تجمع آلاف من شباب النيجر أمام الاستاد الرئيسى فى العاصمة نيامي، استجابة لنداء لدعم الحكام العسكريين والدفاع عن البلاد. ونقلت صحيفة «جانا ويب»، عن منظم هذه المبادرة التى شاركت فيها مجموعة من السكان المحليين، السبت، قوله إن «الجيش لم يشارك فيها، وإن كان على علم بهذه المبادرة، وسط تهديدات بحدوث تدخل خارجي». وتهدف المبادرة إلى دعوة المتطوعين لتسجيل أسمائهم من مختلف أنحاء البلاد للدفاع عن البلاد. واحتشد مئات الآلاف من الأشخاص فى ساحة كونسرتايون فى العاصمة نيامى بدعوة من أكبر منظمة مجتمع فى البلاد، وهى حركة النهوض بالوعى الوطني. ورحّب بيان الحركة بالمشاركة الواسعة للمواطنين، مشيرًا إلى أن هذا تجمع هو دليل على التزامكم بإنقاذ الوطن من التحديات التى تواجهه، بينها فرنسا التى تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد. كما ندد البيان بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، واصفا إياها ب»ذراع القوى الإمبريالية التى تعمل ضد مصالح الشعب النيجري». من جانبه، قال رئيس المجلس الانتقالى فى النيجر، الجنرال عبد الرحمن تشياني، الرئيس الفعلى للنيجر، للتلفزيون الحكومي، إنه يريد تشكيل حكومة انتقالية تبقى فى السلطة «لفترة لا تزيد عن 3 سنوات»، فى الوقت الذى حذر فيه من التدخل الأجنبي. وقال تشياني، إنه يريد قبل ذلك إجراء حوار وطنى شامل خلال 30 يوماً، والتشاور مع جميع النيجريين. وتولى تشيانى مقاليد الأمور فى النيجر الشهر الماضى عقب انقلاب مفاجئ، عندما اعتقل الحرس الرئاسى الرئيس محمد بازوم واستولى على السلطة. وأضاف أن «الحوار الوطنى سيوفر الأساس لوضع دستور جديد»، مؤكداً أن القرارات سيتم اتخاذها «بدون تدخل خارجي»، وتأتى تصريحاته بعد أن قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إن وزراء الدفاع فى المجموعة يعدون خطة للتدخل إذا لم يتم استعادة النظام الدستوري. وقالت إيكواس إنه تم تحديد موعد محتمل للتدخل، لكنه لم يتم ذكره علناً، وقال قادة النيجر الجدد، رداً على ذلك، إنهم طوروا استراتيجية دفاعية «بإجراءات ملموسة» مع مالى وبوركينا فاسو إذا قررت إيكواس «خوض الحرب». ويتولى الجيش مقاليد الحكم فى مالى وبوركينا فاسو فى أعقاب التمرد فى البلدين، ومع ذلك ، إذ أكدت إيكواس أن الحل السلمى يجب أن يظل أولوية وأن التدخل العسكرى لن يكون ضرورياً إلا فى حال فشلت الجهود السلمية. فى سياق متصل، كشف مصدر مطلع لوكالة «أسوشيتد برس»، أمس، أن المحادثات بين قادة المجلس العسكرى النيجرى ووفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس» لم تسفر عن نتائج تذكر. وقال مسئول حضر المحادثات التى جرت السبت إن الاجتماع «لم يسفر عن الكثير»، مشيرا إلى أن الجنود يتعرضون لضغوط من العقوبات الإقليمية لرفضهم إعادة رئيس البلاد الذى أطاحوا به قبل نحو شهر إلى منصبه، بينما يخشون من التعرض لهجمات من فرنسا. وكانت المحادثات التى استمرت ساعتين تقريبا هى المرة الأولى التى يلتقى فيها رئيس المجلس العسكري، الجنرال عبد الرحمن تشياني، الوفد بعد رفض محاولات سابقة. كما كانت المحادثات بمثابة خطوة دبلوماسية أخيرة تقوم بها الكتلة لحل الأزمة سلميا، وتلى إعلان الأسبوع الماضى بأن 11 دولة من الدول الأعضاء فى «إيكواس» - البالغ عددها 15، قد وافقت على التدخل العسكرى إذا لم تتم إعادة النظام الدستوري. وتظاهر المئات فى ساحة البرلمان فى العاصمة نيامى لدعم الجيش والتنديد بالتهديدات العسكرية لمجموعة إيكواس. وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة للجيش ورافضة للتدخل الأجنبي. وكان المجلس العسكري، قد دعا إلى هذه المظاهرات فى إطار الحشد الشعبي، الذى يقوم به لمواجهة الضغوطات الإقليمية والدولية.