تحول مشروع كباري البلينا في سوهاج والذي بدأ منذ 5 سنوات بهدف القضاء علي الاختناقات المرورية وربط طريق القاهرة - أسوان بمنطقة أبيدوس الأثرية إلي لغز محير يشغل بال أهالي قري المركز في ظل الانتهاء من إقامة بعض هذه الكباري دون تشغيلها مثل كوبري بني حميل الذي افتتح العام الماضي ومازال مغلقًا حتي الآن بالإضافة إلي الاستمرار في البحث عن مواقع للبدء في إنشاء الكباري الأخري بباقي القري. الكباري الجديدة لم تتسبب في حيرة أهالي البلينا فقط بل كانت أيضًا وراء معاناة بعضهم ومنهم أبناء قرية السمطا الذين باتوا مهددين بفقدان أراضيهم ومنازلهم بسبب الاختيار المفاجئ لمساحات كبيرة من الأراضي التي يملكونها ضمن موقع الكوبري الجديد. معاناة أهالي السمطا بدأت كما يرويها اللواء عبدالمعطي نور الدين وكيل وزارة سابق باختيار موقع الكوبري بأرض حوض سلامة جنوب مطحن أبيدوس إلا أن أحد الأهالي تقدم بشكوي إلي الوحدة المحلية لمركز البلينا يتضرر فيها من إقامة الكوبري لرغبته في إنشاء مصنع للطوب الطفلي بذات الموقع. وأضاف نور الدين أن الهيئة العامة للطرق والكباري قررت تعديل الموقع وتحميل المتضرر تكلفة دراسة الجدوي الخاصة باختيار المكان البديل وبالفعل قامت الهيئة باختيار الموقع الجديد علي بعد أمتار من حوض سلامة ولم يعترض الأهالي رغم نزع مساحات كبيرة من أراضيهم. وأشار عبدالمنصف علي موظف إلي أنه بعد عدة أشهر فوجئ الأهالي باختيار موقع ثالث يضر بأراضيهم ويتسبب في ضياعها بالكامل بالرغم من إعداد إدارة أملاك الدولة مذكرة للمحافظ اللواء محسن النعماني تؤكد أن مسار الكوبري الجديد لا يتعارض مع الكتلة السكنية أو المنازل المأهولة بالسكان! وأوضح علي أن الموقع الجديد والذي تصل مساحته إلي 8 أفدنة يهدد أكثر من 100 أسرة من أبناء قرية السمطا بالتشرد في ظل نزع أراضيها التي تعد من أخصب الأراضي الزراعية بالمركز. وقال ثروت عزيز مزارع أن الكوبري الجديد سيؤدي إلي ضياع أرضه التي يعتمد عليها كمصدر رزق رئيسي مطالبًا بضرورة إعادة مسار الكوبري إلي الموقع الذي تم اختياره مسبقًا. ولفت أحمد بهلول وعصمت السنوسي من أبناء قرية بني حميل إلي أن وزير النقل افتتح الكوبري الذي أقيم بجوار محطة السكة الحديد العام الماضي بتكلفة تصل إلي 3 ملايين جنيه وبالرغم من ذلك لم يتم تشغيل الكوبري حتي الآن ليقوم بدوره في القضاء علي الاختناقات المرورية التي تشهدها القرية عند مرور القطارات لتكدس السيارات أمام المزلقان. وأشار ممدوح إبراهيم وعبدالجابر يوسف وخالد عبدالحفيظ إلي إمكانية الاستفادة من كوبري بني حميل كبديل عن الكوبري العلوي بالسمطا نظرًا لإمكانية أدائه لذات الغرض مما سيؤدي إلي توفير المبالغ الكبيرة التي كانت ستنفق علي الكوبري الجديد مؤكدين أن المجلس المحلي للمحافظة لم يعتمد الموقع الجديد للكوبري حتي الآن. وأضاف نظير سعيد وأحمد العماري وعلاء محمد أن أهالي السمطا فوجئوا خلال الأسابيع الأخيرة بقيام لجنة هندسية تضم مسئولي المحافظة والوحدة المحلية بعمليات الرفع المساحي للأراضي مطالبين بتغيير مسار الكوبري لإنقاذ أسرهم والتي تعتمد علي هذه الأراضي كمصدر رزق أساسي.