بوادر انقسام حاد في الطريق للمنتخب الوطني قبل مواجهته المرتقبة أمام رواندا في إطار مباريات الجولة الرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم القادمة بجنوب أفريقيا.. ويرجع الانقسام لتمسك بعض اللاعبين بصدور الفتوي الجديدة المعلنة من قبل دار الافتاء التي تجيز الإفطار في شهر رمضان بدعوي أن لاعب الكرة أجير ومرتبط بعمل ملزم هو مصدر رزقه الوحيد، والصيام سيؤثر علي أدائه فمن حقه الإفطار. في المقابل رفضت جبهة أخري تضم كلاً من محمد أبو تريكة ووائل جمعة وأحمد فتحي هذه الرخصة وأعلنوا مبكراً مع أولي أيام معسكر الإعداد للمباراة المهمة غداً تمسكهم بالصيام سواء خلال فترة التدريبات في القاهرة قبل السفر الأربعاء القادم أو حتي هناك في رواندا أو في يوم المباراة ذاتها التي حرص الجانب الرواندي علي اختيار توقيت قاتل لها في تمام الساعة الثالثة عصراً لعلمهم بصيام لاعبي المنتخب الوطني الأمر الذي قد ينال من عزيمتهم في المواجهة المصيرية التي سيتحدد علي ضوئها استمرار الفراعنة في المنافسة علي بطاقة الصعود الوحيدة من عدمها. حسن شحاتة المدير الفني رفض إعلان موقفه من القضية الشائكة لكنه قال إنه سيترك كل لاعب علي حريته الشخصية. يذكر أنها ليست المرة الأولي التي يشهد فيها شهر رمضان خلافاً علي جواز إفطار اللاعبين من عدمه، حيث سبق أن حدث الجدل في العام الماضي عندما توجه المنتخب الوطني إلي الكونغو لمواجهة منتخبها في آخر مباراة بالتصفيات في المرحلة الأولي للمونديال، وكان لازماً علي الفريق الوطني الفوز لضمان التأهل للمرحلة النهائية التي يخوض مبارياتها حالياً. الطريف أن معظم اللاعبين أقبلوا علي الإفطار وكان في مقدمتهم أحمد المحمدي الظهير الأيمن والمهاجم الدولي عمرو زكي. لكن محمد أبو تريكة تمسك بالصيام وكان هو صاحب هدف الفوز الوحيد والتأهل وقتها. الانقسام ستتضح معالمه الرئيسية هناك في رواندا وتحديداً يوم المباراة بعد أن أجمع اللاعبون علي الصيام خلال فترة الاستعداد للمباراة، ساعدهم في ذلك برنامج الجهاز الفني الموضوع بالتدريب علي فترتين الأولي عصراً في الثالثة والنصف، والثانية في العاشرة مساء تحسباً لأي موقف من أي لاعب تاركاً الحرية كاملة لهم. الأزمة لم تكن مقصورة علي الكرة المصرية فحسب، بل تعيش تفاصيلها نظيرتها المغرب بعد أن قاد الثلاثي الدولي هشام بوشروان المحترف بفريق اتحاد جدة السعودي ويوسف السفري لاعب وسط قطر القطري وأمين الرباطي مدافع الوحدة الإماراتي اتجاه رفض الإفطار في رمضان أثناء لقاء المنتخب المغربي أمام توجو في اليوم التالي لمواجهة مصر بنفس التصفيات. المثير في الأزمة أن سبب الفتوي هذه المرة ليس المنتخب الوطني الأول الذي يعيش أحرج مراحله الكروية إنما منتخب الشباب الذي طالب جهازه الفني بقيادة التشيكي ميروسلاف سكوب ومعاونه هاني رمزي بإفطار اللاعبين ليتمكنوا من الحفاظ علي لياقتهم البدنية والفسيولوجية في شهر رمضان وما بعده حيث ينتظر أن تنطلق بطولة العالم المقامة في القاهرة في الفترة ما بين 24 سبتمبر حتي 16 أكتوبر أي بعد ثلاثة أو أربعة أيام فقط من انقضاء شهر رمضان وحتي لا يؤثر الصيام في أدائهم، لكن اللاعبين رفضوا وأصروا علي الصيام رافضين الأخذ بالفتوي.