رفضت الفصائل الفلسطينية حضور اجتماع كان مقرراً أمس دعا إليه رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية لمناقشة الوضع الداخلي وتذليل العقبات أمام المصالحة. وبررت الفصائل موقفها بأن حكومة حماس "جزء من تجليات ومظاهر الانقسام التي يجب إنهاؤها وليس تكريسها". وقال جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن جبهته وفصائل منظمة التحرير اعتذرت عن عدم حضور الاجتماع مع هنية. وأوضح أن الجبهة "ترحب بكل حوار في أي وقت مع حركة حماس للبحث في الأوضاع الداخلية وسبل التوصل لاتفاق مصالحة لإنهاء الانقسام الداخلي". واستدرك المجدلاوي قائلا: لكننا في الوقت نفسه لسنا مستعدين للحوار مع الحكومة المقالة في غزة وفي مقرها الرسمي لأننا نعتبرها جزءاً من تجليات ومظاهر الانقسام التي يجب إنهاؤها وليس تكريسها. وفي السياق ذاته ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن فصائل منظمة التحرير في غزة أجرت مشاورات داخلية وخلصت إلي رفض دعوة هنية للقائه. علي صعيد عملية السلام كشفت مصادر إسرائيلية عليمة أن الإدارة الأمريكية تراجعت عن فكرة التركيز علي تسوية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقررت العودة إلي طريقة التسويات المرحلية. وأوضحت المصادر أن الفكرة الأمريكيةالجديدة تقضي بتوسيع منطقة نفوذ السلطة الفلسطينية بحيث تصبح مسيطرة سيطرة كاملة علي 60 في المائة من الضفة الغربية. وقالت المصادر إن إدارة أوباما أدركت خطأها في طرح حلول حماسية ذات طموحات عالية، حتي لا تقع في أزمة ثقة جديدة مع الأطراف المعنية، كما حصل عندما طرحت علي إسرائيل شرط تجميد البناء الاستيطاني بالكامل في القدس والضفة الغربية، لاستئناف المفاوضات، ثم تراجعت بعد أن أدركت أن الأمر غير ممكن مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، ما صدم الفلسطينيين والعرب. وحسب المصادر نفسها، فإن أوباما يدرك الآن أن الطرفين غير جاهزين لتسوية دائمة، حيث إن الحكومة الإسرائيلية يقيدها اليمين المتطرف، والسلطة الفلسطينية ممزقة ما بين "حماس" و"فتح" ولهذا فإن من الأفضل التروي والتوجه إلي "خطوات مرحلية محسوبة علي أن تكون بحسب تعبيرها خطوات صغيرة ناجحة هي أفضل بكثير من خطوات كبيرة فاشلة". وأوضحت المصادر أن أوباما توصل إلي هذا القرار بتوصية من دنيس روس مستشاره لشئون الشرق الأوسط، وأكدت أن روس وضع خطة تقضي بانسحاب إسرائيل من المناطق "ب" التي تعادل مساحتها 20 في المائة من الضفة الغربية ووفقا لاتفاقات أوسلو تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية إداريا ولكنها أمنيا خاضعة لسيطرة إسرائيل وتحولها إلي منطقة "أ" التي تبلغ مساحتها هي أيضاً 20 في المائة ولكنها تخضع بالكامل، إداريا وأمنيا للسلطة الفلسطينية، كما تقضي الخطة بانسحاب إسرائيل من 20 في المائة إضافية من الضفة الغربية، بحيث تصبح المنطقة التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية 60 في المائة من الضفة وتكون ذات امتداد جغرافي. من جانبها ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن هذه الاقتراحات ستقدم للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كاقتراح أمريكي متكامل، وأن واشنطن تعتبره مقدمة لاستئناف مفاوضات السلام حول التسوية الدائمة، وحسب مصادر أخري ستقترح الإدارة الأمريكية علي الطرفين إجراء المفاوضات بشكل مكثف بنفس طريقة "شيبرد ستون" التي جرت في ظل حكومة نتانياهو الأولي والتي أفرزت اتفاقية الانسحاب من الخليل ومن 13 في المائة من الضفة الغربية سنة 8991. وبحسب معاريف فإن القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية لن تستطيعا رفض الطرح الأمريكي، خاصة أن قوي عديدة في اليمين والوسط في إسرائيل تريد تحريك المسيرة السياسية بأي ثمن حتي تلجم الهبة العدائية لإسرائيل في الخارج، مستدلة علي ذلك بما حدث في بريطانيا الأسبوع الماضي من صدور أمر باعتقال تسيبي لفني لمحاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الأخير علي غزة وقبلها تقرير جولدستون والأزمة مع تركيا. من ناحية أخري ذكر "راديو إسرائيل" أن الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية التقي مساء أمس في إسرائيل الرئيس شيمون بيرير. كما سيجتمع الوزير سليمان خلال زيارته برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس جهاز الموساد مئير دغان.