لقد تسببت التدخلات غير الوطنية وذات المنظور الشخصي.. في وجود أشكال متباينة من الانقسامات الفلسطينية، وهو ما جعل القضية الفلسطينية ترتبط بأجندات خارجية يتم توظيفها لصالح تلك القوي المذكورة سواء كانت حماس أو سوريا أو إيران. بالإضافة إلي الدور التركي كوسيط مفترض.. يسعي إلي اكتساب ثقة الموقف العربي.. خاصة بسبب عدم انحيازه إلي إسرائيل. وهو الأمر الذي قامت تركيا بتوظيفه بعد اشتباك أردوغان مع شيمون بيريز علي البروتوكول و(أولية) الكلام لكل منهما علي أنه اختلاف حول أزمة غزة. علي الرغم من أن القضية الفلسطينية قد ظلت لسنوات طويلة.. القضية الجامعة للعرب والموحدة لمواقفهم، فإن الفترة الأخيرة قد شهدت تحول القضية الفلسطينية إلي قضية (مفرقة) لأجندات غير خالصة النوايا. وبالتالي، أصبح الصراع أيديولوجيا لتحقيق أهداف شخصية، وليس سياسيا لترسيخ القضية الفلسطينية كقضية وطنية بالدرجة الأولي، ومن الواضح أن جميع أشكال الصراع السابقة تصب في صالح إسرائيل ومحاولة البعض التقرب منها بشكل فردي علي حساب القضية الفلسطينية. وأصبحت العلاقة مع إسرائيل مطمعاً من بعض الدول لتحسين علاقتها بالولايات المتحدةالأمريكية بشكل غير مباشر. إن المتتبع للصراع العربي العربي؛ يستطيع أن يلحظ أن تبني بعض الدول لمواقف سياسية محددة تجاه القضية الفلسطينية.. قد أسفر عن دخول مفردات العمالة والخيانة علي قاموس السياسة العربية. وتحولت الاستعانة بالأجنبي والتحالف مع القوة الإرهابية هي المدخل الآن للقضية الفلسطينية. إن المشهد الحالي.. يؤكد أن الجميع يسعي إلي تحقيق أهدافه بغض النظر عن الصالح الوطني الفلسطيني. ولا يمكن أن نغفل أن الصراعات العربية - العربية تصب في صالح تحقيق الأهداف الإسرائيلية في ظل وجود غياب حقيقي لحكماء فلسطين، وهي المسئولية المفقودة التي سيحاسبهم التاريخ عليها لإنهاء حالة الخلاف القائم التي تراجعت فيها قيمة الوطن الفلسطيني وقيمة الشعب الفلسطيني وتحديات بقائه وأمانه. لن يكون هناك من هو حريص علي المصلحة الفلسطينية والوطن الفلسطيني.. سوي الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولي. وللأسف، ما زال هناك فريق من أصحاب المصالح الذين يهتمون بالشكل وليس المضمون.. أي الاهتمام بالمصالح الشخصية والمكاسب السريعة واستمرار الصراع لضمان بقائهم والصراع علي صورة الوطن. تحتاج الدولة الفلسطينية إلي جهد دبلوماسي ووطني بالدرجة الأولي، وهو ما لن يتحقق سوي بوحدة الصف الفلسطيني ومواجهة إسرائيل كفريق وجماعة فلسطينية واحدة لا تهتم بمصالحها الشخصية وارتباطاتها الإقليمية لكي يكون هناك وطن فلسطيني واحد. إن ما يحدث الآن لا يمكن أن نحسبه علي قوة إسرائيل وذكاء قادتها؛ بقدر ما يحسب علي الانقسام الفلسطيني. لأنه لو أجمعت كل الحكومات الإسرائيلية علي خرق الوحدة الفلسطينية.. ما كانت لتصل إلي ما وصل إليه الآن حال القضية الفلسطينية. فقد كان الدم الفلسطيني (محرمًا) علي الفلسطينيين قبل ذلك في جميع الخلافات الفصائلية من أجل تحقيق الهدف الأساسي في مواجهة إسرائيل. وعليه العوض!!