البعض يفهم ماهية الإعلام بشكل خاطئ، والمثل يقول فاقد الشيء لا يعطيه، ويقول مثل آخر.. إعطي العيش.. لخبازه!! أي أن الإنسان المتخصص في شيء ما.. سيجيده ويبدع فيه، لكن اذا اعطينا الكورة لمن لا يجيد فن اللعب.. فلن يبدع، وقد يسدد.. لكن خارج المرمي، هكذا الإعلام المصري هذه الأيام.. يشهد طفرة سلبية غريبة، أصبح مطمعاً لكل الناس لأنه أسهل طريق للشهرة، فاللاعب عندما يعتزل تصعب عليه نفسه لأنه سيختفي عن الأنظار.. فيتجه علي الفور إلي الشاشة أو الصحافة أو الميكروفون حتي يبقي في بؤرة الأضواء.. . .. وفي الإعلام المرئي الذي هو مطمع للجميع.. الفرص كثيرة.. مرة تجد الزبون مقدماً للبرنامج.. ومرة أخري محللاً للمباريات، أو ضيفاً في أحد البرامج.. ولسوء الحظ أن هذه الهجمة العنترية.. ظهرت مع ظهور القنوات الحديثة المودرن، ويتعجب كل خبراء الإعلام في العالم العربي من ظهور هذا الكم الكبير من القنوات في مصر ويتساءلون.. كيف تكون مصر دولة فقيرة.. إذا كانت القنوات فيها بعدد السكان؟!! وكيف لتلك القنوات أن تصرف الملايين شهرياً.. إلا إذا كان فيه إن!! كما يقول المثل!! البعض يقول إن تلك القنوات هي أفضل وسيلة لغسيل الأموال، لأن الرجل الذي يصرف الملايين هباء.. بدون مقابل.. لا يمكن أن يكون رجل أعمال عاقلاً.. فرجال الأعمال يحسبونها بالمليم، بالمكسب والخسارة، ومن الصعب أن يصرفوا علي مشروع فاشل من مكاسب مشروع آخر.. .. البعض يقول إن رجال الأعمال يتوارون خلف تلك المشاريع لتحقيق مكاسب أخري، بعضهم يسعي للشهرة وتحقيق الاسم الذي يكمل الوجاهة الاجتماعية، بعضهم أيضاً يعتبر تلك القنوات هي الدرع الواقي له ووسيلة ضغط علي الدولة لتحقيق مكاسب أخري. لكن ما يهمنا هو المضمون الذي تقدمه تلك القنوات..بعضها فاشل وأغلق أبوابه، وبعضها يحتضر ويفكر أصحابها في بيع المشروع الفاشل الذي لم يحقق الإعلانات المتوقعة.. وبعضها تحول إلي منابر خاصة يستغلها مقدمو البرامج لحسابهم الشخصي وأصحاب القنوات ولا هم هنا!! المحصلة النهائية سيئة، الفائز الوحيد فيها هم شلة "المصلحجية" المستفيدون مادياً كل شهر، والخاسر هو المتلقي أو الجمهور الذي يجلس أمام الشاشة ليتحسر علي قيم المصريين!! ويتندر بقيمة التليفزيون المصري الأب الشرعي!!