كشف دبلوماسى سعودى كبير عن استئناف طرفى النزاع فى السودان مباحثات حول تنفيذ خطط إيصال المساعدات الإنسانية فى مدينة جدة. ويستأنف وفدا الجيش السودانى وقوات الدعم السريع المباحثات فى جدة اليوم للتوافق بشأن كيفية تنفيذ خطط إيصال المساعدات الإنسانية وسحب القوات من المناطق المدنية. وكانت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع قد اندلعت منذ منتصف شهر أبريل الماضى فى العاصمة الخرطوم قبل أن تمتد إلى أنحاء مختلفة من البلاد، وسط انهيار سريع للوضع الإنسانى الهش فى البلد العربى الإفريقي. الخميس الماضي، وقع طرفا الصراع السودانى اتفاقًا أوليًا هو الأول من نوعه منذ بداية المعارك، اعتبره محللون «خطوة إيجابية وأول اختراق» لإطفاء لهيب الأزمة فى ثالث أكبر بلد إفريقي. وفيما تتسارع الجهود لاحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى السودان يبدو الحل السياسى غائبًا عن الأفق فى الوقت الراهن. تعاهدا على حماية المدنيين فى بيان منتصف الليل، إلا أنه ما إن انقشع الظلام، حتى محا الحبر الذى كُتب به اتفاق لم يكمل يومه الأول. ومنذ اندلاع الاشتباكات بشكل مفاجئ فى 15 أبريل الماضي، لم يبد أى من الجانبين استعدادا يُذكر لإنهاء القتال الذى أودى بحياة مئات الآلاف وقد يزج بالسودان فى أتون حرب أهلية شاملة. وأصدر الجانبان بيانات يوم الجمعة تبادلا خلالها الاتهامات بإيذاء المدنيين وغض الطرف عن الاحتياجات الإنسانية للسكان. وتسبب الصراع فى شل الاقتصاد السودانى وخنق حركة التجارة مما أدى لتفاقم الأزمة الإنسانية الكبيرة. وقالت الأممالمتحدة يوم الجمعة، إن 200 ألف نزحوا حتى الآن إلى الدول المجاورة. غير أن ممثل الأممالمتحدة الخاص للسودان فولكر بيرتس قال: إنه يتوقع استئناف محادثات وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة لم تصمد بسبب شعور كل طرف بقدرته على تحقيق النصر، لكنه أضاف أن كليهما يدرك الآن أن النصر لن يكون سريعًا. وفى أجزاء أخرى من دارفور، حيث تعتمل حرب منذ عام 2003 أودت بحياة 300 ألف وشردت 2.5 مليون، بدا وقف إطلاق النار الذى تم ترتيبه محليًا بين الجيش وقوات الدعم السريع صامدًا.