ارتفعت حصيلة الحريق الذى أتى فى شكل شبه كامل على بلدة سياحية فى جزيرة ماوى الأمريكية فى أرخبيل هاواى، إلى ثمانين قتيلا، وفق ما افادت السلطات المحلية، وأوضحت مقاطعة ماوى أنه تم إجلاء نحو 1418 شخصا إلى ملاجئ، فيما أثار الجدل حول عدم استعداد السلطات فى هاواى التى ضربتها واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكا فى تاريخها الحديث. هذا وأعلنت المحامية العامة فى جزر هاواى الأمريكية فتح تحقيق فى إدارة الحرائق المدمرة فى وقت تحوم فيه العديد من التساؤلات حول ثغرات مفترضة، متعهدة بتفحص القرارات التى اتخذت قبل وأثناء الحرائق ومشاركة نتائج هذا التدقيق مع العامة. ثار الجدل حول عدم استعداد السلطات فى هاواى التى ضربتها واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا فى تاريخها الحديث. ووجه العديد من سكان لاهاينا، وهى نقطة جذب سياحية فى ماوى والعاصمة السابقة لمملكة هاواى التى أتت عليها النيران تقريبًا، الاتهامات علنًا على إدارة الأزمة. وأكد متحدث باسم الوكالة المسئولة عن إدارة الأزمات فى هاواى أن صفارات الإنذار التى كان من المفترض أن تُطلق فى حالة نشوب حريق لم يتم تفعيلها. وأوضح أنه تم إرسال تنبيهات إلى هواتف السكان المحمولة وبثها عبر الإذاعة والتليفزيون. وأشارت وسائل إعلام أمريكية عدة إلى أن مراجعة لرسائل الطوارئ فى مقاطعة ماوى أظهرت أنه بالتوازى مع رصد أول ألسنة لهب بالقرب من لاهاينا صباح الثلاثاء، كانت السلطات منهمكة بإخماد حريق أكبر بكثير فى كولا، وسط الجزيرة. وكانت 3 حرائق بينها الحريق الذى اندلع بالقرب من لاهاينا، لا تزال مستعرة فى جزيرة ماوى. أصبحت الحرائق الكارثة الطبيعية الأكثر هلاكاً فى تاريخ الولاية بعد أن تخطت كارثة تسونامى التى أودت بحياة 61 شخصاً على جزيرة هاواى الكبرى فى عام 1960 بعد انضمام هاواى إلى الولاياتالمتحدة. وقال المسئولون إن فرق البحث التى تستعين بكلاب مدربة على البحث عن الجثث قد تعثر على المزيد من ضحايا الحرائق التى أتت على ألف مبنى وشردت الآلاف، وهو ما يتطلب على الأرجح سنوات عديدة ومليارات الدولارات لإعادة البناء. من جهتها، أعربت رئيسة تايوان تساى إينج - وين عن تعازيها لهؤلاء الذين تضرروا بسبب حرائق الغابات فى ولاية «هاواى» الأمريكية. ونقل المتحدث باسم المكتب الرئاسى لين يو تشان عن تساى، قولها فى بيان إنه بالإضافة إلى قلقها، أصدرت الرئيسة تعليمات لوزارة الشئون الخارجية لنقل استعداد الحكومة لتقديم أى مساعدات ضرورية إلى أمريكا، طبقا لما ذكرته صحيفة «تايبيه تايمز» . وأضاف لين، أن الرئيسة تأمل فى تعافى سريع وعودة للحياة الطبيعية فى ولاية «هاواى». وطلبت تساى، من مكتب تمثيل البلاد فى هاواى مراقبة ودعم المواطنين التايوانيين، المحاصرين فى الكارثة، التى خلفت بلدة تاريخية فى هاواى فى أنقاض متفحمة. وذكرت مقاطعة ماوى فى بيان على الإنترنت، أن جهود مكافحة الحرائق تتواصل وأن حريق لاهاينا لم يتم احتواؤه بعد. وكان قائد الشرطة فى ماوى، قال فى وقت سابق، إن ألف شخص مازالوا فى عداد المفقودين، حيث لاذ السكان بالفرار من مناطق لم يعد بها كهرباء ولا خدمات هواتف أو انترنت. وأظهرت الصور التى التقطت من الجو، أن النيران أتت على أكثر من 270 مبنى فى بلدة لاهاينا الساحلية التاريخية، وحولتها إلى حطام ورماد. وفى كندا، تسبّبت حرائق الغابات التاريخية هذا العام فى انبعاث ما يعادل أكثر من مليار طن من ثانى أكسيد الكربون، وهو مستوى غير مسبوق، وفق تقديرات السلطات الكندية. وهذا يساوى تقريبا الانبعاثات السنوية لليابان (ما يعادل 1.12 مليار طن من ثانى أكسيد الكربون عام 2021)، خامس أكبر ملوث فى العالم، ويتجاوز الانبعاثات السنوية لقطاع الطيران العالمى فى العام 2022 (حوالى 0.8 مليار طن من ثانى أكسيد الكربون). وقال مايكل نورتن، المدير العام لهيئة إدارة الغابات الكندية «تحوّل هذا الصيف إلى ماراثون حقيقي» فى وقت يتحضّر غرب البلاد لموجة حرّ جديدة. وهذا الموسم، انتشرت الحرائق الضخمة فى كل أنحاء البلاد بكثافة هائلة محطمة أرقاما قياسية فى العديد من المقاطعات. ولا تزال كندا فى حالة تأهب قصوى من الحرائق منذ 90 يومًا، وهى فترة قياسية. وأتت الحرائق حتى الآن على 13.5 مليون هكتار، أى ضعف المساحة المحترقة القياسية فى العام 1989 والبالغة 7.3 ملايين هكتار، وفقا لمركز حرائق الغابات الكندى المشترك.