بدأت القوات الباكستانية هجوما بريا موسعا ضد مسلحي طالبان والقاعدة في منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية المتاخمة للحدود الافغانية. وقال قائد قوات الامن في منطقة وزيرستان إن القوات الباكستانية بدأت هجوما موسعا علي مسلحي الحركة ، مشيرا إلي أن القوات الباكستانية المتقدمة تلقت مقاومة عنيفة بأسلحة ثقيلة من المسلحين في منطقة وزيرستان الجنوبية. وأضاف المسئول العسكري أن حوالي 28 الف جندي يواجهون ما بين 10 آلاف الي 15 ألفاً من المسلحين المدربين والمزودين بالاسلحة في تلك المنطقة الجبلية الوعرة. وقال مسئول استخباراتي ان القوات البرية، المدعومة بالدبابات والمدفعية، تتحرك عبر ثلاثة محاور صوب معاقل المسلحين في المنطقة. وتأتي العملية العسكرية في أعقاب سلسلة من الهجمات الانتحارية التي استهدفت منشآت أمنية في أنحاء باكستان ، والتي خلفت اكثر من 160 قتيلا ، العديد منهم مدنيون. وذكرت مصادر عسكرية باكستانية أنه تجري حاليا عملية واسعة النطاق لإجلاء المدنيين من أجزاء من منطقة جنوب وزيرستان القبلية لتقليل الخسائر في الأرواح بين المدنيين إلي الحد الأدني أثناء العملية العسكرية. وأضافت المصادر أنه تم نشر قوات الجيش بين الحدود الأفغانية ومنطقة بيعة الله محسود، فيما حظر التجول لأجل غير مسمي في أجزاء كثيرة من جنوب وزيرستان. وأشارت المصادر إلي أن العملية العسكرية ستستمر شهرين، وستستكمل مجموعة الدعم الخاصة عملية الإجلاء الجماعية التي تشمل نحو 120 ألف شخص في موعد غايته مساء اليوم. وكان مسئول أممي من مفوضية الأممالمتحدة العليا لشئون اللاجئين قد صرح أمس بأن موجات نزوح جديدة من جنوب وزيرستان بدأت في الأيام القليلة الماضية تحسبا للقيام بعملية ضد المتمردين، موضحا أن 250 ألف شخص فروا حتي الآن من جنوب وزيرستان. ويأتي هذا الهجوم العسكري في الوقت الذي سارعت فيه الولاياتالمتحدة بنقل عتاد ومهمات عسكرية بقيمة 200 مليون دولار إلي باكستان لدعم الجيش في العملية العسكرية الموسعة التي يشنها ضد المسلحين. وأشارت مصادر أمريكية إلي أن المساعدات العسكرية المباشرة من البنتاجون ستأتي إضافة إلي العتاد الذي تتلقاه باكستان من خلال مشترياتها العادية من السلاح والتي تشرف عليها وزارة الخارجية الأمريكية. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وقع قبل أيام قانونا يمنح باكستان مساعدات غير عسكرية بقيمة 7.5 مليار دولار علي مدي خمس سنوات لكنه وقع التشريع بشكل غير معلن، بعد أن قال منتقدون باكستانيون إن الشروط في القانون تنتهك سيادة باكستان. وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي قد أكد أمس أن بلاده لن تساوم علي مصالحها الوطنية وقدراتها الاستراتيجية بسبب الشروط التي يتضمنها القانون الذي أقره الرئيس الأمريكي والتي تمثل انتهاكا لسيادة البلاد. وعلي صعيد آخر ، قتل جنديان باكستانيان وأصيب أربعة آخرون أمس في انفجار قنبلة زرعت علي جانب طريق بالقرب من قافلة عسكرية في منطقة وزيرستان الشمالية. وذكرت مصادر أمنية أن مسلحين ، يشتبه في انتمائهم لحركة طالبان باكستان ، قاموا بتفجير القنبلة بجهاز التحكم عن بعد لدي مغادرة القافلة قاعدة رازماك العسكرية.