يمر فى هذا العام ستة وسبعون عامًا على قيام دولة إسرائيل التى قامت بعد اغتصابها واحتلالها أرض دولة فلسطين، ولقد جاء قرار مجلس الأمن الأخير بعدم قبول فلسطين عضو كامل فى الأممالمتحدة بعد استعمال الولاياتالمتحدةالأمريكية حق الفيتو، مخيبًا لامال الداعين إلى السلام، وصدمة لمن يعرف تاريخ هذه البلاد، فمنذ مئات السنين كانت فلسطين دولة قائمة بذاتها وتنعم بالأمن والأمان فى ظل دولة الخلافة الإسلامية فى عهد الخلفاء الراشدين منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عام 636م والخلافة الأموية والعباسية والدولة الفاطمية ودولة المماليك إلى الدولة العثمانية لمدة 400 عام من عام 1517 إلى أن سقطت فى أيدى القوات البريطانية عام 1917 أصبحت فلسطين مطمعا للحركة الصهيونية. وهى حركة سياسية أسسها الصحفى النمساوى اليهودى تيودور هيرتزل للتخلص من الاضطهاد المستمر لليهود فى أوروبا على هذا الأساس كان هرتزل يدرس فكرة السيادة اليهودية، فنشر فى عام 1896 كتابه «الدولة اليهودية» وذكر فيه أن أوروبا لا يمكن أبدا أن تقبل اليهود كمواطنين متساوين مع بقية المواطنين. أستنتج هرتزل أن الحل الوحيد لمواجهة الحملة اللاسامية تتمثل بهجرة ضخمة لليهود إلى أرض يمكن لهم أن يعتبروها ملكا لهم، وحدد دولة فلسطين مكانا لقيام هذه الدولة بدعوى أن لليهود تاريخ قديم فى أرض فلسطين، وهرتزل هو الذى ابتكر عبارة إذا صدق عزمكم فهى ليست اسطورة»أى إذا صدق عزمكم ليس من الصعب تحقيق مانريده وهذه العبارة هى شعار دولة إسرائيل حتى اليوم ولتحقيق ذلك تم انعقاد المؤتمر الصهيونى الأول فى اغسطس عام 1897م فى بازل بسويسرا والذى تم فيه وضع خطة تنفيذ إقامة الدولة، على أن بتم التقرب بكل الوسائل الى الدولة العظمى فى العالم فى ذلك الوقت أى بريطانيا لتحقيق هذا الهدف ولما رفض السلطان عبدالحميد الثانى إعطاء اى تسهيلات لهم فى فلسطين تم اقتراح أن تكون الدولة اليهودية فى أوغندا أو الارجنتين، وذلك يبن أكذوبة ما يرددونه عن فلسطين بأنها (أرض الميعاد).بعد وفاة هرتزل عام 1904م تولى قيادة الحركة الصهيونية عالم الطبيعة اليهودى البريطانى حاييم وايزمان والذى اكتشف الاسيتون وتقرب الى بلفور وزير الخارجية البريطانى والذى أعطى اليهود وعد بلفور بعد سقوط فلسطين فى يد الإنجليز عام 1917م، وبعد وضع فلسطين تحت الحماية البريطانية عام 1920م والتى شجعت هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين ويذكرنا التاريخ بأن أكبر مشجع ومساعد للهجرة اليهودية هو البريطانى تشرشل وزير المستعمرات فى ذلك الوقت والذى أصبح رئيسا للوزراء خلال الحرب العالمية الثانية.ادرك الشعب الفلسطينى هذا الخطر الصهيونى وقاوم بلا هوادة وبعد الحرب العالمية الثانية تلقى الصهاينة الدعم من أغلب الدول الاوروبية وأمريكا وروسيا ،وكان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 والذى أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947م ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطانى على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى ثلاثة كيانات جديدة، كالتالى دولة عربية: تبلغ مساحتها ما يمثل 42.3% من فلسطين ودولة يهودية: تبلغ مساحتها ما يمثل 57.7% من فلسطين، ثم القدس وبيت لحم والأراضى المجاورة، تحت وصاية دولية أى أن هناك اعترافا دوليًا بدولة فلسطين منذ عام 1947م، ثم جاء اليوم المشئوم عندما أعلن بن جوريون قيام دولة إسرائيل فى يوم 15 مايو عام 1948وفى نفس اليوم اعترفت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية.