خيمت "حرب كلامية" بين ممثلي الولاياتالمتحدة والصين بشأن مسودة "اتفاق المناخ" علي أجواء الاجتماعات التي عقدت أمس الأول في كوبنهاجن، الأمر الذي اعتبره مسئولون في الأممالمتحدة مؤشرا علي انطلاق مفاوضات شاقة حتي اليوم الأخير من أعمال المؤتمر الجمعة المقبل. ففي الاجتماع المغلق الذي عقد أمس الأول في "بالي سنتر" بحضور رؤساء الوفود، لمناقشة مسودة "اتفاق المناخ" ومسودة منفصلة لتمديد بروتوكول كيوتو برز اتجاهان متعارضان الأول تبنته الولاياتالمتحده ومن ورائها الدول الصناعية التي تريد دمج المسودتين في نص واحد لنسف بروتوكول كيوتو الذي لم تقره واشنطن، بينما الاتجاه الآخر تبنته الصين ومن ورائها دول مجموعة ال77 التي تطالب بالابقاء علي المسارين وبإصدار التزامات قانونية واضحة وليس إعلانا سياسيا في ختام القمة، كما هددت بوقف التفاوض علي "اتفاق المناخ" اذا لم يجر وضع بروتوكول كيوتو علي الطاولة. وانضم ممثلو اليابان والنرويج والاتحاد الأوروبي إلي موقف واشنطن في انتقادها مسودة الاتفاق لأنها "لم تحدد وجهة نهائية" لخفض الانبعاثات، غير أن الاوروبيين طالبوا الجانب الامريكي بضرورة الاقدام علي مبادرات لدفع المفاوضات قدما في كوبنهاجن. وعلي صعيد متصل، أكد متحدث باسم الشرطة الدنماركية أنه تم إطلاق سراح معظم المتظاهرين الذين اعتقلوا في وقت سابق أثناء مشاركتهم في هذه المسيرة للمطالبة بالتوصل إلي اتفاق في قمة المناخ التي تستضيفها كوبنهاجن حاليا.وأشار المتحدث إلي أن نحو أربعة أو خمسة أشخاص فقط من المتظاهرين المعتقلين لم يفرج عنهم حيث إنهم يواجهون اتهامات ومن الممكن أن يتم تقديمهم إلي المحاكمة. وتقول شرطة كوبنهاجن: إنه تم اعتقال نحو 1000 شخص من المتظاهرين، وذلك بعد قيام العشرات منهم بتحطيم النوافذ وإلقاء الحجارة والقيام بغيرها من أعمال العنف. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أن الشرطة الدنماركية تقدر عدد الأشخاص الذين شاركوا في هذه المسيرة بنحو 30 ألف شخص إلا أن المنظمين لها يقولون إن عدد المتظاهرين قارب ال100 ألف شخص. وعلي صعيد متصل، أقام متظاهرون مؤيدون لمساهمة كبيرة من قبل الولاياتالمتحدة في محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري، سفينة نوح أمس الأول في واشنطن. واختار المتظاهرون الراغبون في ابرام اتفاق طموح وملزم في قمة كوبنهاجن هذا الرمز للفت الانتباه حول ضرورة التوصل الي اتفاق. ومن جهة أخري، صرح مسئولون كوريون جنوبيون أمس بأن كوريا الجنوبية تسعي لاستضافة قمة مناخ عالمية عام 2012 في محاولة لاظهار التزامها بالتغلب علي الاحتباس الحراري. وذكرت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أن مسئولين رفضوا الافصاح عن هويتهم قالوا إن الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك سوف يدلي بخطاب الخميس المقبل في قمة المناخ الحالية ليكشف عن خطة كورية لاستضافة القمة لمناقشة اتفاقية اطارية للامم المتحدة بشأن التغير المناخي في سول . وقال أحد المسئولين "إن مقر استضافة قمة المناخ عام 2012 سوف يكون في دولة اسيوية وليس هناك آراء سلبية بشأن عرضنا لاستضافة المؤتمر". وعلي الرغم من أن كوريا الجنوبية ليست ملزمة بخفض الانبعاثات وفقا لبروتوكول كيوتو فانها قد كشفت الشهر الماضي عن خطتها لخفض الانبعاثات الغازية بنسبة 30% من توقعاتها السابقة في عام 2020 وهذا سوف يمثل خفضا للانبعاثات الغازية بنسبة 4% عن مستوي الانبعاثات عام 2005 .