يبدو أن المعارضة الإيرانية لا تكاد تجد الفرصة للخروج إلي الشارع للتعبير عن سخطها وغضبها من النظام الحاكم في إيران إلا وانتهزتها بعد انتخابات الرئاسة الأخيرة، ولعل أبرز مثال علي ذلك هو الاحتفال بيوم الطالب الشهر الماضي وآخرها أمس في تشييع جثمان المنشق الايراني آية الله حسين علي منتظري حيث عبر مئات الآلاف من المشيعين عن غضبهم الشديد ووقعت صدامات عنيفة مع الشرطة الايرانية. وقد منعت السلطات الايرانية وسائل الاعلام الاجنبية من تغطية جنازة منتظري الذي توفي عن 87 عاما. المعروف أن منتظري هو الخليفة المعزول للامام الخميني وأحد أشد المنتقدين للنظام منذ عزله في 1989. وقد تقدم الحشود المشيعة لمنتظري رموز المعارضة المحلية وأبرزهم مير حسين موسوي. وشارك مئات الآلاف من أنصار منتظري والمعارضين للحكومة في تشييع جثمانه الي ضريح معصومة حيث سيتم دفنه في هذا الموقع الشيعي المهم. وقد حاول مسلحون موالون للحكومة من أنصار حزب الله مزودين بمكبرات للصوت الاخلال بالمسيرة عبر "تحوير هتافات" الحشد مما تسبب "بصدامات عديدة". ويري فرج سر كوهي الناقد والكاتب الصحفي أن غياب منتظري لن يؤثر كثيراً في المستقبل علي الشعب وعلي الحركات الدينية المعارضة، فعلي الرغم من أن وفاته تقضي علي واحدة من الأكثر نفوذاً حركة الاحتجاج، والأكثر شعبية والأكثر شجاعة لمواجهة الشعب، لكن وفاة أكبر مرجع تقليدي من الجيل الاول للثورة الايرانية يفتح الطريق أمام عدد من المراجع التقليديين الاصلاحيين الراديكاليين. وتتزامن مراسم الأربعين للمرجع منتظري مع العشرة أيام من محرم واستعداد بعض حركات المعارضة قبل أشهر للمشاركة في المراسم التقليدية لشهر المحرم. وأكد في مقال أن غياب منتظري سوف يكون له تأثير بالغ علي المعارضة لكن بعض أفعاله تمثل نموذجا يحتذي من قبل المراجع التقليديين الشباب الذين يميلون إلي التيار الاصلاحي ليسدوا الفراغ الذي أحدثه في الحركات المعارضة والفقه الشيعي، حيث يصعب تحصيل نفوذه الواسع، وفتواه الدينية، وأفكاره الشخصية ورسائله المضيئة. من جهتها، اعلنت شبكة التليفزيون البريطانية "بي بي سي" أمس ان محطتها التي تبث باللغة الفارسية علي قمر "هوت بيرد 6" تعرضت لتشويش، معلنة مواصلة بث برامجها الموجهة الي ايران. وقالت المحطة البريطانية أن الذبذبات الأولي ظهرت أمس الأول إثر إعادة بث حلقات مخصصة لمنتظري. وعلي صعيد آخر، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أمس ان الثلاثين طنا من الاسلحة الحربية الكورية الشمالية التي صودرت في تايلاند الاسبوع الماضي كانت متجهة الي ايران. وقالت الصحيفة نقلا عن وثائق حصلت عليها من خبراء واستنادا الي خطة الرحلة، ان الطائرة كان مقرراً لها التوقف في سريلانكا والامارات واوكرانيا قبل ان تفرغ حمولتها في ايران. وحصلت الصحيفة علي هذه المعلومات من مشروع تقرير لمعهد الابحاث "ترانس ارمز" ومقره في شيكاغو ومن معهد الابحاث "انترناشونال بيس انفورميشن سريفيس" ومقره في انفير (بلجيكا). من ناحيته، استبعد الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أن يكون الاحتلال الإيراني لبئر الفكة النفطي العراقي جزءا من خطة ايرانية لتهديد الجيران العرب، لكنه أكد أن هذا الحادث زاد مخاوفه بشأن النوايا الإيرانية حيال العراق وبقية العالم. وقال مولن للصحفيين في طريق عودته من ألمانيا إلي بلاده إنه يشعر بالقلق من أن الوقت بدأ ينفد أمام جهود الادارة الأمريكية لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع إيران. وأعرب عن قلقه ازاء ما سيحدث في حال لم تسر الأمور علي ما يرام مع وجود مؤشرات علي عدم استجابة طهران للعرض المقدم لها بشأن برنامجها النووي. وأكد مولن أنه يؤيد المهلة الممنوحة لطهران التي تنتهي نهاية العام 2009 للاستجابة لهذا العرض، وشدد علي أن أي ضربة عسكرية ضد إيران سواء من إسرائيل أو الولاياتالمتحدة يجب أن تكون الملاذ الأخير.