افتتح الناقد سمير غريب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والفنان الدكتور صبري منصور رئيس لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة الأحد الماضي "صالون الأتيليه السابع والخمسين" في جميع قاعات العرض بأتيليه القاهرة، الذي ضم حوالي مائة وأربعين عملا لحوالي سبعين فناناً وفنانة. شهد الصالون تنوعا في اتجاهات الفنانين المشاركين به، في الفنون المختلفة مثل: التصوير، والرسم، والجرافيك، والنحت، والحلي، والتصوير الفوتوغرافي، وأشغال الخشب، وقدموا رؤي متنوعة في أعمالهم كان منها الواقعي، والتجريدي، أو التعبيري، كما صور البعض الحياة الاجتماعية بطرق مختلفة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، في حين رسم مجموعة من الفنانين الأشخاص بطرق مختلفة مهتمين أغلبهم بإظهار تعبيرات الوجوه، أو التي تنطق بها إيحاءات الجسد. ومما لفت النظر في أعمال الصالون الرقص والاحتفالات الشعبية، والاحتفاء بالمرأة، بالإضافة إلي رسم البورتريهات، وتناول الزهور في قليل من الأعمال. وكما تنوعت الأعمال المعروضة في اتجاهاتها الفنية، تنوعت أيضا في خاماتها، فمنها ما تم تنفيذه بالقلم الرصاص، ومنها ما استخدم الألوان الزيتية والأكريليك، والحبر.... كما استخدم قليل من المشاركين خامات طبيعية كقرون الحيوانات والخشب وفروع من الأشجار وعجائن الورق. وبعد استعراض الصالون تحدثنا في "روزاليوسف" مع رئيس لجنة تحكيم الصالون فقال الفنان الدكتور صبري منصور رئيس لجنة التحكيم: السنوات السابقة كان الصالون يستضيف فنانين كباراً من خارج الأتيليه، لكن هذا العام لم يحدث هذا بسبب ضيق الوقت، حيث تم الإعداد للصالون في وقت قياسي، وبالرغم من ذلك أري أن مستواه متميز جدا، ولو تم الإعداد له من شهور لكان استعد له الفنانون وأصبح العرض أقوي. وأضاف: الجميل الذي حدث هذا العام أن سمير غريب وعد بمد يد المعاونة للأتيليه، وإعادة ترميم واجهته، من خلال جهاز التنسيق الحضاري، أما عن المعروضات فمن الجيد أن تكون الأعمال المعروضة حديثة، حيث لا يوجد تكرار لرؤية نفس الأعمال في أماكن مختلفة، وبالرغم من ذلك فالتطوير والتحسين مطلوب. وعن مطوية المعرض قال الدكتور صبري: مطوية المعرض بسيطة، وكان يجب طبع كتالوج يضم صوراً للأعمال ويقدم الفنانين بشكل جيد، لكن ضيق الوقت لم يمنحنا الفرصة، كما يلزم دعوة ضيف شرف للصالون كل عام، وكذلك دعوة جهات معنية للاقتناء من المعرض، والتنسيق مع لجنة المقتنيات كي تقوم بزيارة المعرض واختيار الأعمال الجيدة. وفي نهاية حديثه كشف أنه كانت هناك رغبة في إفشال المعرض، لكن الروائية سلوي بكر المفوض العام للأتيليه أصرت علي إقامته، وهذا يحسب لها؛ لأن الفن التشكيلي يعتبر من أعمدة الأتيليه. ومن جانبه قال الفنان أشرف عبد القادر أحد أعضاء لجنة التحكيم: الصالون هذا العام أقيم بالرغم من الظروف التي يمر بها الأتيليه، في البداية حدثت حالة مقاطعة للصالون، ووجدنا إقبالا محدودا جدا من الفنانين، فحاولنا بالاتصالات تعريف أغلب الفنانين المتاحين بالنسبة لنا بالمشاركة في المعرض، وبالفعل استطعنا مشاركة أكثر من سبعين فنانا. وفي هذا العام اشترطنا في الأعمال المتقدمة للعرض أن تكون حديثة، وسمحنا بتقدم الفنان بعملين أو ثلاثة أعمال، وأنه لابد أن يكون عضوا في الأتيليه وقام بتسديد رسوم اشتراك هذا العام، وجاءت هذه الاشتراطات لتعطي نوعا من الالتزام للعارضين، كما شكلنا لجنة تحكيم من بعض الأعضاء، وحرصنا علي تنظيم احتفالية خاصة بالفنان رؤوف سمعان الذي توفي أثناء الإعداد للصالون، عن طريق عرض بعض أعماله. وعن الأنشطة الموازية للصالون قال عبدالقادر: رتبنا إقامة مجموعة من الندوات موازية لانعقاد الصالون، الذي سيستمر حوالي 15 يوما، لمناقشة بعض القضايا الفنية، فأتيليه القاهرة مكان عريق يضم مجموعة من الفنانين المختلفين، من الرواد الأوائل المؤسسين، إلي الأجيال الشباب الموجودة حاليا، كان له بصمة في الحياة الثقافية، وهذا المعرض يعتبر من أهم المعارض من الناحية التشكيلية، رغم ما ينقصه من الدعاية التي تسببت فيها الظروف التي يمر بها الأتيليه. يقول الفنان الدكتور رضا عبد الرحمن أحد أعضاء لجنة التحكيم: واجهنا مشكلة تمثلت في محاولة أعضاء مجلس إدارة الأتيليه المعزول تحريض الفنانين علي عدم المشاركة في الصالون، فبعد اتفاقنا مع بعض الفنانين علي تقديم أعمالهم فوجئنا بهم يقولون "ماعندناش شغل"، لكن معظم الفنانين الحريصين علي الأتيليه التزموا وشاركوا، وكانت لفتة كريمة من الأستاذة سلوي بكر بأن نقف دقيقة حداداً علي روح الفنان رؤوف سمعان الذي رحل مؤخرا، وتخصيص حائط خاص لعرض أعماله في الصالون.