قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إن الاحتفال بمرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية يجسد عُمق العلاقات الأخوية التى تجمع الحكومتين والشعبين الشقيقين على قلبٍ واحدٍ ينبض بالمودةِ المتجددة والعطاءِ المتبادل. مشيرة إلى ما شهدته الأيام القليلة الماضية من حرص الجانبين على تنظيم فعاليات رياضية، وسياحية، وثقافية مشتركة متنوعة تتكامل فى مضمونها والرسالة التى تبعثها إلى العالم مع مستهدفات الفعاليات الرسمية التى تشملها الاحتفالية، وعلى رأسها انعقاد منتدى اقتصادى يضمّ جلسات متنوعة تتناول أبعاد الشراكة الاقتصادية المتكاملة للعلاقات المصرية الإماراتية، والمزايا التنافسية التى تتيحها البيئة الاستثمارية فى البلدين، وآليات تعزيز الاستدامة فى القطاع المصرفي- من واقع التجارب المصرية والإماراتية الناجحة فى هذا المجال-، وعرض نماذج لقصص نجاح أبرز المستثمرين المصريين فى الإمارات وقصص نجاح الشركات الإماراتية الرائدة فى مصر، بالإضافة إلى استعراض الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة فى مصر، والتأكيد على محورية دور مصر الإقليمى كمركز لوجيستى شامل لجميع الخدمات فى المنطقة، والتعرف على آفاق التبادل الحكومى المعرفى لتحقيق تقارب ثنائى بما يُسهم فى بناء مستقبلٍ أفضل للبلدين. جاء ذلك خلال كلمتها باحتفالية مرور 50 عامًا على العلاقات المصرية الإماراتية تحت شعار «مصر والإمارات.. قلب واحد»، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومحمد عبدالله القرقاوي، وزير شئون مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية المتحدة، ووزراء حكومتى البلدين وأكثر من 1800 شخصية من كبار المسئولين ورجال الاعمال والمستثمرين والمثقفين والمبدعين والاعلاميين. كما أشارت السعيد إلى حرص وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية على استمرار التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة فى مجالات تطوير الأداء المؤسسى والخدمات الحكومية والابتكار والتميّز، بما يدعم كفاءة مؤسسات الدولة فى تقديم الخدمات وتصميم المشروعات التنموية المختلفة، حيث تكللت جهود الجانبين بإطلاق جمهورية مصر العربية جائزة مصر للتميّز الحكومى عام 2018، تحت رعاية رئيس الجمهورية، وبالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والتى تهدف إلى نقل الخبرات والتجارب وأفضل الممارسات، ونستعد لإعلان نتائج دورة جديدة من الجائزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بما يُضيف إلى رصيد العلاقات المتنامية والمتميزة بين البلدين. وتابعت السعيد أن مشروعات التعاون المشترك بين الجانبين شملت تعزيز آليات التحول الرقمى والتطوير المؤسسي، حيث أثمرت جهود الجانبين عن وضع استراتيجية متكاملة لتطوير الخدمات الحكومية، وإنشاء مجموعة مراكز خدمات مصر، التى سنشهد افتتاح أولها فى مدينة أسوان قبل نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى الإنجازات المتحققة فى ملف بناء القدرات الحكومية فى مجالات تعزيز ثقافة الابتكار، والتوجيهات الاستراتيجية لاستشراف المستقبل وكذلك استراتيجية الاتصال الحكومي. كما أوضحت السعيد أنه يأتى فى إطار أهمية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين الرغبة المشتركة فى التوسّع فى إطلاق الشراكات الاستثمارية الواعدة التى تعكس ما تتمتّع به الدولتان من إمكانيات ومزايا تنافسية ينبغى العمل على تعظيم الاستفادة منها بما يُحقق مصالح الشعبين الشقيقين، وهو ما مثّل نقطة الإنطلاق لتأسيس منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين صندوق مصر السيادى وشركة أبو ظبى القابضة، والتى تمت تحت مظلة البروتوكول الموقَّع فى 14 نوفمبر 2019، لضخ استثمارات مشتركة تفوق 20 مليار دولار لتنفيذ مشروعات اقتصادية وتنموية، كما تجمعنا الشراكة الصناعية التكاملية مع كل من الأردن والبحرين؛ لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة فى خمس مجالات صناعية واعدة، تشمل الزراعة، والأغذية، والأسمدة، والمعادن، والبتروكيماويات، التى جاءت لتدعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، والتى لم تتأثر من جراء الأزمات التى يشهدها العالم، حيث عكف الجانبان على بحث عدة مشروعات وفرص استثمارية فى قطاعات مختلفة تحقق مصالح البلدين.