دشن الرئيس حسني مبارك ورئيس المجر لاسلو شويوم امس رسميا المجلس المشترك لرجال الأعمال المصري المجري الذي يضم عددا من كبار رجال الأعمال في البلدين. وجاء تدشين مجلس رجال الأعمال المصري المجري عقب افتتاح الرئيسين مبارك وشويوم المنتدي المصري المجري لرجال الاعمال الذي شهد مشاركة الرئيسين ووزراء من البلدين وكبار رجال الاعمال المجريين. وأكد الرئيس حسني مبارك أن امام مصر والمجر فرصا كبيرة لتعزيز التعاون فيما بينهما في جميع المجالات.. معربا عن قناعته بتوافر الإرادة السياسية من كلا الجانبين لمساندة هذا التطلع لعلاقات أوثق من التعاون. وقال الرئيس مبارك في كلمته أمام المنتدي المجري المصري لرجال الاعمال - إنه لن يدخر جهدا في دعم ومساندة انشطة المجلس المشترك لرجال الأعمال المصري المجري وفعالياته تحقيقا لصالح البلدين وإلي نص كلمة الرئيس أمام المنتدي.. السيد الرئيس.. لاسلوشويوم.. السادة الوزراء.. السادة رجال الأعمال.. السيدات والسادة.. يسعدني بحق ان أقوم بزيارة المجر، وان اكون معكم اليوم في هذا المنتدي الهام. لقد قرأت وسمعت كثيرا عن عراقة عاصمتكم بودابست وما تمثله من تراث تاريخي وما أسهمت به عبر قرون طويلة في مجالات الموسيقي والعمارة والعلوم والفنون والآداب. ولكن.. ليس من رأي كمن قرأ أو سمع.. أقول ذلك بعدما شهدته من عراقة هذه العاصمة الجميلة منذ ان وصلت بالأمس. إن لقاءنا في هذا المنتدي اليوم يطلق إشارة البدء للمجلس المشترك لرجال الاعمال، وانني اعبر عن تقديري لكل من ساهم في تشكيل هذا المجلس المهم كما أود ان أؤكد لرجال الاعمال في كلا البلدين أنني لن أدخر جهدا في دعم ومساندة أنشطة المجلس وفعالياته تحقيقا لصالح البلدين. إن مصر والمجر يرتبطان بعلاقات تعاون ممتدة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 8291 كما شهد التعاون بين البلدين مجالات عديدة منذ سنوات الخمسينيات.. خاصة في مجالي الصناعة والسكك الحديدية. إن العالم قد تغير كثيرا منذ سنوات الخمسينيات.. ومع ذلك فإن المناخ الدولي الراهن في عصر العولمة إنما يطرح امامنا فرصا عديدة، لنعيد اطلاق هذا التعاون فيما بيننا ولنعطيه دفعة جديدة وقوية الي الامام. إن علينا أن نعمل معا لنغتنم هذه الفرص تحقيقا لهذا الهدف.. فالتاريخ يعلمنا انه كلما هبت رياح التغيير وتغيرت ديناميكيات العمل الدولي.. فان ذلك يصاحبه دائما علاقات تعاون جديدة.. وشراكات جديدة وفرص جديدة للتجارة والاستثمار ومجتمع الأعمال. إنني أقوم بزيارتي الحالية للمجر.. باقتناع كامل بأن أمام البلدين فرصا كبيرة لتعزيز التعاون فيما بينهما في كافة المجالات، واقتناع مماثل بتوافر الارادة السياسية من كلا الجانبين لمساندة هذا التطلع لعلاقات أوثق من التعاون. لم تعد الخطوة المطلوبة الآن مسئولية الحكومات فقد مهدنا الطريق أمامكم.. بل اصبحت مسئولية القطاع الخاص ورجال الأعمال في كلا البلدين، ليقوموا بتعزيز الصلات فيما بينهم، وليستكشفوا اسواقا جديدة وفرصا جديدة للتجارة والاستثمار. ان مصر والمجر تواصلان منذ بداية التسعينيات عملية جادة للاصلاح، حققت لهما انجازات عديدة وأتاحت لهما التعامل مع المعطيات الجديدة للاقتصاد العالمي، كما نجح كلا البلدين في إتاحة المناخ المواتي الجاذب للتجارة والاستثمار العابر للحدود. إن لنا في مصر قصة نجاح تماثل تجربتكم هنا في المجر.. فقد أصبحت مصر اقتصادا بازغا مشهودا له في افريقيا والشرق الاوسط، وصارت تحتل المرتبة الاولي في المنطقة كدولة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة. برغم الازمة الراهنة للاقتصاد العالمي.. سوف تحقق مصر هذا العام معدل نمو اقتصادي نحو 7،4٪.. وقد خفضت سياسات الاصلاح معدل الضريبة من 04٪ الي 02٪ كما خفضت متوسط الرسوم الجمركية الي 5،5٪. وبرغم هذه الأزمة العالمية.. فاننا لانزال نجتذب الاستثمارات من دول الخليج العربية والصين واوروبا وغيرهم. ولا نزال نستقبل العديد من المصانع التي تعيد التوطين في مصر من دول مثل تركيا.. وبحيث تكون مصر قاعدة لمنتجاتها ومركزا لتصديرها للدول المجاورة. يساعد علي ذلك موقع مصر الجغرافي، وتنافسية أجور عمالها، فضلا عن الميزات التي تتيحها اتفاقات التجارة العديدة بين مصر والدول العربية والأفريقية والاتحاد الأوروبي وتركيا.. وغيرها. إننا نمتلك في مصر والمجر كل ما يتطلبه دفع التعاون فيما بيننا الي الامام.. سواء علي المستوي الثنائي أو في اطار اتفاق المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي. وتحقيقا لهذا الهدف.. فان هذا المجلس المشترك لرجال الأعمال عليه ان يضطلع بدور مهم.. وانني اتطلع لتدعيم الصلات بين رجال الأعمال في كلا البلدين، ولجهودهم المشتركة لتعزيز التجارة والاستثمار.. اليوم وغدا وبعد الغد. إن هناك فرصا كبيرة للتعاون في مجالات عديدة.. أذكر منها علي سبيل المثال.. الصناعات الزراعية والهندسية والتحويلية، والمصل واللقاح والدواء، ومعدات البناء، والسكك الحديدية والنقل النهري، وقطاع البترول والغاز، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلا عن قطاعات السياحة والبنوك والتأمين وغيرها. السيدات والسادة.. دعوني أختتم كلمتي باشارة طريفة لا تخلو من المغزي والدلالات.. أقول لكم أن كل مصري تقريبا يعرف ويستخدم كلمة المجري، وهي تعني باللغة العربية أبناء المجر.. ولكن شعبنا يستخدم هذه الكلمة حتي اليوم كمرادف لكلمة قطارات السكك الحديدية، مستعيداً القطارات مجرية الصنع التي استوردتها مصر خلال سنوات الستينيات.. وحظيت باعجاب كبير يتذكره المصريون إلي الآن. إن علي مجتمع الأعمال خلال المرحلة المقبلة أن يعمل لكي يأتي إلي مصر بمثل هذا الرمز وهذه التجربة الناجحة.. في العديد من القطاعات الجديدة.. من أجل أجيال جديدة.. وفي مرحلة جديدة من التعاون المجري المصري. أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،