أثارت الحلقة الماضية التي كشفنا فيها أن الصنايعية وأصحاب الحرف ينتحلون صفة صحفيين جدلا واسعا خاصة بعد الكشف عن كهربائي سيارات يشغل موقع رئيس مجلس إدارة وكهربائي سيارات.. ردود الفعل الاستنكارية لما يهدد سمعة مهنة الصحافة من أخطار يجب ألا تهدأ حتي تتخذ إجراءات رادعة لإنهاء حالة الفوضي.. فاليوم نقدم حالات جديدة حيث وصل الاستغلال حد الاستيلاء علي أسماء صحف كبري وأخري قبرصية منها صحيفة أحداث الأسبوع الدولية التي كان يرأس مجلس إدارتها زميل بالجمهورية توفي واستولي المدعو ي. ع علي اسم الجريدة وينتحل صفة رئيس تحرير ليصل به الأمر إلي أن غرر بالفتيات بإيهامهن بأنه سيمنحهن فرصة للعمل بالصحافة والشهرة. ه . م . غ حضرت إلي نقابة الصحفيين الأسبوع الماضي لتحرير شكوي ضد ي . ع متهمة إياه بأنه غرر بها مقدمة صورة كارنية منحها إياه بعد أن منحها صفة صحفية ليصل الأمر به إلي أن تزوجها عرفيا بعقد حصلت روزاليوسف علي نسخة منه وما إن حصل منها علي 30 ألف جنيه حتي لاذ بالفرار فيما فوجئت المجني عليها بأن رئيس التحرير المزيف ليس عضوا بنقابة الصحفيين ولا يمت للنقابة بصلة. فصحف السبوبة تزداد وتنتشر وتتكاثر تولد وتموت لكن خلال فترة حياتها القصيرة تشوه سمعة الصحافة لما تمارس من ابتزاز وتضليل.. كلمة سبوبة لفظ عامي يقصدون به أنها مجرد وسيلة لكسب بعض المال فهذا هو الهدف مهما كانت الوسيلة ابتزازاً أو تزييف حقائق أو ترويجاً لأشخاص دون المستوي. قد يتساءل البعض وما هو تأثير تلك الصحف؟ - تأثيرها نسبي في المجتمعات الفقيرة والأقاليم فالمجتمع مازال يحترم الصحافة ويضفي علي ما تنشره المصداقية والمرشحون يستشهدون بما تكتبه الصحافة عنهم لتزكيتهم لدي الناخب ولما كانت الصحافة المهنية المحترمة لن تنحاز بل ربما تكشف سوءاتهم لذا يلجأون إلي صحافة مزيفة كتابها مرتزقة يمتهنون مهناً مختلفة ليس منها الصحافة. الخطورة الاخري وهي أن القائمين علي تلك الصحف وهم في طريقهم للبحث عن المال يطبعون كارنيهات تمنح حاملها صفة صحفي مقابل مبلغ يتراوح من 200 جنيه حتي ألف جنيه.. وما أكثرهم الباحثين عن تلك الكارنيهات لكسب معنوي أو استغلالها في تسهيل حصولهم علي خدمات من القطاع الإداري بالدولة بالأقاليم والمحافظات.. والأخطر أنهم يخاطبون رجال الأعمال والمجتمع بصفة صحفيين فيخلقون بذلك صورة مشوهة عن الصحفي.. تلك الصحف بلا مقار ولا عناوين محددة تصدر من غرف في شقق ملاكها لا يعمل بها مهني واحد فحتي رئيس التحرير النقابي إذا صادفت صحيفة تحمل اسمه يكون مجرد اسم منحهم إياه لاستكمال إجراءات إدارة المطبوعات الأجنبية بالنسبة للصحف حاملة الترخيص الأجنبي وبذلك فهذا الزميل شريك في الجريمة. عاشور علي عبدالرحمن عاشور الجيزاوي فني رابع بمركز تليفون بالهيئة القومية للاتصالات من الجيزة يحمل مؤهلاً متوسطاً ويرأس مجلس إدارة صحيفة أخبار الناس غير منتظمة الصدور لكنه التحق ببرنامج التعليم المفتوح لدراسة الإعلام. نموذج آخر صارخ موجه بالتربية والتعليم ينتحل صفة صحفي ويتاجر في الصحف القبرصية فما إن تصدر صحيفة وترتكب جريمة نشر ويتم إغلاقها حتي يسارع بإصدار أخري فالأمر لا يتكلف بضعة آلاف للحصول علي الرخصة. وبعض الإعلانات لإصدارها قد يكون الموضوع في الأغلب تحريرياً لتمجيد شخصية أو تشويه خصومها حتي تتحمل التكلفة وجميعها صحف لأغراض خاصة وتقدم للقارئ بالمستندات الجريمة التي ترتكب يومياً في حقه وحق مهنة الصحافة. محمد سلامة الشال موجه التربية والتعليم انتحل صفة صحفي فأصدر عدة كارنيهات نعرضها في هذا التحقيق الأول مدون عليها تاريخ الصدور في 30 مارس 1999 والجريدة أخبار الشرق والوظيفة مستشار تحرير والبطاقة الصحفية رقم 68/55 هكذا دونت في بطاقة التعريف صحيفة أخري تحمل اسم جريدة أخبار الجمهورية دون صاحبها صحفي بدرجة مدير التحرير وأسفل البطاقة الرجاء تسهيل مهمة حامله. في 22 ديسمبر 1999 حصل علي كارنيه باسم جريدة النهار الرياضي مدون به اسمه والوظيفة محرر صحفي وبطاقة رابعة مدون بها مدير تحرير جريدة الحدود السياسية وبطاقة خامسة مدون بها مستشار تحرير مجلة التايمز ومدير مكتب المجلة بالإسكندرية وبالتأكيد كل تلك الصحف صادرة بالإسكندرية صحي النوم يا نقابة الصحفيين المهنة في خطر. المسئولية يتحملها مجالس نقابة الصحفيين المتعاقبة فالأزمة ليست وليدة اليوم. خطورة أخري للصحف اللقيطة تمثل في الجانب الاقتصادي بحرفها سوق الإعلانات حيث يقبل عليها القيادات بالمحافظات ونواب الشعب كونها الأرخص والأكثر سهولة في توزيعها مجاناً علي القارئ لضمان وصولها للقطاعات المستهدفة.