في الفترة الماضية واجهت قلقا كبيرا من جانب قراء الصحيفة بسبب مجموعة من التقارير والافتتاحيات التي انتقدت بشدة الحكومة ورئيسها الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو، القلق جاء من ملاحظة القراء لتحول في السياسة التحريرية وأعربوا عن استيائهم وشكوكهم أن الأمر متعلق بقانون تنظيم دفع رسوم التليفزيونات الرقمية الأرضية وهو الأمر الذي سيؤثر علي خوان لويس ثيبريان الرئيس التنفيذي لشركة جروبوبريسا وهي الجهة الناشرة لصحيفة أل باييس وهو الشيء الذي نفاه خابيير مورينو رئيس تحرير الصحيفة مؤكدا عدم حدوث مثل هذا التحول في خط التحرير أو أن انتقاد الحكومة له علاقة بمصالح تجارية. ومع ذلك تواصل الجدل عبر البريد الالكتروني للصحيفة والمكالمات التليفونية التي وصلت تشكك في كلام مورينو والحجج التي ساقها وأصر القراء علي مناقشة الأمر والشبهات التي تولدت إليهم، هؤلاء الذين يزعمون أن تفسيرات مورينو غير مقنعة لجأوا إلي أسباب لذلك مثل الزيادة الملحوظة في انتقاد سياسة ثباتيرو بالتزامن مع الموافقة علي مرسوم القانون وهو ما دعا بعض القراء للتشكيك في مصداقية الصحيفة. المشكلة لا تكمن في الافتتاحيات التي تنتقد الحكومة فنحن دائما نقدر المواقف الحرجة التي تتعرض لها البلاد وتقدير مستوي العدوانية في الافتتاحيات التي هي بعيدة كل البعد عن النقد البناء الذي تعودنا عليه، الجديد في الأمر هو القفزة النوعية التي حققتها الجريدة علي الانترنت وهو الأمر الذي يضعها في مكانة أكثر نموذجية من الصحف الأخري لذلك لا أعتقد أن قارئ أل باييس لا يتوقع العثور علي مثل تلك الانتقادات لقرارات الحكومة أو رئيسها ثباتيرو. وقد أشار أحد القراء الذي أبدي استياءه أنه كان يتوقع أن القارئ يستحق أن يري مصداقية أكبر في استخدام المعلومات لممارسة الرقابة علي السلطة الاجتماعية ودفع مجتمعنا نحو عالم أكثر عدلا وأنصافا ويضيف أن الافتتاحيات استخدمت بهدف الدفاع عن مصلحة الشركات مما حطم ثقته في الصحيفة، وهنا أريد أن أوضح أن أل باييس تأخذ تلك الاحتمالات علي محمل الجد وتعتقد أنه من العبث التقليل من ذكاء القارئ. إن ولاء القراء هو مصدر القوة الرئيسي للصحيفة وهو السبب في التاريخ الطويل من الصحافة الجيدة الذي شاهدناه وتحديدا منذ دستور التحرير في عام 28 فبراير من عام 1981، وبالتأكيد لا شيء أهم للصحيفة من ولاء قرائها لذلك سيكون من الخطأ الاعتقاد أن كل هذا الانزعاج هو نتيجة لحملة خارجية تستهدف تقويض الصحيفة أو محاولة من وسائل الإعلام الأخري للتأثير أو تضخيم الأمور تجاه الصحيفة بالادعاء أن هناك تحولاً في السياسة التحريرية بالانصياع لجدول أعمال خفي وتوجيه الانتقادات الحادة لثباتيرو. خافيير مورينو رئيس تحرير الصحيفة أكد أن القضايا التي تناقش تعرض علي لجنة فنية من المحررين يدرسون كل التفاصيل لاتخاذ القرارات ولكن يبدو أن العديد من القراء فسر الأمور علي خلاف ذلك، ويجب التأكيد أن أل باييس هي جزء من مجموعة إعلامية كبيرة لها مصالح اقتصادية وتجارية ولكنه يجب أن يكون واضحاً أن الصحيفة تمارس عملها بشفافية ولا تخدم تلك المصالح. ولا يمكن للمصالح التجارية أن تدخل في عمل الصحفيين اليومي، فالتوترات قد تنشأ بين مختلف المصالح الاقتصادية ولكن عندما يحدث ذلك فعلي الجميع أن يكون واضحا فولاء الصحفيين الأول يجب أن يكون للقراء وشركات وسائل الإعلام تعرف أن أفضل وسيلة للدفاع عن مصالحهم هو علي وجه التحديد أن الولاء الأول من الصحفيين هو للقراء. جريدة الباييس - إسبانيا مقال - ميلاجروس بيريث أوليبا