يجب أن يكون لدينا قدر من الشجاعة ونعترف أنه لولا برنامج مبارك الرئاسي بشأن التنمية والتزام الرئيس وكوادر الوطني بتنفيذ هذا البرنامج. الأمر الذي انعكس علي أداء الوزراء في هذا الأمر. لولا هذا التوجه التاريخي لربما استمر نهج الاهمال الحكومي المتعمد لحل مشاكل الصعيد.. ولاستمر الحال في الظلم الواضح لأهلنا هناك.. بانعدام خطط التنمية وأن وجدت فهي بطيئة.. إذا مبارك أعاد لنا الصعيد.. وأعادنا إلي الصعيد. وأعتقد أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة بدأ كل وزير يسأل نفسه ماذا قدمت وزارته للصعيد.. وأنا هنا سعيد بأن الأمر أو التوجيه جاء من مبارك بضرورة مضاعفة العمل والإنتاج والعمل علي أرض الواقع.. الصعيد دفع ثمناً باهظاً لأن حكومات أو وزارات كانت تخشي حرارة الشمس.. أو تراب الطرق غير الممهدة أو الموت علي طرق سريعة مجهدة وغير آمنة الوزراء كانوا يخشون السفر إلي الصعيد بالقطار وما أدراك ما القطارات. وكانت نقاط المدنية عادة ما تنحصر في مدن بعينها.. وهي إما فيها مطارات أو محطات قطارات!! تعالوا نعترف بصدق إنه لولا مبارك ما شاهدنا الانطلاقة أو الإطلالة نحو الصعيد من وزراء الحكومة أو المسئولين.. الصعيد الآن في مفترق طرق ما بين برنامج الحكومة بشأن تنمية الصعيد.. إذا كانت مصر تفخر بما حققته قناة السويس ثم السد العالي لصالح التنمية بصورها المختلفة.. أعتقد أن خط غاز الصعيد هو الضلع الثالث لمثلث الإنجاز الأعظم في التاريخ الحديث وهو من أعظم مشروعات صناعة البترول فللخط دور هام في المحافظة علي الأمن القومي المصري.. وأعتقد أن من نتيجة ما يحدث في الصعيد علي المستوي البترولي هو طلب إحدي الشركات لإنشاء معمل تكرير بترولي في الصعيد شمال أسوان وهو قلعة بترولية ستجذب إليها عمالة وتوفر توظيفاً وفرص تجارة ومكسباً وحركة.. طموح اقتنعت به الحكومة وهي تعمل بكل الطرق علي تنفيذه سواء برضاها أو غير ذلك. وبين الإنجاز علي الأرض والمواطن هنا يدرك الفروق وأعتقد أنه من الانصاف أن نعترف بما تحقق بشأن تنمية جنوبالوادي ليلحق بشماله. كل وزير يحاول أن ينجح في الامتحان ويعمل جاهداً لتنفيذ ما يخصه.. والنتيجة التي أراها أن برنامج مبارك للتنمية أصبح مرجعية لعمل كل الوزارات المختلفة. والمهم أن هناك إنجازاً.. وأيضاً بطئاً في عدد من نقاط التنمية.. من العلامات المهمة في الصعيد نجاح سامح فهمي وزير البترول في تنفيذ أجندة قطاعه وأهم ملامحها خط غاز الصعيد.. أعتقد أن الكثيرين منا ليس لديهم جميع المعلومات عن نتائج وصول الغاز لمحافظات الصعيد.. بل إن البعض تصور أن الأمر يتوقف علي نوع الوقود في البوتاجاز أو السخان فقط. الأمر يتعدي ذلك فوصول الغاز إعلان واضحاً بأن هناك مساواة عملية بين المواطنين في شمال الواديوجنوبه.. وهو حماية من تقلبات وجود أنابيب البوتاجاز. وأيضاً بداية لتعديل خريطة التصنيع والمشروعات. وبدون شك الصناعة البترولية هي أهم الصناعات الجاذبة للاستثمارات وهي في مقدمة الصناعات الجاذبة للأيدي العاملة. مشروع خط الغاز إلي جنوبالوادي في الصعيد أراه بداية ثورة تنموية لتغيير الخريطة الاقتصادية والاجتماعية هناك وهو كما أصفه بخط الخير من المهم أن هذا الخط بالذات يعتبر أطول خطوط الغاز داخل مصر بطول930 كيلو متراً وبتكلفة 5.7 مليار جنيه للبنية الأساسية فقط. وقد حقق رجال البترو ل من خلال هذا الخط عدداً من الأرقام القياسية في سرعة التنفيذ وحجم الاستثمار لخط واحد. وطول الخط. وهو هنا أطول من الخط العربي.. وخط الغاز في الصعيد رسالة سياسية واضحة من مبارك إلي المصريين في جنوبالوادي وأيضاً إشارة إلي صدق التوجهات خط غاز الصعيد مجموعة خطوط تبدأ من التبين إلي الكريمات ثم من الكريمات إلي الفيوم ثم خط اخر من الفيوم إلي بني سويف ومنها إلي المنيا ثم أسيوط وسوهاج وقنا وأسوان.. هذا الخط تحديداً ترجع فكرته إلي عشرين عاماً حيث كانت اللجان المشتركة بين هيئة البترول والكهرباء والصناعة عادة ما تؤكد عدم جدواه اقتصادياً. لكن إيمان المهندس سامح فهمي وزير البترول كرجل تخطيط وإدراكه لحقائق معادلة لم يكمن الصعب رصدها وهي أن الصعيد منطقة مؤهلة للعب دور رئيسي في الاقتصاد المصري بما تملكه من أرض شاسعة. ولأن الأهمية الاقتصادية تأتي بعد الأهمية الاستراتيجية وهو الأمر الذي ينطبق علي الصعيد وخط الغاز لذا لم يكن مفاجأة أن يبيع الرئيس مبارك هذا المشروع الضخم ويتابع تفاصيل العمل فيه يوماً بيوم. الصعيد يتميز بوجود أراض شاسعة ومياه متوافرة وتوسعات صحراوية تسمح بالزيادة والغاز هنا سوف يغير شكل الحياة في الصعيد. والأهم أن هناك فرصة لمد الخط إلي أسوان ولدول أفريقية أخري.. وهنا تظهر جودة أفكار المؤمنين بالخط والذين أصروا علي تنفيذه وأخص هنا مبارك. الصعيد أيضاً ابتسم الخط له. بعد اكتشاف البترول في بركة 1، 2، 3 والأهمية هنا تتمثل في اثبات وجود نظام بترولي في صعيد مصر ووجود أكثر من طبقة حاملة للزيت بما يفتح المجال نحو اكتشاف المزيد من البترول والغاز بجنوبالوادي حيث بلغ إجمالي إنتاج حقل البركة حتي يونيه 2009 أكثر من 62 ألف برميل تم شحنها إلي معمل تكرير أسيوط ويقدر الاحتياطي المؤكد بحوالي 22 مليون برميل وهو أمر يشجع علي جذب الشركات العالمية للاستثمار في جنوبالوادي وأعتقد أن دخول شركة غاز رأس الخيمة الإماراتية والشركة العربية للاستثمارات للحفر في مساحة 7137 كيلو مربعاً في قطاع الغزاليات بأسيوط مع جنوبالوادي القابضة للبترول يؤكد رؤية سامح فهمي وإيماناً منه بأن أرض الصعيد لم تعلن عن نفسها بعد برغم ثراء محتواها التعديني والبترولي.