سوريا تتصدى لهجوم صاروخي إسرائيلي.. و«سرايا القدس» تُسقط مُسيّرة للاحتلال في جنين

تصاعد التوتر الأمنى والعسكرى على الجهة الحدودية للاحتلال الإسرائيلى مع سوريا ولبنان، وكذلك في جنين بالضفة الغربية المحتلة، في وقت يشهد فيه الداخل الإسرائيلى توترات اجتماعية وسياسية، على إثر استمرار المظاهرات المناهضة لما يسمى ب«خطة إصلاح القضاء» للأسبوع 27 على التوالى، مع تهديد المحتجين بشل حركة مطار بن جوريون، وفي ظل وجود مخاوف من حدوث انشقاقات داخل جيش الاحتلال.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن جيش الاحتلال الإسرائيلى، قوله: «إن صاروخا مضادا للطائرات أُطلق من سوريا، انفجر في سماء إسرائيل، وفقًا للجيش الإسرائيلى، وسقطت شظاياه في مدينة رهط في النقب جنوبى (إسرائيل).
وفي غضون ذلك حلقت طائرات إسرائيلية فوق الجهة المقابلة لساحل لبنان الشمالى، فجر اليوم، وعقب ساعات أعلنت وسائط الدفاع الجوية السورية أنها تصدت لهجوم صاروخى إسرائيلى استهدف محيط حمص، دون وقوع خسائر بشرية.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكرى سورى قوله إن الاحتلال الإسرائيلى شن هجوما جويا على سوريا نحو الساعة 12:20 من منتصف الليل، من اتجاه شمال شرقى بيروت، مستهدفًا بعض النقاط في محيط مدينة حمص لكنها تصدت له.
من جهة أخرى، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى، أن كتيبة جنين أسقطت، صباح اليوم، طائرة مسيرة تابعة للاحتلال الإسرائيلى، وسيطرت عليها، بعد استهدافها فجرًا، بوابل من الرصاص، في سماء جنين، شمالى الضفة الغربية.
ويأتي ذلك وسط تصعيد الاحتلال انتهاكاته في محيط القدس ومدن وقرى الضفة الغربية المحتلة؛ إذ اقتحمت جماعات من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، من جهة باب المغاربة متسترين بحراسة مشددة من الشرطة وعناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلى، في وقت داهمت فيه قوات الاحتلال منازل المواطنين، واعتقلت مواطنين اثنين، من بلدة بيت إجزا شمال غربى القدس، ومعتقل ثالث من الخليل.
وفى رام الله، هاجم مستوطنون منازل فلسطينيين في قرية أم صفا، تحت حماية عناصر جيش الاحتلال، فيما أغلقت آليات الجيش الإسرائيلى مداخل المحافظة بالحواجز العسكرية، واحتجزت مركبات مواطنين، بدءًا من البيرة، مرورًا بقريتى عابود وعطارة شمال غرب المحافظة، وصولًا إلى بلدتى سنجل وعين سينيا.
وفى سلفيت، نصب الاحتلال حواجز عسكرية على مدخل المدينة الشمالى، وحاصر سكانها، وشن سلسلة مداهمات لمنازل المواطنين.
وحذرت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولى من تجاهل اقتحامات المستوطنين، المتواصلة للمسجد الأقصى، باعتبارها تصعيدًا خطيرًا لتكريس تقسيمه الزمانى، تمهيدًا لتقسيمه مكانيًا، لافتة إلى أن هذا التصعيد جزءٌ لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس.
وتتواصل التوترات السياسية والاجتماعية في الداخل الإسرائيلى، وسط مخاوف من نشوب انشقاقات في الجيش جراء استمرار المظاهرات الرافضة لما يسمى ب«خطة الإصلاح القضائى»، للأسبوع 27 في ظل الرفض الاجتماعى لها وتمسك وزراء اليمين المتطرف بتمريرها.
وشارك في المظاهرات 126 ألف متظاهر، إذ شهدت مدن في الداخل المحتل، بينها تل أبيب والرملة وحيفا وبئر السبع، تظاهرات ومسيرات منددة بمشروع القانون المثير للجدل، رغم تخلّى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن بند رئيسى من مشروع القانون، وفقًا للقناة 13 العبرية.
وهدد المحتجون بالاعتصام في ساحات مطار بن جوريون، وسط مخاوف من إغلاقه وشل حركته.
وحذر قائد المنطقة المركزية للشرطة الإسرائيلية، آفي بيتون، أمس، المتظاهرين من مغبة تعطيل حركة المرور على الطرق، مؤكدًا عدم تسامحه معهم.
ويعلل المتظاهرون احتجاجاتهم بأن القانون يستهدف الديمقراطية، ويقلّص سلطة المحكمة العليا لصالح تعزيز صلاحيات الكنيست ويمنحه السلطة لاختيار القضاة.
وفقًا ل«هآرتس»، الإسرائيلية، تهدد تلك المظاهرات جيش الاحتلال بانشقاقات داخلية، إذ «توقف مئات جنود الاحتياط عن التطوع في الوحدات العملياتية، التابعة لسلاح الجو الإسرائيلى، لحين التراجع عن التعديلات القضائية».
ووفقًا للصحيفة فإن 150 ألفا من وحدة «شلداغ»، هددوا بعدم الامتثال لأوامر الجيش حال لم تتراجع الحكومة عن التعديلات المثيرة للجدل، إضافة إلى رفع 700 من جنود الاحتياط عريضة، يحذرون فيها نتنياهو من مغبة تمرير التعديلات بشكل أحادى.