منتخب سكوب بين الاستمرار والتسريح!

جاءت خسارة منتخبنا الوطني للشباب أمام كوستاريكا في دور ال16 لبطولة العالم للشباب وخروجه المبكر من البطولة بمثابة صدمة قاسية فرضت سحابة من الحزن علي الشارع المصري.. طموحنا كان أكبر من ذلك.. أحلامنا تجاوزت دور ال16 ووصلنا بالمنتخب إلي المباراة النهائية.. ولكن ماذا بعد الخروج؟ هل يتم تسريح هذا الجيل الحالي من اللاعبين؟.. ومن المسئول عن الهزيمة والخروج المبكر.. والعديد من التساؤلات حاولنا الاجابة عليها في روزاستاد مع خبراء اللعبة:
هؤلاء اللاعبون لا يستحقون تمثيل منتخب مصر في مونديال العالم للشباب أو أي بطولة أخري.. بهذا الكلام بدأ محمد عبدالمنعم مصطفي الشهير بشطة عضو اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي ورئيس اللجنة الفنية بالاتحاد الأفريقي حيث أكد أيضا أن الخسارة من وجهة نظر الجميع يتحملها الجهاز الفني إلا أن رؤيته مختلفة للأحداث بعد خروج مصر من مونديال العالم للشباب لأنه يري أن عدم الاختيار الأنسب للاعبين الذين يمثلون منتخب مصر في هذه البطولة هو السبب الحقيقي، وذلك لأن مصر بها كفاءات أخري من اللاعبين بامكانهم تمثيل مصر بصورة مشرفة والظهور بشكل أفضل بل المنافسة علي اللقب.
قال شطة هناك بعض اللاعبين القلائل داخل صفوف المنتخب الحالي بامكانها الاستمرار بشرط أن تلعب في جو مناسب يساعدها علي تقديم مهاراتها مثل عفروتو وإن كان يحتاج إلي إصلاح بعض أفكاره.. أما محمد طلعت فإنه يحتاج إلي السرعات أكثر من ذلك وأنه لاعب ضعيف جدًا ويحتاج إلي لاعبي أجناب علي مستوي عال من أجل الاستفادة بالكرات العرضية.
أشار إلي أن المدير الفني ميروسلاف سكوب هو المسئول عن الهزيمة الأخيرة أمام كوستاريكا والخروج من دور ال16 للمونديال وأن باقي أعضاء الجهاز تقع عليهم المسئولية كاملة في الهزيمة مع المدير الفني وذلك بسبب رغبتهم في عدم الاصطدام بسكوب خوفًا علي مناصبهم داخل الجهاز الفني مع العلم بأن المدير الفني ليس عنيدًا بالصورة التي يتحدث عنها الجميع.
أما طه إسماعيل الخبير الكروي ونجم مصر السابق فيري أن خروج المنتخب المصري من دور ال16 خروج مستحق لأن لاعبي مصر لم يقدموا أي شيء من أجل الفوز وافتقدوا أساسيات اللعب ولم يظهر أي لعب جماعي أو مهارات فردية وأصبح الإعداد لمدة عامين بدون جدوي ولم تظهر آثاره عليهم.
وأكد إسماعيل أن اختيار اللاعبين في الفترة المقبلة لابد أن يخضع لأسس سليمة وتشكيل فريق له شكل مختلف حتي يستطيع الوصول وتمثيل مصر في أوليمبياد لندن.
وأضاف إسماعيل أن المنتخب المصري لعب أربع مباريات لم تظهر فيها جملة تكتيكة كاملة ولا استحواذ ايجابي ولم يقدم المستوي الذي يقول إنه فريق قد تعلم كرة القدم أصلاً وكما أنه لا توجد استفادة من الأخطاء واستمرت الكرات الطويلة مشكلة الفريق واللعب الفردي مما يعني أن المنتخب قد تعلم ذلك كاسلوب لعب منذ بداية الإعداد مما جعل من الصعب تغييره أثناء البطولة وأكد أن الجميع مسئول عن المستوي الذي ظهر به هؤلاء اللاعبون وأن الخروج من دور ال16 كان النتيجة المتوقعة لهذه المعطيات.
أكد حسن الشاذلي رئيس قطاع الناشئين بالترسانة أن الجيل الحالي يجب الاستفادة به خلال الفترة المقبلة وعدم تسريح اللاعبين وإن كانت هناك أخطاء حدثت فإننا بإمكاننا علاجها مع إدخال بعض العناصر الجديد وتساءل الشاذلي كيف نقول لهذا الفريق مع السلامة في الوقت الذي تم فيه صرف مبالغ كبيرة لتجهيزه للمونديال وخوض مباريات رسمية وودية؟.
ورفض الشاذلي تحميل مسئولية خروج المنتخب من المونديال للأندية مشيرًا إلي أن اللاعب هو الذي يفرض نفسه من أجل المشاركة مع الفريق الأول ومن هنا تأتي الخبرات قبل البطولات الدولية والرسمية.. وضرب الشاذلي مثالاً علي ذلك باللاعب محمد عبدالواحد مؤكدًا انضمامه للمنتخب في سن مبكرة بالإضافة إلي تصعيده للمشاركة مع الفريق الأول للترسانة.
وأرجع حسن الشاذلي خروج المنتخب من المونديال إلي الجهاز الفني بالكامل بقيادة التشيكي ميروسلاف سكوب وتساءل في نفس الوقت.. كيف يلعب المنتخب 50 مباراة ودية ولم يتم الثبات علي تشكيل؟
وقال رئيس قطاع الناشئين بالترسانة: المدير الفني الكفء هو من يفرض نفسه ويحقق النتائج فعلي سبيل المثال مانويل جوزيه فاز بالكثير من البطولات وهو مدير فني أجنبي إلا أن سكوب فشل في تحقيق ذلك.
وانتقد الشاذلي تصريحات أحد المسئولين الإداريين داخل منتخب الشباب عقب مباراة كوستاريكا والتي قال فيها إن هذا هو مستوي اللاعبين.. وهذه هي القماشة اللي موجودة، مؤكدًا أن هذا الكلام متناقض لأن مصر بها مواهب وكفاءات.
أيمن يونس حمل الجهاز الفني للمنتخب مسئولية الإخفاق والخروج من البطولة وأكد أن سكوب ليست لديه القدرة علي إدارة المباريات وأن لاعبي المنتخب لم يقصروا ويجب الحفاظ عليهم وعدم تسريحهم لأنهم جيل مميز جدًا ولديهم إمكانيات عالية وفرصة كبيرة في الظهور وإذا لعبوا مع أنديتهم بشكل جيد فسيكونو أفضل العناصر للمنتخب الأوليمبي في الفترة القادمة.
ولكن يعيب هؤلاء اللاعبين الأداء الفردي الذي أثر علي المستوي في بعض الأحيان الذي لم يستطع الجهاز الفني علاجه سواء في المباريات الودية التي وصلت إلي 52 مباراة وهذا يعتبر أكبر عدد من المباريات الودية يمكن أن يلعبه أي منتخب.
وأكد يونس أن اتحاد الكرة لا يتحمل أي مسئولية فقد وفر جميع احتياجات المنتخب من معسكرات ومباريات ودية وعندما تعاقدوا مع سكوب كان قد حقق المركز الثاني مع التشيك في البطولة الماضية وفاز ببطولة الدوري ثلاث مرات في التشيك وأن الاختبار الأول والحقيقي لهذا المدرب كان كأس العالم.
وعن عدم تغييره بعد الإخفاق في أمم أفريقيا أكد يونس أن اتحاد الكرة أراد أن يمنح الفرصة لسكوب وخاصة أنها كانت مهمته الأولي وأن اللاعبين كانوا يشاركون لأول مرة في بطولة قارية واستفادوا منها الكثير.
أما علي أبو جريشة الخبير الكروي فرأي أن لاعبي منتخب مصر افتقدوا الخبرة في التعامل مع المباريات الكبري كمباريات كأس العالم ووضح ذلك عندما لعبوا أمام فرق منظمة ولديها نضج كروي عال وأكد أبو جريشة أنه يجب الاهتمام بهؤلاء اللاعبين خلال الفترة القادمة والمشاركة مع أنديتهم بشكل مستمر حتي يكونوا ذخيرة للمنتخب الأوليمبي فيما بعد حتي تكون لديهم خبرة لذلك يجب الاهتمام بهذا الجيل حتي يظهر بشكل جيد ويجب علي اللاعبين أن يكون لديهم قدر من الطموح والحفاظ عليه من خلال المشاركة في المباريات وحمل أبو جريشة الجميع المسئولية فيما حدث وخاصة اتحاد الكرة الذي كان لابد أن يكون حريصًا علي إلزام الأندية بإشراك هؤلاء اللاعبين في المباريات حتي كتغيير رابع في المباريات الرسمية حتي يضمن مشاركة اللاعبين مع أنديتهم لأن المباريات الرسمية تختلف تمامًا عن الودية لأنها تعطي اللاعبين خبرة التعامل مع المباريات الصعبة واللعب تحت ضغط.
وأشار أبو جريشة إلي أنه لا يستطيع أن يجزم أن لاعبي مصر قد أصيبوا بالغرور أو الثقة الزائدة ولكنهم ظهروا بهذا المستوي بسبب نقص الخبرة لديهم وظهر ذلك عندما التقوا مع فرق منظمة مثل باراجواي وكوستاريكا.
طالب مصطفي يونس المدير الفني لمنتخب 91 بعدم ذبح الجيل الحالي من اللاعبين الذين مثلوا منتخب مصر في مونديال الشباب مشيراً إلي أن هذا الجيل متميز بالفعل ولكنه يحتاج إلي التوظيف الأفضل بالإضافة إلي وجود مدير فني وطني لأنه الأصلح من وجهة نظره لقيادة المنتخب مثل هذه المراحل العمرية وأن أفضل نتائج مصر حققها المنتخب تحت قيادة المدرب الوطني وهذا لا يعني تقصير اتحاد الكرة علي العكس فإنه وفر الإمكانيات اللازمة وخاض منتخبال شباب فوق 50 مباراة ودية ولكن المدير الفني سكوب لم يكن له علامة أو بصمة واضحة.
وقال يونس إن هناك تقصيراً من الجهاز الفني في السيطرة علي اللاعبين وخاصة أن حالة الفردية والأنانية وحب الذات كانت واضحة بالنسبة للجميع في المباريات التي خاضها الفريق في البطولة بالإضافة إلي أن المباريات كشفت عن عدم وجود لاعب معلم داخل الملعب يقود الفريق. كما حمل المدير الفني لمنتخب 91 ظهور هؤلاء اللاعبين الذي يمثلون منتخب الشباب بهذا الثقل وخروجهم المثير من المونديال إلي الأندية التي تمنح الفرصة لهؤلاء اللاعبين لتقديم أنفسهم مع الفريق الأول من أجل اكتساب خبرات.
أكد محمود أبورجيلة المدير الفني لفريق الشباب بالزمالك أن لاعبي منتخب الشباب لم يقدموا المطلوب منهم أثناء البطولة وأنه يري أن هناك عناصر أفضل من هؤلاء اللاعبين يمكن أن يمثلوا منتخب مصر في الفترة المقبلة وخاصة في الأوليمبياد المقبل وأشار أبورجيلة إلي أن المرحلة المقبلة تحتاج اختيارات جديدة وجهازاً فنياً جديداً لأن هذه المجموعة قد ظهرت عليها الأنانية والفردية لأن الكل كان يركز في كيفية الظهور أمام من يشاهدون المباراة سواء سماسرة أو مدربون وكان الاحتراف أو اللعب لأندية أخري يشغل أذهانهم ولم يتعلموا كيفية إنجاح طريقة لعبهم.
وأضاف أبورجيلة أن لاعبي منتخب مصر للشباب قد خسروا الكثير بسبب الخروج من هذه البطولة فوصولهم لدور الأربعة كان سيفيدهم كثيراً لأن الجميع أصبح يتابعهم بشكل جيد وكانت أمامهم الفرصة للعب في الفريق الأول في أنديتهم أو الاحتراف الخارجي ولكن الاخفاق في الفوز علي كوستاريكا جعلهم يختفون بشكل سريع بسبب عدم التعاون والفردية من جميع اللاعبين.
وأشار أبورجيلة إلي أن الخروج من دور ال16 كان متوقعاً وأنه لم يكن متفائلاً بالصعود بسبب المستوي الذي ظهر به اللاعبون في الدور الأول والذي لم يكن مبشراً مطلقاً وحمل أبورجيلة اللاعبين والجهاز الفني المسئولية مشتركة لأن اتحاد الكرة انفق الملايين علي هذا المنتخب وثبت الجهاز الفني الذي يضم مجموعة متميزة من المدربين وقد عملوا معاً بجدية ولكن ظهر عدم الانسجام بين سكوب والجهاز المعاون له وأشار إلي أن المنتخب في هذه المرحلة السنية يحتاج إلي مدير فني مصري فلدينا مدربون مصريون علي أعلي مستوي كما أن المصري يكون أقرب للاعبين ويستطيع فهم احتياجاتهم أكثر من أي مدرب أجنبي.
وأضاف أبورجيلة أن أسباب الخروج كانت واضحة منذ البداية وتمثلت في الفردية بسبب عدم الاستفادة من المباريات الودية والحماس الزائد الذي أثر علي الناحية الفنية واللاعب برعونة والصراع الداخلي بين اللاعبين من أجل الظهور أمام السماسرة ووسائل الإعلام. وأكد أبورجيلة أن هؤلاء اللاعبين قد أخذوا أكثر من حقهم وأن تحفيزهم بالماديات أثر عليهم لأنهم يجب أن يلعبوا من أجل علم مصر ومن أجل الجماهير التي تعلقت بهم لذلك أصابهم الغرور الذي قضي علي طموحاتهم مبكراً
من جانبه أكد ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب الناشئين أن مجموعة اللاعبين التي شاركت في كأس العالم هي أفضل العناصر الموجودة في مصر في مثل سنهم وقد تم اختيارهم بعناية كبيرة ولا يجب ذبحهم بسبب الإخفاق في هذه البطولة لأن المسئولية في هذا الإخفاق مشتركة بين اللاعبين والجهاز الفني واتحاد الكرة.
وأضاف ياسين أنه يجب الحفاظ علي هؤلاء اللاعبين ودعمهم وإعدادهم للمشاركة في الأوليمبياد المقبل ولكن لابد أن يكون معهم جهاز فني علي مستوي عال يحاول التغلب علي الأخطاء التي يقعون فيها لأن لاعبي مصر قد استهتروا أحياناً وخرجوا عن التركيز في أحيان أخري لأن اللاعب المصري ليس لديه ثقافة فنية كبيرة للتعامل مع هذه المواقف وخاصة القدرة علي التصرف في المواقف الصعبة سواء لتعزيز الفوز أو التعويض وتعديل النتيجة وكل هذه أشياء لابد أن يتعود عليها لاعبونا منذ الصغر ومنذ سن 7 أو 8 سنوات فلاعبو كوستاريكا كانت لديهم هذه الثقافة لذلك تغلبوا علينا.
وأشار ياسين إلي أنه لم يتوقع مطلقاً الخروج من دور ال16 لأن الطريق كان ممهدا أمام منتخب مصر والقرعة أوقعته مع أقل الفرق ولكن أداء اللاعبين وعدم تمكن الجهاز الفني من التعامل مع مجريات اللقاء كان السبب في هذا الخروج.