فقد وصلت القوات المسلحة السودانية إلى مناطق بمحيط القيادة العامة ومطار العاصمة الخرطوم، ونشرت قوات عسكرية فيها. كما أظهر مقطع فيديو لحظة انتشار عناصر من الجيش فى تلك المنطقة، بعد الوصول إليها، وأيضاً حجم الدمار الهائل الذى ألمّ بالمكان بفعل الاشتباكات المستمرة. أتت هذه التطورات بعدما أعلن المتحدث باسم الجيش السودانى نبيل عبدالله أن القوات المسلحة السودانية فرقة مشاة موجودة داخل مدينة زالنجى عاصمة ولاية وسط دارفور، نافياً سيطرة الدعم السريع على تلك المنطقة. وأضاف أن جميع قوات ووحدات الجيش فى أماكنها وجاهزة للتصدى لأى عدوان، وفق البيان. كما تابع أن قواته وجهت ضربات متعددة وناجحة بالخرطوم، بعد أن قامت قوات الدعم السريع بطرد مواطنين من منازلهم بمناطق الجيلى شمال الخرطوم، ومناطق بحى جبرة جنوبالخرطوم، وذلك بهدف استخدام المنازل للأعمال الحربية. فى الأثناء، أعلنت مجموعة من قوات حرس الحدود التابعة للدعم السريع انضمامها إلى قوات الجيش السودانى، استجابة لدعوة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بعدما دعا الأخير إلى احتواء أية قوات تابعة للدعم السريع وترغب فى الانضمام لقواته. يشار إلى أن تلك المناطق كانت شهدت معارك ضارية واشتباكات بين الطرفين منذ بدء الاقتتال الدامى قبل أشهر، فى محاولة من كليهما للسيطرة عليها. وبدأ الصراع فى السودان يوم ال15 أبريل الماضى، وقد توصل الطرفان لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار بوساطة سعودية أمريكية، إلا أنها لم تصمد. كما تم تعليق المفاوضات التى جرت فى جدة الشهر الماضي، بعد أن تبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك الهدنة. ترك الصراع فى السودان 24 مليون شخص - نصف سكان البلاد - فى حاجة إلى الغذاء ومساعدات أخرى، لكن 2.5 مليون فقط تلقوا مساعدات بسبب القتال الضارى ونقص التمويل، حسبما قال اثنان من كبار مسئولى الأممالمتحدة. ورسمت إيدن ورسورنو، مدير العمليات فى مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، وتيد شيبان، نائب المدير التنفيذى لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، الذى عاد لتوه من السودان، صورة مروعة للدمار والاضطراب فى السودان، مع عدم وجود محادثات سلام تلوح فى الأفق. قالت ورسورنو: النقاط الساخنة، مثل العاصمة الخرطوموجنوب كردفان ومناطق غرب دارفور، «مزقتها أعمال عنف لا هوادة فيها». ما يقرب من 4 ملايين شخص فروا من القتال، وهم يواجهون حرارة شديدة تصل إلى 48 درجة مئوية، وتهديدات بشن هجمات وعنف جنسى وموت. الوضع الآن أسوأ مما كان عليه فى عام 2004. 18 من عمال الإغاثة حتى الآن قتلوا فى السودان. وأدى الصراع المستمر منذ ما يقرب من أربعة أشهر إلى مقتل أكثر من 3 آلاف شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، وفقا لآخر الأرقام الحكومية الصادرة فى يونيو. لكن أطباء ونشطاء يقولون إن الحصيلة الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير. قبل اندلاع الحرب فى 15 أبريل، كان السودان يعانى بالفعل أزمة إنسانية.. الآن، حولت أكثر من 110 أيام من القتال الوحشى الأزمة إلى كارثة، تهدد حياة ومستقبل جيل من الأطفال والشباب الذين يشكلون أكثر من 70 بالمائة من السكان.