لماذا يقدم المسرح التجريبي حتي الآن؟ هل توقف المبدعون المصريون عن الإبداع ؟ هل نجد نوعا من غياب التأثير التجريبي علي الجمهور؟ كيف نجد الخلاص في المسرح التجريبي ومازلنا مصرين علي طريقة تعليم لا توصف سوي بالباهتة؟ هذا ملخص لمجموعة من الأسئلة وغيرها طرحها عدد من المسرحيين الذين شاركوا في ندوة تأثير المهرجان التجريبي علي الحركة المسرحية في مصر بعد مرور 21 عام علي بدايته حيث انقسم الحضور بين مؤيد ومعارض لما يقدمه المهرجان بل وصفه البعض بالفاشل لكنهم اتفقوا علي بقائه لما يمكن وصفه بحجر ألقي في بئر راكدة. الندوة التي عقدت باتحاد الكتاب مساء الاثنين الماضي شارك فيها الدكتور هناء عبد الفتاح واحمد سخسوخ والمخرج فهمي الخولي والناقد المسرحي محمد التهامي والناقد محمود نسيم والشاعرة فاطمة ناعوت كانت رغم اهمية القضية المطروحة الا انها خلت تقريبا من الحضور الامر الذي دعا سخسوخ الي قوله أنا عارف ان الثقافة في مصر لا تلقي اهتمامًا. هناء عبد الفتاح قال انه بعد مرور 21 عامًا لم نجد الا القليل من الاستثناءات التي تأثر بها المبدعون ولكنه دافع عن المسرح التجريبي قائلا إنه غير مسئول عن تطور الحركة المسرحية لان المسئول هو مسرح الدولة والتجريبي لا يمكن ان يؤثر في مسرح الدولة وتساءل كيف نجد موظفين يطلق عليهم فنانين يتقاضو اجورا شهرية من الدولة بينما الفنانون الحقيقون محلك سر ومع ذلك يتم الاستعانة بهم لتجميل الصورة ولكنهم يرفضون ويتجهون للمسرح الخاص. وكيف أننا حتي الآن نعلم الدارسين طريقة ساذجة في التمثيل والمطلوب منهم ان يكونوا نجوما ونقادًا مسرحيين؟ وأضاف: طبيعة المسرح في مصر متهالكة ولا يمكن التغيير بدون اصلاح. ولذلك يبقي التجريبي هو الامل الذي من الممكن ان يثير حماس القائمين عليه عندما يشاهدون العروض الغربية الممتعة. واذا الغينا التجريبي واعتمدنا علي الدولة لن نقدم اعمالاً مسرحية جيدة ! وقال الناقد محمد تهامي أن الحصاد بعد 21 عامًا هو حصاد الهشيم !! وأضاف عندما تولي فاروق حسني وزارة الثقافة عام 87 فوجئت عام 88 ان هناك مهرجانًا يسمي المسرح التجريبي وهذا معناه ان المشروع كان قائمًا قبل الوزير وليس وليد وزارة الثقافة. وقال: كما هي عادتنا عندما يجلس المسئول علي الوزارة فإن التاريخ يبدأ من عنده فقط مشيرًا إلي أن المهرجان في البداية كان للنخبة فقط ولا اعتقد ان هناك فنانًا مسرحيا واحدًا رفض الفكرة بل تحمسنا بشدة لها. وهاجم التهامي المهرجان الذي ينسب لنفسه فكرة التجريب وقال إن التجريب في المسرح المصري سابق بكثير للمهرجان حيث كانت هناك تجارب في مسرح الدولة من خلال المسرح المتجول ومسرح الغرفة وكان المسرح حينها يعتمد علي الابداع الجماعي من خلال صياغة الفكرة الي عرض مسرحي وقدمت تجارب كثيرة كانت جديرة بالتوثيق مثل عرض احتاروا لمحفوظ عبد الرحمن وتم استخدام ادوات السيرك فيها والسيد ميم لمحفوظ عبد الرحمن والتي استخدم فيها المراحيض لكي تجلس عليها الشخصيات الثورية التي تحاكم الديكتاتور ايضا هناك انفجروا حيث تم تحويل العرض المسرحي الي حلبة ملاكمة وهذا كله تجريب يستحق التوثيق. وقد حمل التهامي المسرحين الكبار مسؤلية الفشل التجريبي الذي نعيشه وقال ان جميعهم احجموا عن خوض المغامرة التجريبية ربما لاعتقادهم انها مغامرة ليست مأمونة لتجاوز المألوف وبالتالي تركوا التجريب للشباب الذين - للاسف - لم يكونوا مؤهلين وبالتالي اختصروا التجريب في لغة الجسد والمسرح الراقص. وفي النهاية اؤكد ان بعد 21 عامًا من التجريب استطيع ان اجزم ان الجمهور يتناقص بشكل ملحوظ والدورة الاخيرة خير شاهد لذلك ويجب علي التجريبي ان يضع في حسبانه دراسة اخطاء الدورة الماضية اذا كان يريد الاستمرار وعلي وزارة الثقافة ان تعمل علي تطوير الامور التنظيمية حتي يستطيع المسرح المصري الاستفادة من المسرح التجريبي. ولكن يبدو ان الهجوم علي وزير الثقافة اثار حفيظة المخرج فهمي الخولي الذي قال: اذا عدنا بالذاكرة عام 87 كان حلم كل المسرحيين المصريين هو وجود مهرجان يعبر عنهم، والحق يقال انني وجدت مساندة عظيمة من الفنان فاروق حسني وقام بإنشاء لجنة تحضيرية لإقامة عروض المسرح المستقل وذلك عام 88 وكانت اللجنة التحضيرية مكونة من محمد سلماوي ومحمد الجابري وتم تقديم مذكرة تحمل رؤيتنا لفكرة انشاء المهرجان وبعدها بفضل الوزير تم المهرجان الذي يحمل الكثير من بصماته! وأضاف: الجمهور لديه تصور خاطئ اننا نقدم له المسرح التجريبي ولكنه بالاساس مقدم للغرب لكي يتعرفوا علينا اكثر!