفردة ومتميزة. إن قراءة الكتب لا تصنع كاتباً، كما أن الكتابة لا تصنع كاتبًا، والنشر في الجرائد والمجلات لا يصنع مثقفاً.. ويظل معيار التأثير هو الفيصل الأساسي في الحكم علي فن صناعة الكتابة. ومن هذا المنطلق؛ فإن قيمة "روز اليوسف" اليومية بوجه خاص في كونها (جورنال تأثير). لقد تحولت "روز اليوسف" إلي أحدي الأدوات الرئيسية في صناعة السياسة المصرية والتأثير فيها وعليها، وهو ما جعلها تتجاوز نشأتها التي لم تتجاوز خمس سنوات إلي وجود حقيقي وتأثير فعلي يحسب في رصيدها الفكري والسياسي ويزيد من قيمتها الصحفية.