طالعتنا صحيفة الاندبدنت البريطانية في صفحات الرأي بمقال لروبرت فيسك تحت عنوان في ركن بعيد في الصين توجد بقعة صغيرة من الحرية للمسلمين ملمحاً إلي حياة المسلمين في هونج كونج وموضحاً أن وجود المسلمين في جزيرة هونج كونج يعد أمراً مجهولاً لكثير من سكان الجزيرة أنه عندما سأل أحد ضباط الأمن في الصين عن مكان أقرب مسجد قام الضابط بتوجيهه إلي معبد للسيخ. فمرحباً بهونج كونج - جمهورية الصين الشعبية - فهي موطن لأكثر من ربع مليون مسلم. ويمضي روبرت فيسك موضحاً أنه عندما سأل عن الإمام في هونج كونج - محمد راشد - وجده باكستانياً من مولتان وكان منشغلاًِ بترتيب بطاقات الإقامة لرعيته، وقال نحن أحرار وأضاف نحن ننعم بالاستقلال ونحن علي علاقة جيدة بالشرطة ويقول فيسك إنه دائماً ما يشعر بالارتياب من أن يثني شخص من سكان غير محلليين علي أحد رجال الشرطة المحليين ولكن يعود فيسك ويوضح أن محمد أرشد تدرب في جامعة الأزهر وفي لبنان وسوريا وقطر ويؤكد أن هناك العديد من المسلمين ضمن قوات الشرطة هونج كونج وعليهم أن يتحدثوا الصينية. ويذكر أن من أوائل المسلمين الذين وصلوا إلي هونج كونج جاءوا من ملايو منذ قرابة قرن ونصف القرن من الزمان من بينهم صيادين وتجار وبعض العائلات التي تعود أصولها إلي اليمن جاءوا في البداية لقضاء بضعة أيام وبعد ذلك أثروا علي الدوام في هونج كونج بالإضافة إلي الآلاف من الجنود الهنود المسلمين الذين جاءوا مع قوات الاحتلال البريطاني للصين في عام 1841 ويذكر أن أول مسجد تم بناؤه في عام 1996 .. ويشير فيسك إلي أن محمد أرشد كان لديه خلفية عسكرية فهو كان مسئول تعليم الشئون الدينية في السلاح الجوي الباكستاني عمل في اسلام أباد وكويتا قبل وصوله إلي هونج كونج في عام 2001 ، واعتاد الطيارون الباكستانيون علي السفر إلي الجمهورية الشعبية من أجل التدريب لذا فلا عجب أن يشير محمد أرشد إلي علاقة طيبة بقوات الأمن. ويوجد علاقة جيدة بين جميع الأديان وعندما قامت المظاهرات في الجزيرة احتجاجاً علي القصف الإسرائيلي لغزة منذ قرابة 12 شهراً مضت كان غير المسلمين يفوقون عدد المسلمين وأشار عدد من رجال الأعمال اليهود غير صينيين إلي أن الكثير من رجال الأعمال الصينيين لا يعرفون سوي القليل عن الشرق الأوسط باستثناء خمس دقائق في متابعة السي ان ان .. ويري فيسك أن هذا ليس بالصحيح. فهناك قرابة 100.000 شخص من المسلمين في هونج كونج لديهم الحق في العمل والحصول علي أوراق إقامة ويوجد بضع مئات من طالبي حق اللجوء السياسي من الصومال وباكستان وعدد من الدول الإسلامية الأخري. فهناك ثلاثون ألف مسلم صيني لاجئين منذ أيام الاحتلال البريطاني أو ولدوا في هونج كونج لأبوين لاجئين، ويوجد مركز إسلامي يحرص علي تعليم الأطفال القرآن. ويضيف فيسك أن كلمة مسجدة لا تترجم إلي الكانتونية وأن أفضل ما يمكن أن تقال به تشينغ تشن سي أو معبد الحقيقة ويري فيسك أن هذا هو السبب وراء الفهم الخطأ الذي جعل أحد الأشخاص يشير إلي معبد السيخ عندما سئل عن مسجد. وأوضح إمام مسجد في الصين أن الكثير من المسلمين الصينيين يريدون الخروج في مظاهرات احتجاج علي ما يحدث في غزة ولكن هذا يعد أمراً مرفوضاً من جانب السلطات فنحن غاضبون جداً، ولكن لا يمكننا أن نفعل شيئاً وشكي الرجل من نظام التعليم في الصين مشيراً إلي أن الكثير من المسلمين لا يفهمون دينهم. وفي ختام مقاله يلمح فيسك إلي أن هناك عدداً قليلاً من الصحف المحلية استطاعت أن تلقي الضوء علي المجاعة ومعاناة الملايين من الأشخاص بعد فوز الحزب الشيوعي عام 1949.. فهم من المحظوظين لامتلاكهم مثل هذه الحرية. ويري أن من يعيشون في هونج كونج هم من المحظوظين ويعتبر فيسك المسلمين الذين يعيشون في هونج كونج محظوظين ويشير إلي أنه باستثناء ماليزيا ولبنان لا يمكن تخيل أي دولة مسلمة أكثر حرية وهو ما يزيل الستار عن هونج كونج أو بالاحري عن العالم الإسلامي عن الإندبدنت البريطانية بقلم:روبرت فيسك