سعيا وراء حلم الزواج وتكوين أسرة لجأت بعض العوانس إلي التزوير في أعمارهن بالأوراق الرسمية من أجل الحفاظ علي فرصتهن وتجديد أملهن في اللحاق بقطار الزواج السعيد، فوفقا لبيانات مباحث الأحوال المدنية فقد تم ضبط 150 عانسا قمن بتزوير تواريخ الميلاد للحصول علي مزايا زواج الصغيرات في السن وحسبما أعلن مصدر مسئول بمباحث الأحوال المدنية ل روزاليوسف فإن الأعداد المكتشفة من الفتيات اللاتي لجأن لتلك الحيلة في تزايد مستمر. صالحة للزواج مازلت صغيرة علي وصفي بالعانس ولم أكن أريد تغيير أي من بياناتي ولكن المجتمع هو الذي اضطرني لمثل هذه الفعلة، هكذا بدأت سوسن عبدالغفار حديثها. وأضافت: منذ أن أتممت عامي الثامن والعشرين لم يتقدم أحد لخطبتي وكأنهم عزفوا عن الزواج وما أن أتممت الثلاثين ربيعا حتي بدأ غير المناسبين يتقدمون الواحد تلو الآخر، ففي إحدي المرات تقدم لي أحدهم لخطبتي وكانت له ظروف صعبة صدمتني لا لقسوتها ولكن لتجرؤه علي التقدم لي وسط تلك الظروف وكأنني لم أعد صالحة للزواج ممن هو لا تجارب سابقة له، لذلك لجأت إلي تلك الحيلة، وتكمل: أعيش وأسرتي في منطقة شعبية ومازالت الخاطبة تلعب دورا مهما في الحي لذا فقد اتفقت مع والدتي علي أن نجعل الخاطبة وسيطا للبحث عن عريس مناسب وحينما سألت عن السن أخبرناها أنني لم أتعد الثلاثين عاما في حين أنني تجاوزت 38 عاما وحينها لم أكن أفكر في العواقب بقدر تفكيري في تحقيق حلمي للاستقرار وبناء أسرة وبالفعل جاءت لي الخاطبة بعريس مناسب يعمل محاسباً في واحدة من كبري شركات السياحة ولم يتجاوز عمره الأربعين ولديه من الامكانيات المادية ما يؤهله لبداية جيدة، تعددت مقابلاتنا ووجدته الشخص المناسب واحتل جزءا كبيرا من حياتي ولم أعد أطيق الابتعاد عنه، وفكرت كثيرا في مصارحته ولكن خوفي من ابتعاده جعلني أتراجع عن ذلك وحينما حان موعد الزواج أخبرته بأن المأذون معرفة ولن يتقاضي أتعابا باهظة فوافق وعقدت الاتفاق مع المأذون علي أن يسجل تاريخ ميلادي بعد أن ينقص منه ما يقرب من 9 سنوات ليصبح عمري 29 عاما. العلاقة الزوجية لم تفكر فاتن فيما فكرت فيه سوسن ولم تتعامل مع الأمر كما تعاملت الأخري فلم يعد الأمر يتعلق بهما وحدهما ولكنه تعدي ذلك فقد أصبحت في شهورها الأخيرة من الحمل وما أن افتضح أمرها حتي ساءت علاقتها بزوجها لدرجة لم يعد معها يعود إلي المنزل أو الحديث معها كما فشلت كل جهودها في إصلاح ما أفسدته تلك الكذبة البيضاء - علي حد قولها - وتقول فاتن: فشلت في التعليم فجلست إلي جوار والدتي اساعدها في الأعمال المنزلية ومنذ أن أتممت عامي العشرين حتي وجدت الكثير ممن يتقدمون لخطبتي، تعددت أسباب رفض الواحد تلو الآخر فواحد حرفي لا يناسبني وآخر متزوج أصلا وثالث مطلق ففضلت الانتظار وسرت وفق المثل القائل طولة البال تبلغ الأمل ولكن يبدو أنني أطلت بالي كثيرا ولم يعد هناك مجال للتراجع فقد اقتربت من السن الخطرة كما يقول من حولي فيعايرني أهلي ما بين الحين والآخر بذلك خاصة أن أقربائي ممن يصغرونني سنا قد تزوجن وأصبح مع كل واحد منهن طفل أو اثنان، إذ نقطن في منطقة ريفية بمحافظة الجيزة قد يطلقون فيها لقب عانس علي كل من تبلغ سن ال 25 فما بالكم بال 35 ظنت والدتي وجدتي أن إحدي النساء قامت بعمل عمل لي حتي لا أتزوج ولكنني لم أقتنع بحديثهن فأخبروني علي الذهاب إلي أحد الدجالين لفك العمل وبالفعل ذهبت ومضي إلي الآن عامان ولم يطرأ أي جديد، فلجأوا إلي أولياء الله الصالحين وبدأوا في التقرب إليهم ونذر النذور ولم يفلح هذا أيضا فلم يتقدم لخطبتي أي واحد يناسبني فأنا علي قدر من الجمال ومن أسرة ميسورة الحال، ولا يعقل أن أتزوج من نجار أو عامل بمقهي، وما أن أتممت عامي الخامس والثلاثين حتي ضاقت والدتي ذرعا بحالي وقررت اللجوء إلي الخاطبة وحينما تساءلت الخاطبة عن عمري أصابها الذهول، واتفقت مع والدتي علي تقليل عمري حتي تجد لي عريسا مناسبا، وافقت والدتي شريطة أن تجد لي واحدا غير متزوج ولم يسبق له الزواج من قبل وبالفعل لم يمض شهر واحد حتي جاءتنا بأحدهم وهو مناسب من الدرجة الأولي إذ يمتلك كل المؤهلات والمقومات التي تجعل من رفضه أمراً مستحيلاً، قدمتني له علي أنني 25 عاما فهو لم يتجاوز عامه الثلاثين، ويحمل مؤهلا عاليا، لم أجد مفرا من الموافقة علي خطبته وبالفعل تم الزواج بسرعة كبيرة. تزوير الأوراق الرسمية فيما تشدد الدكتورة فادية أبوشهبة - أستاذ القانون الجنائي ورئيس قسم بحوث المعاملة الجنائية بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية - علي أن الإدلاء ببيانات غير صحيحة يعد تزويرا في أوراق رسمية وبالتالي تنطبق علي هذه الفتيات عقوبة التزوير التي تبدأ من الحبس 3 سنوات للسجن المشدد أو المؤبد. وتشير إلي أن الدخلاء علي مهنة المأذونية يساهمون بشكل كبير في إحداث ذلك إذ يتم الاتفاق ما بين الفتاة والمأذون وهو شكل من أشكال الفساد الإداري.