السيسى: مصر بجيشها وشعبها واجهوا معًا قوى الشر والظلام التى أرادت أن تطفئ نور الوطن شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، والذي يأتي بالتزامن مع الاحتفال بمرور 50 عاما على حرب أكتوبر المجيدة. وخلال الاحتفال ألقي الرئيس كلمة قال فيها:" تبلغ سعادتى مداها، ونحن نحتفل معا، بتخريج جيل جديد من أبناء مصر.. الذين تعلموا فى مدرسة العسكرية المصرية، مبادئ الوطنية والبطولة، وقيم الكرامة والعزة، وعاهدوا الله واهبين أنفسهم للوطن، محافظين على أرضه ومقدرات شعبه.. اختاروا أن يكونوا درع الوطن وسيفه، تسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية، فى هذه الأكاديمية العسكرية العريقة.. أوجه لكم، تهنئة ممزوجة بكل الأمنيات القلبية الطيبة، بانضمامكم إلى صفوف القوات المسلحة المصرية.. لتنضموا إلى خير أجناد الأرض". وأضاف الرئيس:" كما يطيب لى، أن أعرب عن عظيم التهانى لأسركم الكريمة.. الذين يحصدون اليوم، ثمار ما زرعوه فى نفوسكم ووجدانكم، من قيم ومبادئ.. وأقدم لهم التحية الواجبة..وأود كذلك، أن أغتنم هذه الفرصة مع هذا الجمع الكريم، لتوجيه تحية تقدير وإجلال، لشهداء مصر الأبرار.. الذين قدموا أرواحهم، ليظل هذا الوطن باقيا، وتظل كرامته مصونه، ورايته عالية خفاقة بين الأمم". وتابع:" شعب مصر العظيم، أوجه حديثى إليكم، وإلى كل شعوب الأرض، بكلمات واضحة، وعبارات لا تحتمل تأويلا..إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا، قد صاغوا ميثاق الشرف العربى، فى وجدان الضمير المصرى ما جعل مصر، دائما وأبدا، فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية، مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك، من أجل الحق العربى المشروع، حين كانت الحرب، فكنا مقاتلين.. وكان السلام، فكنا له مبادرين.. لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدا.. واليوم ونحن فى قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعى دءوب من أطراف متعددة، للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها، الساعى لإقرار السلام، القائم على العدل، وعلى مبادئ "أوسلو"، والمبادرة العربية للسلام، ومقررات الشرعية الدولية.. إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار.. وإلى صراعات صفرية، لا منتصر فيها ولا مهزوم.. صراعات تخل بمبادئ القانون الدولى والإنسانى، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق". واستطرد السيسي:"وإدراكا منى، ويقينا بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يعول عليه، فإننى أدعو كل الأطراف، إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورا للمسار التفاوضى، تجنبا لحرائق ستشتعل فلن تترك قاصيا أو دانيا.. إلا وأحرقته، مع استعداد مصر، أن تسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كل الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة.. دون قيد أو شرط". وأردف:"وأؤكد بشكل واضح، أن سعى مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجى، يحتم عليها ألا تترك الأشقاء فى فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطينى الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقه الشرعية فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه، بل هو عقيدة كامنة فى نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ولن يتأتى ذلك، إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورا والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعى، والحصار والتجويع والتهجير، وأؤكد ضرورة عدم تحمل الأبرياء، تبعات الصراع العسكرى وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطينى، بشكل عاجل ويجب على المجتمع الدولى اليوم، أن يتحمل مسئولياته فى هذا الصدد فمن أجل السلام.. فليعمل العاملون". وأشار إلي إن مصر بجيشها وشعبها، يصيغون على مدار عقد كامل، صيغة للمستقبل منذ أن انحاز الجيش لإرادة المصريين، وواجهوا معا، قوى الشر والظلام، التى أرادت أن تطفئ نور الوطن وكانت إرادة الله، أن يظل نور مصر باقيا، ليفيض على العالم بالسلام والمحبة، متابعًا:" واجهنا الإرهاب والترويع.. استعدنا بناء المؤسسات.. واجهنا التحديات بالتنمية والبناء، وسنظل نواجه كل التحديات، بإصرار وعزيمة، وباصطفافنا الوطنى عاقدين العزم، أن تظل مصرنا العزيزة فى صدارة الأمم وأن ينعم شعبها، بحياة كريمة تليق به وبجيش مصر وشعبها: ستحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر". وقد بدأت فعاليات الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية 2023، بعزف السلام الجمهوري فور وصول الرئيس السيسي إلى منصة الاحتفال، عقب ذلك أدى حرس الشرف من طلبة الكليات العسكرية التحية العسكرية للرئيس. وبدأ الحفل بمراسم وضع وسام الجمهورية العسكري على علم القوات المسلحة، بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، وظهر في سماء العرض طائرات مقاتلة، تشكل رقم 50 تزامنا مع الاحتفال بمرور 50 عامًا على نصر أكتوبر المجيد. وأعلن العميد ياسر وهبة، مقدم الحفل، تصديق رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، على منح علم القوات المسلحة وسام الجمهورية العسكري، حيث قام الرئيس بتقليد علم القوات المسلحة وسام الجمهورية العسكري. وعقب ذلك ظهرت في سماء العرض طائرات الهليكوبتر (جازيل) تحمل علم مصر وعلم القوات المسلحة المصرية وأعلام الأفرع الرئيسية وعلم الأكاديمية العسكرية. مصنع الرجال وخلال الحفل عُرض فيلم تسجيلي حول تدريبات الأكاديمية والكليات العسكرية، "مصنع الرجال"، واستعرض الفيلم التدريبات الشاقة التي يتمرن عليها طلبة الكليات العسكرية المختلفة من الكلية الحربية والجوية والدفاع الجوي والفنية السعرية والكلية العسكرية التكنولوجية. ثم زين سماء الكلية الحربية عرض للقوات الجوية بمقاتلات من طراز (إف 16) من الجيل الرابع ذات القدرة العالية على المناورة وتنفيذ المهمات الصعبة مثل "الجو جو" و"الجو أرض"، التي لها دور بارز في أعمال مكافحة الإرهاب. وتضمن الاستعراض طائرة الإنذار المبكر "E-2C" ترافقهما طائرتان ميراج 2000، وتقوم طائرات ميراج بالانفصال وعمل مناورة حادة تظهر القدرة العالية على المناورة وكفاءة طياري القوات الجوية، وتتقدم المقاتلات (F-16) متعددة المهام بالمشاركة في الاحتفال بتخرج طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية والتي تعتبر من المقاتلات المتطورة التي يعتمد عليها في تنفيذ المهام لما تتمتع به من قدرات قتالية عالية. ثم شاركت في العرض طائرات الرافال، التي تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتقدم انضماما للقوات الجوية، وطائرات (ميج- 29) متعددة المهام من الجيل الرابع المتقدم التي يمكنها التعامل مع جميع الأهداف الجوية والبحرية والأرضية، ثم تقدمت في مواجهة المنصة طائرة نقل استراتيجي (اليوشن 76 أم إف) وبجانبها طائرات محمية بطائرات الرافال. واستعرض فريق الفروسية للأكاديمية العسكرية مهاراتهم بمشاركة فرسان وفارسات نادي الفروسية للقوات المسلحة، وشارك فرسان الأكاديمية الحاصلين على بطولة الجمهورية والعديد من البطولات الدولية لقفز الحواجز، كما شارك في الاحتفال طلبة دورة الفروسية الأولى المنعقدة بالأكاديمية العسكرية بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي للعمل كضباط مكلفين بالقوات المسلحة. رجال الصاعقة والمظلات وبعد ذلك تم عرض القوات الخاصة، حيث ظهر رجال الصاعقة والمظلات خلال استعدادهم للوصول إلى ساحة العرض، وتقوم طائرات الأباتشي بمهمة تأمين عمل قوات الاقتحام الرئيسية، حيث توفر الغطاء الجوي لمقاتلي الصاعقة خلال تنفيذ المهام المختلفة. وتتقدم طائرات الهليكوبتر طراز "أوجستا 149" المحملة برجال الصاعقة لتنفيذ مهام الاقتحام الرئيسي للمنشآت، حيث تعتبر القوات الجوية جزءًا لا يتجزأ من تنفيذ الصاعقة لمهامها المختلفة لما تقدمه من دعم فعال للقوات وتنفيذ الحماية والغطاء الجوي لها. وفي الأمام نفذ مقاتلو الصاعقة اجتياز الموانع الطبيعية والصناعية المختلفة، وعلى الأجناب تنفذ قوة الإنزال اقتحام المباني ومهارات التسلق باستخدام الحبال وشبكات التسلق، وتعتبر المروحية "أوجيستا" التي تقوم بإنزال المقاتلين لتنفيذ مهامهم من المروحيات الأكثر تطورًا لما لها من قدرات وإمكانيات متطورة. ودخلت ساحة العرض مركبة اقتحام محمل عليها طاقم اقتحام من رجال الصاعقة لاقتحام المباني باستخدام الكلاب الحربية ومؤمنة بمعدة حربية، في منظومة متكاملة تتسم بالدقة في الآداء يعمل من خلالها رجال الصاعقة بالتعاون مع القوات الجوية. وعقب ذلك ظهر في سماء العرض تشكيل مكون من 50 معدة من معدات الدلتا لرجال المظلات وهو رقم عالمي قياسي جديد لأول مرة في سماء البلاد احتفالاً بمرور 50 عامًا على نصر أكتوبر. يذكر أن معدة الدلتا من أهم معدات الطيران الشراعي والتي تم إدخالها حديثًا ضمن قوات المظلات لمواكبة مسيرة التطور العالمي في مجال التسليح وتستخدم في تنفيذ المهام الخاصة لما تتمتع به من خفة الحركة والقدرة العالية على المناورة. وعقب ذلك، ظهر في سماء العرض رجال القفز الحر لقوات المظلات في تشكيل الماسة والمكون من 50 قافزًا، حيث شاركوا في تسجيل الرقم القياسي العالمي لتشابك 50 قافزًا من دولة واحدة تشكيل الماسة
ثم بدأ فصل تشابك تشكيل الماسة ليظهر، في سماء العرض، تشكيل الماسة 36 قافزًا والذي تم تنفيذه في سماء مصر لأول مرة عام 2010، وأعقبه فصل آخر للتشابك ليظهر تشكيل الماسة 25 قافزًا والذي تم تنفيذه عام 2008، ثم ظهر تشكيل الماسة 16 قافزًا والذي نفذ عام 2007، وكأخر فصل في تشكيل الماسة تم تشكيل ماسة من 9 قافزين والذي كان نواة لبدء تشكيل الماسة في مصر عام 2005، وأعقب ذلك استعداد القافزين للوصول إلى أماكنهم المخططة في أداء راق ومتميز ينم عن المهارة العالية. كما شهد الحفل استعراض مجموعة من المعدات التي شاركت في حرب أكتوبر 1973، والتي أثبت فيها الجندي المصري مواقفه البطولية الراسخة في أذهان الشعب المصري، حيث استخدم أسلحة ومعدات تخطى بها قدراتها الفنية والقتالية ليسطر بها أمجاده وبطولاته. وعقب ذلك قام الرئيس والحضور بالوقوف تحية لأعلام الدول العربية الشقيقة التي شاركت مصر حربها عام 1973 (المملكة الأردنية الهاشمية، الإمارات العربية المتحدة، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق، دولة فلسطين، دولة الكويت، دولة ليبيا، المملكة المغربية، الجمهورية اليمنية) . ثم شارك فريق الألعاب الجوية المصري "النجوم الفضية"، حيث قدمت الطائرات مجموعة من المناورات الجوية. وعقب ذلك، قدم رجال الموسيقى العسكرية، عروضهم في ساحة العرض، وذلك من خلال عزف عدد من الأغاني الوطنية المرتبطة بنصر السادس من أكتوبر، ثم قامت مجموعة من خريجي الكليات العسكرية بعرض المهاراتهم الفنية باستخدام السلاح، وعقب ذلك تم عرض مجموعة من الرسومات باستخدام الإضاءة. وبعد ذلك، تم تنفيذ طابور العرض العسكري، بمشاركة خريجي الكليات العسكرية من مختلف التخصصات، كما شارك في العرض مجموعة من أعلام الدول التي شاركت مصر في حربها عام 1973. وشهدت فعاليات حفل تخريج دفعة جديدة من الكليات العسكرية، أداء الطلاب الخريجين لسلام الشهيد، وتقديم التحية إلى أرواح الشهداء. وأعلن رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة نتيجة التخرج وتصديق القائد للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي على نتائج الكليات العسكرية كالتالي: أولًا: منح طلبة الدفعة 117 حربية والدفعة الثالثة من الحاصلين على المؤهلات العليا درجة بكالوريوس العلوم العسكرية. ثانيًا: منح طلبة الدفعة الثانية ضباط متخصصين وطلاب الدفعة الثالثة من حاملي الدراسات العليا شهادة إتمام الدراسة العسكرية. ثالثًا : منح طلبة الدفعة 74 بحرية والدفعة الثالثة من الحاصلين على المؤهلات العليا درجة بكالوريوس العلوم البحرية. رابعًا : منح طلبة الدفعة 90 طيران وعلوم عسكرية درجة بكالوريوس الطيران والعلوم العسكرية الجوية. خامسًا: منح طلبة الدفعة ال 51 دفع جوي والدفعة الثالثة من الحاصلين على المؤهلات العليا درجة بكالوريوس العلوم العسكرية للدفاع الجوي. سادسًا: منح طلبة الدفعة 60 فنية عسكرية درجة بكالوريوس الهندسة وشهادة إتمام الدراسة العسكرية. سابعًا: منح طلبة الدفعة الخامسة والسادسة من كلية الطب للقوات المسلحة درجة بكالوريوس الطب والجراحة وشهادة إتمام الدراسة العسكرية. ثامنًا: منح طلبة الدفعة 52 من الكلية العسكرية التكنولوجيا شهادة الدبلوم الفني للقوات المسلحة. وأشار إلى أن نسبة النجاح لمن انطبقت عليهم شروط التقدم إلى الامتحان بلغت 100%. ثم شهد الرئيس مراسم تسلم وتسليم القيادة من دفاعات الخريجين إلى الدفاعات الجديدة لاستمرار مسيرة العطاء والانضباط، وأدى الطلاب الجدد قسم الكلية عقب تسلم العلم. كما صدق الرئيس السيسي على منح أوائل الخريجين من الكليات العسكرية نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية تقديرًا لأدائهم واجباتهم بتفان وإخلاص أثناء الدراسة . وعقب ذلك تم تسليم وتسلم القيادة من دفعات الخريجين إلى الدفاعات الجديدة، وأداء القسم: "أعاهد الله على أن أحافظ على تقاليد كليتي في الداخل والخارج مطيعًا لأوامر قادتي مؤمنًا بشعار كليتي .. الواجب .. الشرف ..الوطن ". كما تم عرض فيلما عن قادة عظام من رموز العسكرية المصرية أطلقت أسمائهم على دفعات خريجي هذا العام تخليدًا لما قدموه من أعمال بطولية، ومن هؤلاء الرجال الفريق أحمد علي فاضل قائد القوات البحرية الأسبق، وتقديرًا لدوره وتاريخه العسكري تم إطلاق اسمه على الدفعة 74 بحرية، كما تم إطلاق اسم الفريق أحمد عبد الرحمن نصر قائد القوات الجوية الأسبق على الدفعة 90 طيران وعلوم عسكرية جوية وذلك تقديرا لعطائه العسكري، وإطلاق اسم الفريق مصطفى أحمد الشاذلي قائد قوات الدفاع الجوي الأسبق على الدفعة 51 دفاع جوي وذلك تقديرًا لعطائه العسكري. وأطلق اسم العقيد الشهيد حسام حمزة عبد العزيز على الدفعة 60 فنية عسكرية تقديرًا لما قام به بالدفاع عن أرض الوطن. وعقب ذلك ردد خريجو الكلية العسكرية القسم: "أقسم بالله العظيم أقسم بالله العظيم أقسم بالله العظيم أن أكون جنديًا وفيًا لجمهورية مصر العربية محافظة على أمنها وسلامتها حاميًا ومدافعًا عنها في البر والبرح والجو داخل وخارج الجمهورية مطيعًا للأوامر العسكرية منفذًا لأوامر قادتي محافظًا على سلاحي لا أتركه قط حتى أذوق الموت والله على ما أقول شهيد" 2 3 4