أظهرت توقعات شبكات إعلامية أن الحزب الجمهورى حقق السيطرة على مجلس النواب الأمريكى، ليضمن وإن بغالبية ضئيلة قاعدة تشريعية تمكنه من معارضة برنامج عمل الرئيس جو بايدن خلال العامين المقبلين. وستكون الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب بالكونجرس أقل بكثير مما كان الحزب يأمله، بعد إخفاقه أيضًا فى السيطرة على مجلس الشيوخ فى أعقاب أداء مخيّب خلال الانتخابات النصفية. وفى بيان له، هنأ الرئيس الأمريكى جو بايدن زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب كيفن مكارثى متعهدا بالعمل مع «أى شخص - جمهورى أو ديمقراطى - على استعداد للعمل معى لتحقيق نتائج للشعب الأمريكى». وأضاف البيان: «أظهرت انتخابات الأسبوع الماضى قوة ومرونة الديمقراطية الأمريكية. كان هناك رفض قوى لمنكرى الانتخابات والعنف السياسى والترهيب. كان هناك بيان مؤكد مفاده أن إرادة الشعب تسود فى أمريكا. «فى هذه الانتخابات، تحدث الناخبون بوضوح عن مخاوفهم: الحاجة إلى خفض التكاليف، وحماية الحق فى الاختيار، والحفاظ على ديمقراطيتنا». وتابع بيان بايدن: «المستقبل واعد للغاية بحيث لا يمكن أن نقع فى شرك الحرب السياسية، يريدنا الشعب الأمريكى أن ننجز الأمور من أجلهم. يريدون منا أن نركز على القضايا التى تهمهم وعلى تحسين حياتهم. وسأعمل مع أى شخص - جمهورى أو ديمقراطى - على استعداد للعمل معى لتحقيق نتائج لهم». ضمن الحزب الجمهورى السيطرة على مجلس النواب الأمريكى بأغلبية بسيطة، إذ فاز ب218 مقعدا، على الأقل. ورغم أن الأغلبية التى حققها الجمهوريون بسيطة، فهى تكفى لتعطيل أجندة الرئيس جو بايدن، طوال العامين المقبلين، واحتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على مجلس الشيوخ. وشهدت الولاياتالمتحدة انتخابات نصفية وكان أداء الجمهوريين، الذين كانوا يأملون فى استعادة السيطرة على كلا المجلسين، أقل من التوقعات. وفاز القيادى الجمهورى كيفن مكارثى بترشيح الحزب لرئاسة مجلس النواب، وبذلك سيحل مكان رئيسة المجلس الحالية نانسى بيلوسي، وهى من الحزب الديمقراطى. ولكن من أجل انتخاب رئيس مجلس النواب، يجب على مكارثى الآن العمل للحصول على دعم الأغلبية من 435 عضوا فى مجلس النواب بكامل هيئته، ومن المقرر عقد اجتماع مجلس النواب الجديد فى 3 يناير 2023. لكن بيلوسى ألمحت إلى أنها لن تتخلى عن منصبها بهدوء، وتعهدت فى بيان بأن حزبها سيمارس «نفوذا قويا على أغلبية جمهورية ضئيلة». ولم تذكر بيلوسي، 82 عاما، وهى أول امرأة تتولى رئاسة المجلس، شيئا فى بيانها الصحفى عما إذا كانت تخطط للبقاء فى زعامة النواب الديمقراطيين. وهنأ بايدن مكارثى وعرض العمل مع الجمهوريين لتحقيق النتائج التى يسعى لها الأمريكيون. وكان الحزب الجمهورى يأمل فى أن تضيف شعبية الرئيس المنخفضة نسبيًا، والتضخم إلى انتصاراتهم فى الانتخابات النصفية. لكن الأداء الباهت للحزب الجمهورى الأسبوع الماضى يُعزى إلى اثنين من قادة الحزب: الرئيس السابق دونالد ترامب وزعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل. وبعيدا عن انتخابات الكونجرس، تفيد التوقعات بفوز عضوة الكونجرس كارين باس بالسباق على منصب عمدة لوس أنجلوس، ثانى أكبر مدينة فى الولاياتالمتحدة، بعد هزيمة رجل الأعمال الملياردير ريك كاروسو. وستصبح كارين باس، وهى من الحزب الديمقراطى، أول امرأة تشغل هذا المنصب. تمكنت رئيسة مجلس النواب الحالية نانسى بيلوسى من تحقيق الكثير بهامش تسعة مقاعد فقط، لكنها أثبتت أنها موهوبة بشكل فريد فى مجادلة الديمقراطيين المتمردين. وليس هناك ما يضمن أن الجمهوريين، الذين يتراوحون بين المعتدلين فى مناطق التنافس فى الضواحى إلى المتشددين المحافظين، سيكونون متعاونين بنفس القدر مع قيادة حزبهم فى مجلس النواب. لكن الأغلبية هى الأغلبية، وبافتراض أن الجمهوريين يمكن أن يتحدوا لانتخاب رئيس عندما يصوت المجلس بكامل هيئته فى يناير فإنهم سيجنون ثمار فوزهم فى الانتخابات النصفية، وتمنح قواعد مجلس النواب الحزب المسئول السيطرة على الأجندة التشريعية، وسيدير الجمهوريون أيضا جميع لجان مجلس النواب، مع سلطات إشراف واسعة. ومع أن الجمهوريين منقسمون، سيكونوا قادرين على عرقلة أجندة جو بايدن فى مساراتها وفرض المواجهات حول أولويات الميزانية الفيدرالية. وبالنسبة للحزب الذى شاهد الديمقراطيين يحققون سلسلة من النجاحات التشريعية على مدار العامين الماضيين، سيكون هذا بحد ذاته إنجازا مهما.