تعتزم أوكرانيا استئناف محادثات السلام مع روسيا، بحلول نهاية أغسطس المقبل، عندما يتم تنفيذ عمليات لهجوم مضاد. وقال كبير المفاوضين عن كييف، دافيد أراخاميا فى مقابلة مع إذاعة «صوت أمريكا»، إن البلاد ستكون فى وضع أفضل للتفاوض. وأعرب أراخاميا عن اعتقاده بأن أوكرانيا ستجرى عملية مع شن هجمات مضادة فى أماكن مختلفة، بدون الخوض فى تفاصيل. ومع احتدام الحرب فى أوكرانيا، توقفت مفاوضات السلام. يذكر أنه فى نهاية مارس الماضى، اقترحت كييف إجراء محادثات فى إسطنبول، بين أمور أخرى، للتخلى عن عضوية حلف شمال الأطلسى (ناتو)، مقابل ضمانات أمنية دولية. ومع ذلك، تطالب روسيا بنزع السلاح من جارتها والتخلى عن الأراضى، بما فى ذلك منطقتى «دونتسك» و«لوهانسك» شرقى البلاد. والجمعة، أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن بلاده ليس لديها «أى شيء ضد» انضمام أوكرانيا المحتمل للاتحاد الأوروبى. بوتين قال، خلال الجلسة العامة لمنتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي: «ليس لدينا أى شىء ضد ذلك، إنه قرارهم السيادى بالانضمام إلى اتحادات اقتصادية أم لا، إنه شأن يخصهم، شأن يخص الشعب الأوكرانى». ولروسيا التى تشنّ عملية عسكرية فى أوكرانيا منذ 24 فبراير، وجهة نظر قاتمة جدًا بشأن تطلعات كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسى الذى تعتبره موسكو تهديدًا لأمنها، لكن «الأمر يعود لهم فى ما يتعلق بتكاملهم الاقتصادى»، وفق قول بوتين. وأضاف أن «الاتحاد الأوروبى ليس تحالفا عسكريا على عكس حلف الأطلسى». لكن الرئيس الروسى اعتبر أن «أوكرانيا ستتحول إلى شبه مستعمرة» للدول الغربية إذا انضمت إلى الاتحاد الأوروبى، وأردف: «هذا رأيى». وكانت المفوضية الأوروبية أوصت بمنح أوكرانيا ومولدوفا صفة مرشح رسمى لعضوية الاتحاد الأوروبى. وتقدمت كييف بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى بعد أيام من العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا أواخر فبراير الماضى، فيما تقدمت كل من مولدوفا وجورجيا بطلبين مماثلين. ولم تبت المفوضية من قبل بهذه السرعة فى طلب ترشيح أصبح مسألة عاجلة بسبب العملية العسكرية الروسية وتعد جزءا من الدعم الذى يقدمه الأوروبيون لأوكرانيا فى مواجهة موسكو. أفادت السلطات الأوكرانية عن «معارك شرسة» فى قرى تقع قرب مدينة سيفيرودونيتسك شرقى البلاد، التى تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ أسابيع، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 8 طائرات بدون طيار أوكرانية بالقرب من بوروفينكا فى جمهورية لوغانسك الشعبية. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط 8 طائرات بدون طيار أوكرانية بالقرب من بوروفينكا فى جمهورية لوجانسك الشعبية وتشرنوبايفكا فى منطقة خيرسون وسخايا كامينكا ومالايا كاميشيفاخا وزابافنو فى منطقة خاركيف وجولييبول فى منطقة زابوروجيا. وأضافت أن المضادات الجوية الروسية أسقطت طائرة أوكرانية من طراز «سو - 25» بالقرب من كاميشيفاخا وطائرة هليكوبتر من طراز «مى - 24» تابعة للقوات الجوية الأوكرانية بالقرب من أرخانجيلسك فى جمهورية دونيتسك الشعبية. كما نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو لأطقم مروحيات الاستطلاع والهجوم من طراز «كا-52» لطيران الجيش بالمنطقة العسكرية الغربية قرب خاركيف، وهى تدمر معاقل وعربات مصفحة للقوات المسلحة الأوكرانية خلال عملية عسكرية خاصة. فيما تتركز الأنظار نحو معركة حوض دونباس الشرقى، يبدو أن خيرسون جنوبى أوكرانيا هى الأخرى تمضى قدما فى خيار الانضمام لروسيا. وتعتمد خيرسون فى ذلك جملة قرارات متتالية ومتسارعة من إقرار اللغة الروسية فيها، وصولا لتجنيس أطفالها المولودين حديثا بالجنسية الروسية، كما كشف كيريل ستريمووسوف نائب رئيس الإدارة المدنية العسكرية لمقاطعة خيرسون، الموالية لروسيا. ويقول نائب رئيس الإدارة المدنية العسكرية لمقاطعة خيرسون فى حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية: «الأطفال الذين ولدوا بعد 24 فبراير فى منطقة خيرسون سيحصلون تلقائيًا على جنسية روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم أيضا تسجيل الأيتام كمواطنين روس». ويرى المراقبون أن الزخم الذى تتسم به سلسلة إجراءات تكريس الأمر الواقع والارتباط بين مقاطعة خيرسون وروسيا، تظهر أن هذه المنطقة فى طريقها كى تكون أول المناطق التى تلتحق بالأراضى الروسية، بما يجعلها مثالا لبقية المناطق التى تسيطر عليها القوات الروسية والحليفة لها، كما هى الحال فى إقليم دونباس الشرقى مثلا. وأشاروا إلى أن التركيز على اتخاذ قرارات وإجراءات إدارية وقانونية تؤثر فى حياة الناس اليومية ودقائقها، وتتعلق بتفاصيلها وبمستقبلهم، هو بهدف إيجاد أمر واقع يصعب زحزحته، وهو ما سيقود حسبهم لرجحان كفة سيناريو التقسيم لأوكرانيا مستقبلا بين شطر موال لروسيا وقد ينضم لها رسميا، وشطر آخر موال للغرب. وكانت مدينة خيرسون، مركز المنطقة الاستراتيجية جنوبى البلاد، أول مدينة كبيرة تسقط فى أيدى الجيش الروسى بعد إطلاق موسكو عمليتها العسكرية بأوكرانيا فى 24 فبراير الماضي.