فيما يتواصل النزاع فى السودان، أطلق الجيش، أمس الاثنين، قذائف المدفعية تجاه تمركزات قوات الدعم السريع فى العاصمة الخرطوموأم درمان. ووقعت أيضًا اشتباكات بين الطرفين بالأسلحة الخفيفة فى الأحياء المتاخمة لسلاح المدرعات جنوبالخرطوم بعد عمليات تمشيط تقوم بها فرقة المهام الخاصة من الجيش. كما كثف طيران الجيش هجماته الجوية على شرق الخرطوم فى مناطق متفرقة منها أحياء بُرى والقاردن ستى والشاطئ. كذلك قصف محيط المدينة الرياضية جنوبالخرطوم، إذ أفاد شهود عيان فى محلية شرق النيل بأن مسيرات تتبع للجيش استهدفت عدة مواقع للدعم السريع فى المنطقة. يذكر أن السودان انزلق إلى هاوية الاقتتال بين الجيش والدعم السريع فى 15 أبريل الفائت. وتوصل الطرفان لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار بوساطة «سعودية - أمريكية». غير أن المفاوضات التى جرت فى جدة تم تعليقها الشهر الماضى بعد أن تبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك الهدنة. وتتركز المعارك فى العاصمة الخرطوم وضواحيها وإقليم دارفور غرب البلاد، إذ يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليوناً. فيما أسفر النزاع حتى الآن عن مقتل 3 آلاف شخص على الأقل، وتشريد أكثر من 3 ملايين. وقالت وسائل إعلام سودانية، إن قصفاً استهدف مستشفى فى أم درمان طال مستشفى يتواجد فيه الرئيس السودانى السابق عمر البشير، بعد أن غادر سجن كوبر، الذى كان معتقلاً فيه منذ اندلاع الاشتباكات فى السودان منتصف أبريل الماضى. وقال هاشم أبوبكر الجعلى، عضو هيئة الدفاع عن البشير، إن «القصف الذى طال مستشفى علياء استهدف الطابق الذى يقيم فيه كل من عمر البشير، وبكرى حسن صالح، وعبد الرحيم محمد حسين». ونقل القادة السابقون منذ عدة أشهر الى المستشفى بناء على تقارير طبية أفادت بحاجتهم للرعاية الصحية، وأن وجودهم فى سجن كوبر قد يتسبب فى تدهور أوضاعهم الصحية، بحسب موقع «سودان تربيون». وقال الجعلى إن «قوات الدعم السريع أطلقت صواريخ من ناحية الخرطوم فى اتجاه المستشفى، وبالأخص مكان إقامة البشير وبكرى حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين». وأشار إلى أنه تواصل مع أحد المرافقين جوار غرفة البشير، وأبلغه أنه بخير ولم يصب بأى أذى، لكن الطابق بالكامل تأثر جراء القصف. ويخضع قادة النظام السابق للمحاكمة بتهم التخطيط لانقلاب 1989 الذى أطاح بالحكومة الديموقراطية عبر انقلاب عسكرى دبرته الجبهة الإسلامية وقادتها الكبار، الذين يمثلون أيضاً أمام المحكمة مع مجموعة من العسكريين، لكن بقية المتهمين فروا من سجن كوبر بعد أيام من اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع. وأضاف «تسبب القصف فى أضرار كبيرة بمركز غسيل الكلى والعناية المكثفة وغرفة العمليات، بجانب عدد من غرف التنويم، وأصيبت سيدة مريضة بالمركز».