افتتح الفنان التشكيلي والمثال والناقد الفني إبراهيم عبد الملاك الخميس الماضي معرضه الفني الجديد بقاعة بيكاسو بالزمالك، تحت عنوان الحرية.. امرأة، يضم 45 لوحة تصويرية و35 تمثالا من البرونز، وتعبر الأعمال عن حضور قوي للمرأة، يعد هذا المعرض للفنان استكمالا لمجموعة معارض قدمها الفنان في السنوات العشر الأخيرة بعناوين: الموسيقي امرأة والمرأة وطن والكون امرأة. وعن معرضه وقضايا الحركة الفنية، والنقد التشكيلي بصفته نائب رئيس جمعية النقاد، ونقابة الفنانين التشكيليين بصفته وكيل النقابة، كان لروزاليوسف معه هذا الحوار: ماذا تريد أن تقول من خلال المعرض؟ - أتوجه من خلال هذا المعرض بدعوة لوقف زحف الخيمة السوداء بعد السحابة السوداء، كل معارضي تحت عنوان سنوات من الحب، التيمة الرئيسية في معارضي هي المرأة، فهي رمز ورحم للأخلاقيات، لأنني أؤمن أنه كلما نالت المرأة حريتها كان ذلك دليل تقدم وطنها، وهو ما يظهر في نموذجين للمرأة الأول في أفغانستان والثاني في سويسرا، في بعض الدول وصلت المرأة إلي منصب رئيس الجمهورية ودول أخري عربية لا تزال تهمش دور المرأة، المرأة والجمال شيئان متلازمان. كيف تري الحركة الفنية التشكيلية؟ - النقاب الفكري الذي غلف عقول الشباب، سبب تباعدهم عن الفنون الأصيلة مثل الرسم والبورتريه والتشخيص والجرافيك، وعلي مستوي المعارض أجد أن القاعات الخاصة استفادت من إلغاء بعض الفعاليات الرسمية وقدمتها بشكل أفضل وأرقي، مثل معارض القطع الصغيرة، ومعارض فن البورتريه. إذا أردنا اختصار المشكلات الفنية التشكيلية في نقاط ماذا تقول؟ - أولا: لجنة المقتنيات تخضع للأهواء الشخصية، وليس لديها ميزانية ترقي بالفن، تقتني من هواة ليسوا فنانين، وسيأتي يوم نجد مقتنيات الدولة لا تمثل تطور الحركة، بل تعبر عن تدهور الحركة. ثانيا: القصص الأسطورية وراء اللوحات المسروقة أو المختفية أو المزيفة، أصبحت الجريمة الضاحكة، ولا يوجد أي مسجون حكم عليه بتهريب لوحة، فإلي اليوم نشكك في لوحة زهرة الخشخاش لفان جوخ، وأين لوحة الراهبة لأحمد صبري، ولماذا لم تعد لوحة محمود سعيد من دبي، أو أمريكا، ومين سرق لوحتي حامدا ندا، أتمني أن نتمكن من المحافظة علي الباقي، وما خفي علينا كان أغلي. ثالثا: لا توجد في الأوبرا أي توثيق للأعمال الموجودة والمتبقية في المتحف أو المخازن. رابعا: المرشحون للسفر في البيناليات هم من الموظفين وليسوا الفنانين الجادين. بصفتك وكيل نقابة الفنانين التشكيليين .. حدثنا عن المشكلات التي تعاني منها النقابة؟ - لا أخجل من قول إن الذين يعملون معي في النقابة هم أربعة فقط، والباقي يهاجمون من يعملون، وأتعجب من كثيرين بدأوا يهاجمون النقابة بدون أن يعلموا تفاصيل عن طبيعة العمل النقابي، فلو التزم جميع أعضاء النقابة بتسديد الاشتراكات سوف ترتفع قيمة المعاشات، وللأسف عدد من يسددون الاشتراكات قليل جدا، ولم يعد أمامنا سوي أن نفصل من لا يسددون. كما أننا نحاول دائما أن نفتح خطوط اتصال رسمية مع كل المحافظين لتواجد الفن في كل المؤسسات، ولكن عددًا محدودًا جدا من المحافظين استجاب، تحتاج النقابة لدعم أكثر لأن قوة النقابة في دخلها المادي. أما عن المرشحين للانتخابات في النقابة فأهلاً بهم جميعاً، ولكن من يقول أو يكتب ضد رموز النقابة فهذا لا يليق، والأفضل أن يطرحوا أفكارا جديدة بدلا من كتابات نقدية بلهاء لا تؤثر، الفنان الوحيد الذي يفيد النقابة هو الرائع حازم فتح الله وننتظره، فلديه الكثير من المشروعات للنهوض بالعمل النقابي. هل تري تواجدا لحركة نقدية موازية للحركة الفنية؟ أدهشني أن قطاع الفنون التشكيلية يجهز نقادا جدداً ويقوم بتدريبهم، أي أن المتدربين نقاد والمدربين نقاد أيضا، طيب إزاي؟!! فهل يقصد أن يقوم بإعداد فريق خاص به، يكتب عن فعالياته؟!، فبدل كل هذه المهاترات والفرقعة الإعلامية الوهمية عليه أن يعيد النظر في جدارياته المستفزة البلهاء، أو يفتح قاعات عرض جديدة تفيد، أين خريجو المعهد العالي للنقد الفني، وأين أصحاب الرسائل العلمية عن مذاهب النقد، ربما يكونون موجودين علي القهوة، النقد موهبة ولا توجد مساحات صحفية تستوعب المواهب، فهل تكون الخطوة القادمة من القطاع أن تصدر مجلة خاصة بالناجحين في ورشة القطاع، أخشي أن نبحث عن نقاد يكتبون آراءهم في النقاد الجدد علي أساس (إن مفيش عندنا شغل). وماذا عن دور جمعية النقد بصفتك نائب رئيسها؟ - بكل آسف استطاع كمال الجويلي أن يغلقها، وربما يكون له عذر لظروفه الصحية، وكثيرا قدمنا طلبات بعقد اجتماعات لكن دون جدوي، ومنذ ما قام به كل من الفنان عصمت دواستاشي والناقد عز الدين نجيب من مؤتمرات ناجحة مثلت إضافة حقيقية، لم يكن للجمعية دور حقيقي يذكر، وبصفتي ناقدا لا أجد أي تقصير من النقاد الكبار، فالكل لا يزال يعطي، كما يوجد شباب مهذب لا يحني رأسه لأحد، ولأنهم يكتبون الحقائق ويبحثون عنها فهم مرفوضون من قلة القليل.