طالب احمد ابو الغيط وزير الخارجية المجتمع الدولي ومجلس الامن بان يضطلع بمسئولياته وان يحول دون قيام اسرائيل بانفاذ ارادتها المنافية للقانون الدولي. وقال الوزير في كلمته التي ألقاها امس في ندوة ملتقي القدس الدولي التي نظمتها مؤسسة ياسر عرفات بالرباط بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن مصر تولي اهتماما لوضع القدس في ضوء ما شهدته المدينة من اعتداءات وتحرشات واستفزازات احاطت بالمسجد الاقصي ومواصلة الحفريات اسفل الحرم وطرد الاسر الفلسطينية الآمنة من منازلها الي استمرار المشاريع الاستيطانية غير الشرعية داخل القدس. واضاف: علي مدار عقود طويلة لم نفقد ايماننا كمصريين وعرب وقناعتنا الراسخة بعودة الحق يوماً لأصحابه وان القوة المسلحة مهما بلغت لن تفلح في اضفاء الشرعية او القانونية علي وضع خاطئ من الاساس. وأكد الوزير ان الفلسطينيين عندما قبلوا بوضع مدينة القدس علي جدول اعمال مفاوضات المرحلة النهائية في أوسلو لم يكن يهدف التفاوض علي الحق المستقر وانما يهدف التوصل لآليات تسمح بوضع هذا الحق الفلسطيني موضع التنفيذ. وأشار ابو الغيط الي الاحصاءات المفزعة بشأن تزايد النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص حيث تزايدت اعداد المستوطنين علي مدار السنوات الاخيرة لتبلغ اكثر من نصف مليون مستوطن و044 موقعاً استثمارياً يتركز اكثر من نصفهم في محافظة القدس بواقع 162 الف مستوطن كما تسعي الحكومة الاسرائيلية منذ عام 0002 بشكل حثيث لزيادة السكان اليهود الاسرائيليين في القدس لتصل الي 07٪ من اجمالي السكان بحلول 0202 من خلال سياسات ممنهجة لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات ومصادرة اراضي الفلسطينيين وهدم منازلهم والسماح لليهود بالبناء دون قيد او شرط وكلها اجراءات مخالفة للقانون الدولي يجب علي اسرائيل ان تتوقف عنها منوها الي ان هذا الامر يمثل خطورة بالغة علي مدينة القدس ويمكن ان يجهض رؤية المجتمع الدولي لحل القضية بشكل سلمي واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس في اطار "حل الدولتين". وذكر وزير الخارجية تحذيرات مصر من مغبة الاعتداء الاسرائيلي علي البقعة المقدسة وتواصل الاستيطان لما لذلك من تداعيات كارثية ليس فقط علي الشرق الاوسط بل علي استقرار العالم بأسره وأكد علي رؤية مصر فيما يخص مركزية قضية القدس بالنسبة لعملية الاسلام فلن يكون هناك سلام بدون دولة فلسطينية ولن تكون هناك عاصمة فلسطينية سوي القدس مشددا علي اهمية تنبه المجتمع الدولي لخطورة مسألة القدس وحساسيتها لأبناء الديانات السماوية وبالتالي استحالة ان يستأثر بها البعض دون الكل. وأوضح ابو الغيط ان مصر من خلال رئاستها لحركة عدم الانحياز تسعي لكشف خطورة الممارسات الفلسطينية وتداعياتها علي عملية السلام.