استعدادا لشم النسيم ..رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات الجامعية    سعر الدينار الكويتي اليوم الأحد 5-5-2024 مقابل الجنيه في البنك الأهلي بالتزامن مع إجازة عيد القيامة والعمال    وزير المالية: 3.5 مليار جنيه لدعم الكهرباء وشركات المياه و657 مليون ل«المزارعين»    وزيرة إسرائيلية تهاجم أمريكا: لا تستحق صفة صديق    تشكيل ليفربول المتوقع ضد توتنهام.. هل يشارك محمد صلاح أساسيًا؟    الاتحاد يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي.. وأتوبيسات مجانية للجماهير    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثي سير منفصلين بالشرقية    الإسكان: 98 قرارًا لاعتماد التصميم العمراني والتخطيط ل 4232 فدانًا بالمدن الجديدة    «الري»: انطلاق المرحلة الثانية من برنامج تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل الشمالي والدلتا    الإسكان تنظم ورش عمل حول تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء    استقرار ملحوظ في سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري اليوم    العمل: توفير 14 ألف وظيفة لذوي الهمم.. و3400 فرصة جديدة ب55 شركة    ماكرون يطالب بفتح مجال التفاوض مع روسيا للوصول لحل آمن لجميع الأطراف    مسؤول أممي: تهديد قضاة «الجنائية الدولية» انتهاك صارخ لاستقلالية المحكمة    أوكرانيا تسقط 23 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    رئيس الوزراء الياباني: ليس هناك خطط لحل البرلمان    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    يصل إلى 50 شهاباً في السماء.. «الجمعية الفلكية» تعلن موعد ذروة «إيتا الدلويات 2024» (تفاصيل)    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    اتحاد القبائل العربية: نقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة «مدينة السيسي» هدية جديدة من الرئيس لأرض الفيروز    فيديو.. شعبة بيض المائدة: نترقب مزيدا من انخفاض الأسعار في شهر أكتوبر    مختار مختار يطالب بإراحة نجوم الأهلي قبل مواجهة الترجي    كرة طائرة - مريم متولي: غير صحيح طلبي العودة ل الأهلي بل إدارتهم من تواصلت معنا    «شوبير» يكشف حقيقة رفض الشناوي المشاركة مع الأهلي    شوبير يكشف مفاجأة حول أول الراحلين عن الأهلي بنهاية الموسم    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأحد في الأسواق (موقع رسمي)    الزراعة: حديقة الأسماك تستعد لاستقبال المواطنين في عيد شم النسيم    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    حدائق القاهرة: زيادة منافذ بيع التذاكر لعدم تكدس المواطنيين أمام بوابات الحدائق وإلغاء إجازات العاملين    التصريح بدفن شخص لقي مصرعه متأثرا بإصابته في حادث بالشرقية    السيطرة على حريق التهم مخزن قطن داخل منزل في الشرقية    وفاة كهربائي صعقه التيار بسوهاج    نجل الطبلاوي: والدي كان يوصينا بحفظ القرآن واتباع سنة النبي محمد (فيديو)    يعود لعصر الفراعنة.. خبير آثار: «شم النسيم» أقدم عيد شعبي في مصر    تامر حسني يدعم شابا ويرتدي تي شيرت من صنعه خلال حفله بالعين السخنة    سرب الوطنية والكرامة    الكاتبة فاطمة المعدول تتعرض لأزمة صحية وتعلن خضوعها لعملية جراحية    حكيم ومحمد عدوية اليوم في حفل ليالي مصر أحتفالا بأعياد الربيع    رئيس «الرعاية الصحية» يبحث تعزيز التعاون مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة    صحة الإسماعيلية تنظم مسابقات وتقدم الهدايا للأطفال خلال الاحتفال بعيد القيامة (صور)    أخبار الأهلي: تحرك جديد من اتحاد الكرة في أزمة الشيبي والشحات    وزير شئون المجالس النيابية يحضر قداس عيد القيامة المجيد ..صور    إنقاذ العالقين فوق أسطح المباني في البرازيل بسبب الفيضانات|فيديو    كريم فهمي: مكنتش متخيل أن أمي ممكن تتزوج مرة تانية    مخاوف في أمريكا.. ظهور أعراض وباء مميت على مزارع بولاية تكساس    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد راسم النفيس: انا مع العلمانية
نشر في اليوم السابع يوم 14 - 08 - 2008

ارتبط اسم حسن بأروع قصة حب مصرية .. "حسن ونعيمة"، حكاية حب معلنة بين فلاحة جريئة، تعيش على ضفاف بحر يوسف الواصل بين النيل وواحة الفيوم .. أحبت نعيمة المغنواتى "حسن". ومن يومها، صار الشاطر حسن معبرا عن قصص الحب..
ولكن يبدو أن لغة الحب اختفت.. وصارت لعنة اسمها الطائفية.. وظهر اسم حسن مشاركا مرقص وكوهين "مثلث الوطنية المصرية" فى فيلم سينمائى فى الخمسينيات. وشارك حسن أخيه مرقص فى فيلم عادل إمام وعمر الشريف الجديد. حسن ومرقص بعد أن اختفى كوهين ..
دار بخاطرى وأنا ذاهب لأقابل الدكتور أحمد راسم النفيس، منظّر الشيعة فى مصر السؤال التالى: هل يأتى يوم ونرى حسن يشارك مرقص وعلى، بالقطع أرمز لعلى هنا كممثل للشيعة، ..هل نحن مقدمون على شرخ فتنة جديد؟ سؤال دار بخاطرى وأنا ذاهب لمقابلة الدكتور أحمد راسم النفيس، منظر الطائفة الشيعية فى مصر، ولكنى أوقفت مخاوفى لاصطدامها بحائط الحرية فى الاعتقاد والتفكير، حرية لابد أن نحترمها قولا وفعلا، بأن نحترم اختلاف الآخرين معنا، فلا يحق لنا، سواء كنا سنة أو شيعة أو أقباطا، أن نقف ضد تصورات الآخرين ومعتقداتهم ..
فاجأنى د. أحمد راسم النفيس داخل عيادته المتواضعة فى المنصورة، وهو يصلى الظهر على سجادة صغيرة متوجها ناحية القبلة بنفس طريقة الصلاة لدى السنة وبذات عدد ركعاتها.
أنهى الدكتور النفيس صلاته وتوجهت إليه بالتحية، لكنه استأذننى فى العودة لصلاة العصر، الساعة وقتها كانت الثانية والنصف ظهرا، قلت له "يا دكتور لسه العصر بدرى" فقال: طبقا لمذهبك صلاة العصر لم تحن بعد، أما أنا الشيعى، فقد حانت صلاة العصر عندى وأنهى صلاة العصر، ثم عاد وجلس أمامى، وكان الحوار التالى ....
دكتور راسم حدثنى عن ظاهرة التشيع فى مصر؟
يجب ألا نعطى الأمور أكثر من حجمها لصالح هذا الطرف أو ذاك، ولكن لنتعامل بعقلانية. وحتى نعرف حقيقة التشيع فى مصر، انظر لى كيف تشيعت؟ أنا أجدادى وأبى كانوا من شيوخ الأزهر، وانخرطت فى العمل الإسلامى من خلال دراستى فى الجامعة واتحاد الطلاب، وحدث احتكاك بينى وبين التيار الجهادى والإخوان المسلمين، وتعاملت مع هذه الحركات عن قرب، وكان نظرى إليها فى البداية أنها مشروعات فكرية عملاقة، ولكنى اكتشفت أن كل مشروعات الإسلام السياسى التى ظهرت فى مصر، ما هى إلا مشروعات وهمية وسطحية بما فيها مشروع الإخوان المسلمين، وصار لدى يقين أن كل هذه الحركات الجهادية تنتمى فى الأساس إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتعمل من خلال فكر حسن البنا.
فكر حسن البنا أم فكر سيد قطب؟
حسن البنا كان رجلا ذكيا وبليغا، وكان يخفى ما يقول وهو دائما كانت لديه أجندة معلنة وأخرى خفية، ولكن إذا نظرنا إلى التنظيم السرى الخاص بالجماعة كان اسمه الأصلى "جيش الإسلام "، وكان البنا يأمل أن يحقق له ما يراه أنه صحيح الإسلام . وعلينا أن ننظر للطريقة التى يعطى بها الولاء لصالح أفندى عشماوى أى القسم على المصحف والمسدس، حسن البنا نفسه كان مفتونا بهتلر وعبد العزيز آل سعود، وكان يرى فيهما النموذج الذى يجب أن يتبع، وكانت مقولته الشهيرة إذا بلغ عددكم ثلثمائة كتيبة، دعونى أقتحم بكم عنان السماء.
لكن كيف وصلت أنت إلى التشيع؟
بعد دراسة متأنية وتعامل مباشر مع تنظيم الإخوان والحركات الوهابية الأخرى، ثارت لدى شكوك فيها وبدأت أقرأ فى مذاهب التشيع. ووصلت على ما وصلت إليه، مقتنعا بمذهب آل البيت.
تقول إن حسن البنا كان يخفى ما ينوى، وأعتقد أن هذا الأمر اكتسبه حسن البنا من الشيعة وهو مبدأ "التقية "؟
الكلام عن تقية الشيعة مبالغ فيه، والتقية موجودة فى الإسلام ونصوص القرآن، ونجد أن رجلا من قوم فرعون أخفى إيمانه والتقية نجدها فى أحاديث البخارى. وإذا تحدثنا عن استخدام الشيعة للتقية، فهذا أمر تاريخى ارتبط بحروب الإبادة التى شنت ضدهم.
ألا يشبه مشروع الإخوان مشروع الثورة الإسلامية فى إيران، مثلما يتشابه نظام الملالى بإيران مع التيارات الإسلامية السنية أو الوهابية كما تطلق عليها؟
إيران دولة تتصرف وفقا لسياستها ومصالحها، وهل ثبت لدينا أن إيران دعمت أيا من المشروعات الراديكالية الإسلامية فى المنطقة العربية.
ألم تحتضن إيران الجماعات الإسلامية؟ ومازالت تأوى عددا من عناصر للجماعات الإسلامية فى حماية الحرس الثورى؟
إيران دولة تستخدم أى أوراق تراها فى صالحها، ولكنى لا أعتقد أن هناك تلاقيا فكريا بين مشروعات هؤلاء وإيران، ولماذا نتحدث عن أن إيران تؤوى أفرادا من الجماعات الإسلامية، بينما نجد دولا أوروبية مثل إنجلترا وهولندا تستقبل عددا منهم ليعيشوا فيها، فهل يعقل أن البلاد الغربية تدعم فكر الجماعات الإسلامية؟ الدول الغربية تستخدم الإسلاميين كورقة لديها وهذه أمور سياسية، وأذكر فى التسعينيات كان بعض المعارضين العراقيين لنظام صدام يعيشون فى إيران، وكانوا يشتمون فى الإيرانيين ويقولون "أولاد الكلاب دول مقعدينا عندهم ليه"، وتفاجأ الآن أن هؤلاء يشاركون فى حكم العراق، وأعتقد أن كل دولة لها أجندتها السياسية ولها أوراق تلعب بها.
معنى ذلك أن إيران تستخدم ورقة التشيع؟
أنا لا أرى مطلقا مثل هذا الأمر، وأنا كأحمد راسم النفيس أرفض مطلقا أن يتحدث أحد بأن إيران تمول الشيعة فى مصر، ولم يصل أحد للتشيع إلا بمبادرة فكرية منه، وليس عن طريق تشجيع من أحد.
هناك من ينظر أن علاقتك بإيران جزء من تشيعك؟
علاقاتى بإيران علاقات مع مؤسسات فكرية، وليس لى علاقة بالحكومة مطلقا،كما أننى أتعامل مع المؤسسات الإيرانية بكبرياء، وقد تتصل بى بعض الفضائيات الشيعية وتطلب منى الحديث إليها، وأسأل كم أجرى، فيقولون فى ميزان حسناتك، فأرفض الحديث إليهم، أما إذا طلبت منى أى محطة مصرية فأجيب بلا تردد، وهذا لأنى مصرى ومدين للناس فى مصر، وقضيتى الأولى والأخيرة هى مصر.
أنت قلت فى حوار مع أحد المواقع الشيعية العراقية ما نصه: "إن التشيع فى مصر كالنبتة الصغيرة إذا ما تركناها بدون رعاية فسوف تذهب وتموت، وإن نبتة التشيع تحتاج من يرعاها علميا وماديا وثقافيا، ماذا تعنى بهذه الجملة؟
حتى نتحدث عن التشيع فى مصر، لابد أن نعى أن مصر كانت شيعية، وشنت حروب إبادة ضد التشيع فيها، منذ صلاح الدين الأيوبى ومن يومها وحتى الآن ومازلت الحروب ضد التشيع قائمة، خاصة أن التشيع لم يختف مرة واحدة بعد تحول مصر من الدولة الفاطمية إلى الدول الأيوبية، ويظهر فى كتب التاريخ أن هناك عائلات فى الصعيد كانت متشيعة، ولذلك لم تختف مظاهر التشيع، وأعتقد أنك منذ قدومك إلى عيادتى ثارت فى نفسك شكوك بعد أن أخبرتك أننى سوف أصلى العصر، ولكن عليك أن تدرك أن ما أفعله هو من صحيح القرآن والدين الإسلامى، لأن النص الإلهى جاء فى أمر الصلاة محددا ثلاث مواقيت للصلاة، فى قوله "أقم الصلاة، لبلوغ الشمس "أى وقت الظهر، ثم أضاف تعالى قوله "إلى غسق الليل " أى بعد ظهور الليل، والموضوع الثالث فى القرآن "وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا"، وهى المواضع الثلاثة المذكورة فى القرآن. نعم هناك خمس صلوات. ولكن كانت تحديدها فى القرآن على ثلاثة أوقات وليس خمسة, ولو طالبنا بذلك فسوف تثور علينا الدنيا، بعد أن استولى الوهابيون على الساحة وصاروا يوجهون الدين، رغم أنهم عاجزون على تقديم أدلتهم.
هل ترغبون فى إعادة مصر للتشيع؟
نحن لا نرغم أحدا ولا نطلب من أحد أن يتشيع وفى قوله "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ومن شاء فليتشيع ومن لا يشاء فلا يتشيع.
معنى هذا أنت ترى أن التشيع هو الإيمان وغيره كفر؟
أنا لا أقصد ذلك، بل أعنى أن قضية الإيمان والكفر فى الأساس اختيارية.
لكن لديك دوافع لأن تعود مصر للتشيع؟
مصر كأفكار وجماعات تمتلك مطلق الحرية أن تصل إلى ما تشاء من فكر. ولكن ما نقوم به ليس دعوة لأحد، بل إننا نسعى إلى توصيل الفكر الصحيح عن مذهب الشيعة والناس لها حرية الاختيار، خاصة أن الوهابيين شوهوا صورة الشيعة ويكفرونهم ويشتمون عقيدتهم، فمن حقى اعتناق الإسلام ولكن ليس معنى ذلك أن أهاجم المسيحيين، وأتهمهم بأنهم مجموعة من الكفرة والزنادقة، وأجد فى المقابل بعض المسيحيين يدعون أن المسلمين يعبدون إله القمر وأوضح لهم حقيقة الإسلام، وأقول لهم لا تقولوا إن سيدنا محمدا كان له مستشار كنسى هو ورقة بن نوفل، إلى آخر الخرافات التى يرددها البعض ضد الإسلام والنبى، وبالمثل لابد أن ندرك أن جزءا هائلا من الكلام الظالم عن الشيعة فى مصر فيه افتراء، خاصة من شيوخ الوهابية، الذين رسخوا أنفسهم فى الهجوم على الشيعة فقط.
ربما يكون الهجوم على الشيعة رد فعل طبيعى من السنة لأنهم يريدون أن يغيروا مذهبهم؟
إن أقصى ما نفعله أننا نصحح مفاهيم الناس عن الشيعة، ونقول إنهم مثل باقى المسلمين، يقولون لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، ألسنا ممن يؤمنون بقوله تعالى من أطاع الله ورسوله فقد أطاع الله. أليس الشيعة ممن يقوم مذهبهم على الحديث الشريف "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وعترة أهل بيته.
عترة أهل بيته أم سنة نبيه؟
الرواية الأصلية تؤكد قول الرسول عترة أهل بيته، أما سنة نبيه فقد حشرت فى خطب المنابر، وهناك ما يزيد على مائة رواية تقول "عتره أهل بيتى". أما قولة "سنتى" فهى واردة فى رواية واحدة فقط ذكرها مالك الوقر.
نترك الأمور العقائدية، ونسألك مرة أخرى عن قصة الدعم المادى الذى يحتاجه التشيع؟
الدعم المادى جزء من الالتزام العقائدى, والمؤسسات الوهابية تغدق على رجالها ما يزيد على 2 مليار دولار وفقا لتقديرات الخزانة الأمريكية، هناك ملايين الدولارات تدفعها الوهابية لشراء ذمم الناس، ولكنى أعيد وأؤكد أن الشيعة حركة علمية فكرية تحتاج لدعم مادى ورعاية.
من يقدم المال هو الذى يتحكم، وطبقا لكلامك، الاتجاهات السلفية تدعمها السعودية فتفرض توجهها، ومن يدعم الشيعة يفرض توجهه؟
يوجد حق فى الشيعة الخاص بخمس الإمام وهذا حق دينى، يكون لصاحب المرجعية للحفاظ على الدين.
لماذا تعترض إذن على أن الوهابيين يمولون أنشطة ليحافظوا على الدين؟
أنا لا أعترض، أنا أفسر الواقع، وأؤكد أن لنا الحق فى أن نوضح رؤيتنا.
ألا يخلق ذلك صراعا بين السنة والشيعة؟
نعمل فى ساحة الفكر والسياسة، ونؤكد أنه لا توجد مؤسسات فى العالم تدعم الشيعة فى مصر، ولكن هناك مبادرات شخصية، لأننا نعتقد أن لنا رؤية تدفع المجتمع للأمام ونسعى لتغييره للأفضل عن طريق الأفكار. ولا نشكل تنظيما معينا، لأنى أعتقد أن الأغبياء فقط هم الذين قالوا "تعالوا نشكل تنظيما ونغتال السادات، ونستولى على السلطة، لهذا أستغرب كيف أن هذا النظام يصنف الشيعة مثل الإخوان، وكأنهم يمتلكون تنظيما، نحن لسنا انقلابيين، وأعتقد أن العقلاء هم من يستخلصون أفكارا جيدة ونافعة وينشرونها فى المجتمع والناس تحكم عليها، انظر لنظام حزب الله فى لبنان وما يفعله السيد حسن نصر الله، لو ركزنا فيه نجد أن النظام يتصرف طبقا لمجموعة قواعد علمانية.
معنى ذلك أنك ترى حزب الله علمانيا؟
المشكلة أن الناس فاهمة العلمانية خطأ، وهناك خلط فى الأوراق وفى مصر يعانى العلمانيون من مشاكل، بعد أن شوهوا شكل العلمانية، وانظر مثلا إلى الليبراليين، أحد أهم قياداتهم شاكر النابلسى يعمل مستشارا لدى الأمير ترك بن عبد العزير، كيف نتصور أن شخصا ليبيراليا علمانيا يعمل خادما لدى الأب الروحى للزرقاوى وأسامة بن لادن؟
من ناحية أخرى هناك خلط فى المفاهيم، فالكاتب والمفكر المستشار طارق الفكرى الذى ظل طول عمره يساريا تقدميا، يمتدح الوهابية الآن ويقول عنها جاءت لتحطم الأوثان، "أوثان مين يا عم طارق"، الوهابية سعت أن تهدم قبر النبى، ولو طالوا هدم الكعبة المشرفة لفعلوا، "هى دى الأوثان اللى بتتكلم عنها".
ماذا تقول أنت؟
أنا كشيعى مصرى أطالب بفصل الدين عن السياسة, وأعتقد أن تطبيق ذلك كفيل بالقضاء على المذهب السنى، لأن المؤسسات السنية ظهرت منذ أبو هريرة وسيهيمان الذهبى ومالك بن أنس، وهؤلاء عاشوا فى كنف النظم السياسية، وهم الذين أدخلوا الدين فى السياسة، ولكننا للأسف الشديد لا نقترب من هؤلاء، ونعمل لهم مجدا ويصبحون لدينا أشخاصا مقدسين، انظر مثلا لابن خلدون قاضى قضاة المذهب المالكى، كان يعمل لدى ملك الشذوذ "ذاد القطر" أئمة السنة عاشوا طوال أعمارهم فى خدمة السلطان ولا يعرفون حرية فكر أو عقيدة.
أنت تدعو لحرية الفكر والعقيدة؟
دعنى أقل لك إننا نحتاج إلى صدمة لكى نتحرك, أما الوضع الحالى فلا تغيير، وأرى أن الأزمة فيما يخص محاربة الشيعة تتلخص فى أن هناك عقدة تاريخية فى محاربة كل ما هو شيعى، هذه العقدة بدأت مع معاوية بن سفيان، وعندما ذهب إليه المغيرة بن شعبة، وقال له يا أمير المؤمنين بنى عمك بنى هاشم ماذا تفعل بهم؟ فرد عليه أن أبو بكر حكم وعمر حكم ولا يتكلم أحد، محمد ابن أبى كبشة "كان معاوية يطلق على النبى "ص" ابن ابى كبشة" فيذكر اسمه فى اليوم والليل خمس مرات، وتنطق له الشهادة والله إلا هداما هداما!
هل كلامك موثق ومسنود؟
نعم وهناك أكثر من ذلك، الإمام على ظل يسب على منابر بنى أمية لمدة 83 عاما. هناك عقدة تاريخية وعملية تعصب شديدة، وما يحدث مع الشعب العراقى الآن جزء منها، وأعتقد أن الكاتب الأمريكى توماس فريدمان قال إن رؤية النظام العربى لأول حاكم شيعى يحكم العراق، مثل رؤية العنصريين البيض لأول حاكم أسود يحكم ولاية أمريكية، هناك حقوق تاريخية للشيعة والنظام العربى لا يعترف بها. انظر ماذا يحدث فى العراق من عمليات القتل والذبح ضد الشيعة. هى عمليات لا توصف بالمقاومة أى مقاومة يتحدثون عنها تقتل الأطفال وتدمر أضرحة الأولياء. العمليات التى يقوم بها تنظيم قاعدة العروبة فى العراق، لأن الشيعة فى العراق يحكمون، مثلما نتضايق فى مصر الآن لأن الأقباط يطالبون بحقوقهم.
ولكن ألا يحدث ذلك حالة طائفية؟
مازا لتم تعيشون أزمة ازدواجية طائفية،لكن الناس لابد أن تأخذ حقوقها "أحنا قاعدين نتكلم عن اضطهاد العرب والظلم الواقع عليهم فى أوربا طيب. ده كلام فى أوروبا فى حرية عقيدة والناس تفعل ما تشاء, وبعدين تجد أن الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر. وهو يفتتح مسجدا فى فرنسا، يحذر فيه من التبشير الشيعى فى مصر. طيب يا عم الطيب أنت رايح فى فرنسا تفتتح مسجدا وبتأخذ حريتك وجاى تتكلم عن التبشير الشيعى. طيب أنت مش خايف إن فرنسا تقول عليك أنك تبشر بالإسلام على أرضها!
هناك تخوف أن ينتشر التشيع فى مصر مع وجود مائة ألف شيعى عراقى فى مصر؟
(هذه قضية أخلاقية، ومن العيب أن يتحدث المصريون عن وجود بعض الآلاف من العراقيين فى مدينة 6 أكتوبر، بينما كان ملايين المصريين يعملون فى الثمانينيات بالعراق، ولهم مصادر رزق هناك وعندما يتعرض العراقيون لأزمة نقول مائة ألف شيعى. لابد أن نساعد العراقيين خاصة أن أزمة العراق حاليا مسئولة عنها الأنظمة العربية، وسكوتها على المذابح ضد العراقيين.
تكلمت كثيرا عن الازدواجية التى نعانى منها، ماذا تعنى؟
"عندما يظهر أبو أيوب المصرى ويقود عمليات القتل فى العراق لا أحد يتحدث عنه، وعندما يظهر متطرف إيرانى ويعمل فيلما عن مقتل السادات "الله يرحمه" الدنيا تتقلب، ما هذه الازدواجية؟
هل أبو أيوب المصرى وحده ضد النظام المصرى؟
ولماذا لا تتدخل الحكومة لمنع التحريض؟
أنت تريد الحكومة تقف ضد الدعاية للمقاومة؟
أية مقاومة؟ عملية الذبح والقتل العشوائى وتفجير أضرحة الأولياء، هل تسميها مقاومة؟
أسالك .. مرجعيتك الشيعية لمن؟
"ملكش دعوة .. بس أنا أتحدى واحد يطعن فى ولائى وحبى لمصر. أنا ولائى للدولة المصرية وليس ولائى للنظام الحالى. ولو واحد عنده كلمة تثبت عكس ذلك يطلع ويكلمنى"
لمعلوماتك..
◄لا توجد تقديرات رسمية معلنة حول عدد المسلمين الشيعة فى مصر حالياً، غير أن أغلب التقديرات تتفق على أنهم لا يتجاوزون 1% من تعداد السكان الذى يدين قرابة 90% منه بالإسلام، غالبيتهم من الشيعة الإمامية الإثنا عشرية.
◄أحمد راسم النفيس
◄ولد فى 2/8/ 1952بعد ثورة يوليو بعشرة أيام، ترتيبه الرابع والأخير بين أخوته.
◄تم اعتقاله أول مرة سنة 85 19 فى قضية الإخوان المسلمين والادعاء فى قضية السادات، والثانى سنة 1987 بتهمة التشيع والاعتقال الثالث كان سنة 89 19بنفس التهمة (التشيع).
◄لديه 10 مؤلفات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.