أثارت الحملة العسكرية التى بدأتها قوات الاحتلال على جنين فى الضفة الغربية أمس ردود فعل عربية وإسلامية. وأدانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلى المتواصل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وآخره العدوان على مدينة جنين أمس الاثنين. وحذرت الوزارة فى بيان من «استمرار دوامة العنف، ودعت المجتمع الدولى للتحرك الفورى لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية المحتلة.» فيما أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى عن إدانتها الشديدة «للجرائم التى اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي» فى مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد، معتبرة أن هذه «الجريمة النكراء تشكل امتدادًا لسجل الجرائم وإرهاب الدولة المنظم». وحملت المنظمة إسرائيل المسئولية المباشرة عن تداعيات هذه الجريمة النكراء التى تستدعى التحقيق والمساءلة، ودعت، فى الوقت نفسه، مجلس الأمن الدولى إلى تحمل المسئولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلى المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطينى محمد اشتية أمس إن السلطة تتابع مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل وقف العدوان. واتهم إسرائيل بارتكاب جريمة جديدة فى مخيم جنين، مؤكدًا أن ما يجرى هو محاولة جديدة لإزالة المخيم عن الوجود وتهجير أهله. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية، قد نفذت ضربات بطائرات مسيرة على مدينة جنين بالضفة الغربية خلال عملية، أمس الاثنين، ضمت مئات الجنود وأدت إلى اندلاع معركة بالأسلحة النارية استمرت حتى الصباح، مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص، فيما أكد مسئول إسرائيلى أن أى عملية عسكرية لا تنتهى فى يوم واحد. فيما تردد دوى إطلاق النار والمتفجرات فى أنحاء المدينة لعدة ساعات بعد الهجوم فيما حلقت طائرات مسيرة على ارتفاع منخفض. كما شوهدت ست طائرات مسيرة على الأقل تحلق فوق المدينة والمخيم المكتظ بالسكان الذى يضم حوالى 14000 نسمة فى أقل من نصف كيلومتر مربع. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه يتبادل حاليًا إطلاق نار مع مسلحين بالقرب من مسجد مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين فى الضفة الغربية بمشاركة طائرات الجيش. وجاء فى بيان المكتب الصحفى للجيش: «هناك حاليا تبادل إطلاق نار مع مسلحين بالقرب من مسجد مخيم جنين، وشنت طائرة ضربة لتحييد التهديد. من جانبها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 8 أشخاص وإصابة 50 فى جنين بينهم10 إصابات خطيرة. بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلى عقب جلسة الحكومة لتقييم العملية العسكرية فى جنين، «منحنا لقواتنا فى جنين الحرية فى اتخاذ القرارات». إلى ذلك، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلى إن العملية ستستمر طالما دعت الحاجة وأشار مسئولون إلى أن القوات قد تبقى لأيام. بينما ذكر وزير الطاقة يسرائيل كاتس عضو مجلس الوزراء المصغر لراديو الجيش الإسرائيلي: «أى عملية لا تنتهى فى يوم واحد». من ناحية أخرى، أغلق محتجون فى إسرائيل على خطة الإصلاح القضائي، أمس، جميع الطرق المؤدية إلى ميناء بحرى هام فى إسرائيل قبل تجمع للحشود فى المطار الرئيسي، ضمن خطوات تصعيدية على الخطة التى يروج لها ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. وكان نتنياهو، قد عمل على تهدئة بعض الاحتجاجات خلال محادثات للتسوية مع المعارضة، لكنها لم تثمر عن نتيجة. ويسعى الآن لتمرير حزمة تشريعية يقول إنها نسخة مخففة من التعديلات القضائية التى تسببت فى اضطرابات سياسية وألحقت الضرر بالاقتصاد. ونظراً لأن ائتلاف حكومة نتنياهو الدينية القومية يتمتع بأغلبية برلمانية مريحة، ينظم المعارضون المزيد من الاحتجاجات فى الشوارع فى محاولة لمنع التغييرات التى يرون أنها تهدد استقلال المحاكم. وأغلق عشرات المتظاهرين، بعضهم يرفعون العلم الإسرائيلى والبعض الآخر يقرعون الطبول، بوابة ميناء حيفا فى الشمال لمدة ساعة ونصف الساعة. وقال متحدث باسم الميناء إنهم منعوا دخول نحو مئة شاحنة وأخروا تحميل البضائع. ودعا زعماء الاحتجاجات إلى إغلاق مماثل لمطار بن جوريون الذى يمثل البوابة الدولية الرئيسية لإسرائيل، أمس. وتعهدت الشرطة بمنع تعطل العمل فى مطار بن جوريون وإبقاء الطرق إليه مفتوحة، مشيرة إلى حركة الطيران الكثيفة فى الصيف والحاجة إلى ضمان قدرة مركبات الطوارئ على الاستجابة لأى حوادث مثل الهبوط الاضطراري. ودعا منشور عبر الإنترنت المتظاهرين إلى التوجه للمطار حاملين حقائب وجوازات سفر لتجاوز الطوق الأمنى للشرطة على أنهم مسافرون. ويدافع نتنياهو، الذى يُحاكم بتهم فساد، عن التعديلات القضائية باعتبارها تعيد التوازن بين مختلف أجهزة الحكومة وتعالج ما يعتبره هو وحلفاؤه فى الائتلاف زيادة فى نفوذ المحاكم. وحثت واشنطن نتنياهو على السعى للحصول على توافق واسع النطاق بدلًا من الدفع السريع من جانب واحد بالتعديلات بشكل قالت إنه قد يقوض الديمقراطية.