اليوم يحتفل الفنان الكبير عزت العلايلي، والملايين من عشاق فنه الرفيع، بعيد ميلاده الخامس والسبعين، يالها من مناسبة تستحق الاحتفاء، فعيده الماسي من الأيام التي ينبغي أن تكون مشهودة في تاريخ السينما المصرية، ذلك أن الفنان القدير علامة من علاماتها، وعلم يقترن اسمه بكل ما هو جميل جاد محترم من الأعمال التي لا تنسي. في السيد البلطي والأرض والاختيار وأهل القمة والمجهول والسقا مات، وعشرات أخري من الأفلام الجادة الممتعة، يتألق عزت العلايلي ويبرهن بشكل عملي علي أن الفن رسالة سامية، وأن الممثل المبدع ليس أداة ميكانيكية بلا موقف أو رأي، بل إنه مزيج من الثقافة والوعي والقدرة علي الاختيار. عزت العلايلي قامة شامخة في تاريخنا السينمائي، وقيمة محترمة ينبغي علي الأجيال الجديدة أن تتعلم منها وتفيد من دروسها، نصف قرن من العطاء الناضج الملتزم في المسرح والسينما والتليفزيون، وأدوار متنوعة لا مشترك بينها إلا الحرص علي الإتقان والتجديد، عبر معايشته لا تري في التمثيل هزلا وتأدية واجب شكلي، الأمر عنده موهبة ودراسة وإحساس بالمسئولية، فهو يمثل للناس ولا يمثل عليهم، ويجتهد للارتقاء بهم دون التورط في خداعهم، ويسعي إلي التعايش مع قوانين السوق والتوافق مع معطياتها بالغة التعقيد، حريصا علي أن يحقق معادلة صعبة تجمع بين التواجد بلا تفريط، والاستمرار بلا تنازلات. ما أكثر المواهب التي ضلت الطريق وانساقت وراء السهل الرخيص الذي يمنح المال ولا يشبع رغبة الفنان في تقديم ما يروق له، وما أكثر عديمي الموهبة الذين يبدو وجودهم المفروض ثقيلا سخيفا يزيد من أعباء الحياة. في عيد ميلاد العلايلي، نستعيد ذكري عمالقة غابوا بأجسادهم، وننسي أو نتناسي من حولوا الفن إلي تجارة والرسالة إلي سبوبة والتمثيل إلي وسيلة ارتزاق، ندعو للجادين، الحي منهم والراحل، بطول البقاء، وندعو للضالين الذين يرفعون رايات الابتذال بالهداية والرحمة.