قالت المفوضية الأوروبية، أمس الأربعاء، إنها اقترحت خطة لمصادرة الأصول الروسية التى تم تجميدها لمعاقبة موسكو على غزو أوكرانيا. وذكرت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية، فى بيان: «لقد جمدنا 300 مليار يورو من احتياطيات البنك المركزى الروسى و 19 مليار يورو من أموال الأوليجارشية الروسية». وأضافت أنه على المدى القصير، يمكن للاتحاد الأوروبى وشركائه إدارة الأموال واستثمارها، حيث ستذهب العائدات إلى أوكرانيا بحيث تعوض فى النهاية عن الأضرار التى لحقت بالبلاد. وقالت: «سنعمل على اتفاقية دولية مع شركائنا لجعل ذلك ممكناً. ويمكننا معاً أن نجد السبل القانونية للوصول إلى ذلك». كما أشارت أيضاً إلى أن الاتحاد الأوروبى سيقترح إنشاء محكمة متخصصة، تدعمها الأممالمتحدة، «للتحقيق فى جريمة العدوان الروسية ومقاضاة مرتكبيها». وبالتزامن مع ذلك، أفادت وسائل إعلام غربية بوقوع انفجار فى السفارة الأوكرانية بالعاصمة الإسبانية، مدريد، أسفر عن إصابة أحد موظفى السفارة. وأفادت صحيفة «20 دقيقة» نقلا عن مصادرها، أمس، بإصابة أحد موظفى السفارة الأوكرانية فى العاصمة الإسبانية مدريد بإصابات طفيفة، أمس، إثر انفجار عبوة مخبأة فى ظروف بريدية. وقالت «انفجرت العبوة حوالى الساعة 1:00 ظهرا (15:00 بتوقيت موسكو). فى هذا الوقت، تلقت الشرطة إخطارًا بحدوث حريق فى السفارة الأوكرانية فى مدريد». ووفقا للتقارير، فإن الموظف توجه بنفسه إلى المستشفى بعد إصابته. ورغم التوتر المتصاعد بين البلدين، عقد اجتماع بين رئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرجى ناريشكين، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، فى وقت سابق هذا الشهر. فقد أوضحت إليزابيث رود، القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية فى موسكو، أن الاجتماع بحث القضايا بين البلدين، بحسب ما ذكرت وكالة «ريا» الروسية، أمس. كما أكدت أن بيرنز «لم يتفاوض على أى شيء، ولم يناقش تسوية النزاع فى أوكرانيا». أتى هذا الكشف، بعدما اتهمت روسياالولاياتالمتحدة، الثلاثاء، بانتهاج سلوك سام مناهض لها، دفعها إلى الانسحاب من محادثات الأسلحة النووية مع مسؤولين أميركيين فى القاهرة هذا الأسبوع. ففى تصريحات شديدة اللهجة، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، واشنطن أيضا بمحاولة التلاعب بمعاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة النووية لصالحها، مؤكدة فى الوقت عينه أن بلادها ملتزمة بالمعاهدة رغم ذلك. كما اعتبرت فى تعليق على تليجرام أن قرار بلادها تأجيل المحادثات بشأن الأسلحة النووية، التى كان من المقرر أن تبدأ الثلاثاء، نجم عن الحالة المزرية التى وصلت لها العلاقات بين البلدين. وكان من المقرر أن يجتمع مسئولون من البلدين فى مصر لمناقشة القضايا المتعلقة بمعاهدة ستارت الجديدة، ومن بينها الاستئناف المحتمل للتفتيش على الترسانات النووية للبلدين، وهى عملية تم تعليقها بسبب جائحة كوفيد-19، لكن ذلك لم يحصل. يشار إلى أن معاهدة ستارت باعتبارها آخر اتفاقية من نوعها بشأن الأسلحة لا تزال قائمة بين أكبر قوتين نوويتين فى العالم، من شأنها أن تحد من عدد الرؤوس الحربية النووية التى يمكن لكل جانب نشرها كما أن لها أهمية رمزية وعملية. وكانت العلاقات بين البلدين انزلقت إلى أكثر نقاط المواجهة بينهما خلال 60 عاما منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضى الأوكرانية فى 24 فبراير الماضي. إذ فرضت واشنطن سلسلة من العقوبات القاسية على موسكو، فما قدمت مساعدات اقتصادية وعسكرية بعشرات مليارات الدولارات إلى كييف. من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، أن روسيا لن تناقش معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية ستارت الجديدة، مع الولاياتالمتحدة، طالما واصلت واشنطن تسليح أوكرانيا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «تاس» عن زخاروفا فى حديث لإذاعة سبوتنيك: «تخطط الولاياتالمتحدة لإرسال المزيد من الأسلحة إلى منطقة الصراع الذى تعد روسيا طرفا فيه. لذلك، سيواصلون توفير كل تلك الأسلحة ودفع نظام كييف إلى إراقة المزيد من الدماء، مع تخصيص الأموال للأنشطة المتطرفة تحت سلطة أفراد فى شارع بانكوفايا، حيث المكتب الرئاسى الأوكرانى حسب تاس، بينما نجلس نحن لمناقشة قضايا الأمن المشترك معهم، بما فيها القضايا المتعلقة بمصالحهم؟ «. وقالت الدبلوماسية الروسية إن موسكو تقدر بشدة معاهدة ستارت الجديدة، التى تلبى المصالح المشتركة لروسياوالولاياتالمتحدة، لكن يجب تهيئة الظروف لمناقشتها. من جانبه، وصف وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن الضربات الروسية على البنى التحتية فى أوكرانية ب «الهمجية والبربرية» وقال فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الأوكراني، ديميترو كوليبا بعد اجتماع لحلف شمال الأطلسى فى بوخارست، أمس الأربعاء إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ركز «نيرانه وغضبه» على السكان المدنيين فى أوكرانيا، حيث قصف أكثر من ثلث شبكة الطاقة. كما اعتبر أن تلك الاستراتيجية الجديدة لبوتين لم ولن تنجح. إلى ذلك، اعتبر أن بوتين غير معنى حاليا بمسار دبلوماسى جدي، مضيفاً أن واشنطن تدعم سلاماً عادلاً ودائماً لأوكرانيا. وختم مؤكداً أن بلاده ستواصل دعمها الصلب لكييف طالما تطلب الأمر ذلك من جهته، جدد كوليبا المطالبة بصواريخ باتريوت لحماية البنية التحتية المدنية، لافتاً إلى أن كييف تبحث مع ألمانيا سبل تزويدها بتلك المنظومة الصاروخية إلى ذلك، اعتبر أنه من المفروض أن تبدأ محادثات انضمام أوكرانيا إلى لف شمال الأطلسي، وهو الأمر الذى لطالما أكدت موسكو سابقاً انه خط أحمر بالنسبة لها ولأمنها. ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن تحقيق تقدم فى مناطق بمقاطعة دونيتسك، فى إقليم دونباس شرقى أوكرانيا. وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف إنه تم «تحرير» بلدات وقرى بيلوجوروفكا وبيرشى ترافنيا فى دونيتسك بالكامل، وتم تصفية ما يصل إلى 50 جنديا أوكرانيا، وتدمير 4 مدرعات قتالية. وأضاف كوناشينكوف إن الطيران الميدانى والتكتيكى والجيش والقوات الصاروخية والمدفعية للقوات المسلحة الروسية تواصل العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا. وأشار إلى أنه فى إطار هذه العمليات تم قصف 79 وحدة مدفعية من القوات المسلحة الأوكرانية فى مواقع إطلاق النار، ومناطق تمركز الأفراد والمعدات العسكرية فى 157 مقاطعة.