تعيش مدينة جرجيس الواقعة فى محافظة مدنين جنوب شرق تونس، على وقع حالة حزن كبير، على خلفية وفاة 18 شخصا إثر غرق قارب للهجرة غير الشرعية، قامت السلطات المحلية بدفن بعض ممن لفظهم البحر سراً فى «مقبرة الغرباء» المخصصة للمهاجرين مجهولى الهوية. وأوضح عضو خلية الأزمة الخاصة بعائلات المفقودين شمس الدين مرزوق، أن القصة بدأت منذ الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر الماضي، عندما فقدت العائلات الاتصال بأبنائها بعدما هاجروا بطريقة غير نظامية إلى إيطاليا، ليقوموا بإعلام السلطات من أجل البحث عن القارب الذى يقل 18 شخصا من بينهم نساء وأطفال ورضيعة. وأضاف أنه قبل انطلاق عمليات البحث، لفظت أمواج البحر جثّتين على سواحل جزيرة جربة، فقامت السلطات المحليّة بدفنهما مباشرة فى «مقبرة الغرباء» بأمر من النيابة العامة دون إخضاعهما لإجراء التحاليل الجينية أو استدعاء عائلات المفقودين للتعرف على هوياتهما، و«مقبرة الغرباء» ويطلق عليها أيضا اسم «جنان إفريقيا»، تقع فى مدينة جرجيس جنوبتونس، وتضم أكثر من 500 قبر، وهى مكان لدفن المهاجرين مجهولى الهوية الذين لفظتهم أمواج البحر المتوسط على الشواطئ التونسية، وأغلبهم من إفريقيا جنوب الصحراء.